الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال القاهرة الخميس 22/12/2011 أقام تحالف الجبهة السودانية الثورية للتغيير مساء اليوم الخميس بفندق أمية أولى ندواته التنويرية بجمهورية مصر العربية، بحضور عددٍ كبير من ممثلي القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والإعلاميين وأفراد الجالية السودانية بالقاهرة. ولقد تحدث في تلك الندوة التي جاءت تحت عنوان "تحالف كاودا ورؤيته لحل القضية السودانية" الرفيق/ عبد العزيز موسى كافي كممثل للحركة الشعبية لتحرير السودان–شمال "نيابة عن الرفيق/ نصر الدين كشيب" . إلى جانب كلٍ من السيد/ موسى بكري ممثل حركة تحرير السودان- جناح عبد الواحد نور، والسيد / محمد حسن شرف ممثل حركة العدل والمساواة، والسيد / أحمد يعقوب ممثل حركة تحرير السودان- جناح منّي أركو مناوي. وتناول كافي في كلمته المطالب المشتركة التي دفعت الحركة الشعبية وحركات التحرير الرئيسية في دارفور إلى حمل السلاح، والتي تتعلق بتحقيق التنمية الشاملة والدفاع عن الهوية الثقافية والحفاظ على الثروات التي لطالما استحلتها حكومات المركز منذ استقلال السودان وحتى يومنا هذا، مشددًا على عدالة القضية التي من أجلها تم تكوين تحالف كاودا. وأشار كافي إلى أهمية الدور الذي تلعبه الحركات المسلحة في المشهد السياسي السوداني، خاصة في ظل وجود نظام لا يعترف إلا بلغة الحرب ولا يعرف سوى التنصل من الاتفاقيات، منوهًا إلى الجرائم التي ارتكبها نظام الخرطوم ضد في دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة. وأكد كافي أن انتهاكات نظام الخرطوم هي التي دفعت الحركات المسلحة في تلك المناطق إلى التحالف مع بعضها البعض في سبيل إسقاط نظام الخرطوم، والذي يمر هذه الأيام بأزمة حقيقية بسبب هذا التحالف، وهو ما يتبدى جليًا في تلك الحملة الإعلامية الشرسة التي تشنها وسائل الإعلام الحكومية ضد كل ما يمت بصلة للجبهة الثورية. وشدد كافي على حقيقة أن قضية أبناء الهامش قد صارت ملكًا للجميع، مؤكدًا أن الحركات المسلحة وإن لجأت لخيار الحرب فهي لا تطمح إلا إلى تحقيق السلام العادل الذي يعد الهدف الاستراتيجي للتحالف الساعي لإعادة هيكلة الدولة السودانية بما يتواءم ومصالح أبناء الشعب كافة دون تمييز. وتطرق كافي إلى موقف الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال من قضايا الوحدة والدين والدولة والتنمية وتقاسم السلطة والسودان الجديد، مشددًا على قومية الأزمة السودانية. وحذر من تفاقم الأزمة في حال ما استمر نظام الخرطوم في تعنته وطغيانه. ودعا كافي كافة القوى السودانية المطالبة بالتغيير إلى الانضواء تحت لواء تحالف كاودا بغية تحقيق الهدف الأسمى والمتمثل في إسقاط النظام وبناء السودان الجديد، كما دعا أبناء الهامش إلى الانخراط في العمل المشترك لفضح وإيقاف جرائم النظام المتمثلة في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارس بصورة ممنهجة في مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق على وجه الخصوص، حتى يتحرك المجتمع الدولي ويضع حدًا لمعاناة النازحين. وفي نهاية كلمته تقدم الرفيق عبد العزيز كافي بالشكر لمصر حكومة وشعبًا على حسن الاستضافة. تلا كلمة الرفيق كافي كلمة السيد / موسى بكري ممثل حركة تحرير السودان- جناح عبد الواحد نور، والذي أكد أن حركة تحرير السودان (جناح نور) كانت قد دشنت بداية مرحلة جديدة في مسارها تمثلت أهم ملامحها في الانفتاح على كافة قوى التغيير ، ذلك الانفتاح الذي كان الانضمام إلى تحالف كاودا واحدًا من أهم ثماره. وقال بكري إن تحالف كاودا يهدف إلى إسقاط نظام الخرطوم بكل السبل المتاحة، ودعا جميع القوى المطالبة بالتغيير إلى الانضمام للتحالف. وكما ناشد الشعب السوداني بالنزول إلى الميادين. وطالب بكري المجتمع الدولي بالتعاطي الجدي مع نظام الخرطوم الذي يمارس الإبادة قتلا وقمعًا وتجويعًا وتشريدًا. وأكد بكري ان حركة تحرير السودان ليست حركة مطلبية، فهي تحمل رؤية وطرحًا يخاطبان جذور الأزمة السودانية، ومن هنا كان انضمامها لتحالف كاودا خيارًا قام على أمل أن يتحقق السودان الحر الليبرالي العلماني. وطمأن بكري الشعب السوداني قائلاً بأن تحالف كاودا لن يكون استناخًا للتجارب الفاشلة السابقة لكونه تحالفًا حقيقيًا بني على إرادة الناس ويؤمل أن يكون وعاءً لجميع أبناء الشعب السوداني. انتقلت الكلمة بعد ذلك إلى السيد/ محمد حسن شرف ممثل حركة العدل والمساواة، والذي قال إن تقييم قادة العدل والمساواة لتجربة تنظيمهم النضالية التي دامت ثمانية أعوام قد أثبت لهم أن العمل الأحادي غير مُجْدٍ. وأن الاتفاقيات التي تجريها القوى السياسية والحركات المسلحة منفردة مع نظام الإنقاذ لا تفضي في النهاية إلا إلى إطالة عمر النظام. ومن هنا كان انضمام العدل والمساواة لتحالف كاودا أمرًا حتميًا لا محيد عنه. وأكد شرف أنهم في التحالف دعاة سلام ولا يرون عدوًا لهم إلا المؤتمر الوطني. وشدد شرف على أهمية أن يتساوق العمل العسكري مع الحراك الشعبي، مؤكدًا على استعداد حركة العدل والمساواة لتقديم أية تنازلات في سبيل خدمة القضية السودانية. ودعا شرف مراكز الدراسات والأبحاث الاستراتيجية إلى المساهمة في إنجاح التحالف عبر صياغة وإعداد الدراسات الموضوعية التي من شأنها أن تسهم في بلورة الرؤى والأفكار التي يتبناها أطراف التحالف. تحدث بعد ذلك السيد/ أحمد يعقوب ممثل حركة تحرير السودان (جناح أركو مناوي)، والذي تطرق في مستهل كلمته إلى اتفاق أبوجا الذي كانت حركة تحرير السودان- جناح مناوي قد وقعته مع نظام الخرطوم عام 2006، مؤكدًا أنهم في حركة تحرير السودان كانوا يهدفون من خلال هذا الاتفاق إلى الحفاظ على وحدة السودان، خاصة بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل، كما كانوا يأملون في الوصول إلى توزيع عادل للسلطة والثورة، إلا انهم واجهوا عدة معوقات تمثل أهمها في تبني المؤتمر الوطني لاستراتيجية جديدة في تعاطيه مع الأزمة دارفور وتزويره للانتخابات التي جرت مطلع عام 2010. وقال يعقوب أنهم في حركة تحرير السودان قد قدموا رؤيتهم لإسقاط النظام وحل أزمة الحكم وأنهم قد بذلوا قصارى جهودهم لتوحيد كافة الفصائل المسلحة. مؤكدًا أن المؤتمر الوطني قد أذاق المر لجميع أبناء السودان. وقدم يعقوب سردًا موجزًا لأهداف تحالف الجبهة الثورية السودانية، والتي من أهمها إعادة هيكلة الدولة السودانية، والتوزيع العادل للسلطة والثورة وإعادة صياغة العلاقة بين المركز والهامش على أسس جديدة لا تعوزها العدالة. وفتح الباب بعد ذلك أمام الحضور للمشاركة بمداخلاتهم وتساؤلاتهم التي أفردت لها من جانب المتحدثين مساحة خاصة في نهاية الندوة للرد عليها.