بسم الله الرحمن الرحيم كلمة أسرة الشهيد الدكتور خليل إبراهيم في حفل تأبينه الذي نظمته الحركة بالتنسيق مع القوي السياسية السودانية و إتحاد أبناء دارفور في المملكة المتحدة و إيرلندا في لندن بتاريخ 7 يناير2012 قال تعالي " و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون " و قال تعالي " و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم و أولئك هم المهتدون" صدق الله العظيم . يطيب لي في هذه السانحة أن أحيي حفلكم الكريم أصالة عن نفسي و نيابة عن أسرة شهيد الأمة و الوطن الدكتور خليل إبراهيم محمد الذي إغتالته العصابة العنصرية الجاثمة علي صدر الشعب السوداني الأبي بالإستعانة بأيد و تقنية أجنبية عندما عجزت عن مبارزته في الميدان . أحييكم أطيب تحية و أعزيكم في فقد الوطن الجلل، فهو بحق فقد للوطن كله و فقد لقضيته العادلة و فقد للثورة و فقد للمهمشين جميعا و فقد للفقراء و المساكين الذين عاش لهم و إستشهد من أجلهم قبل أن يكون فقدا لأسرته الممتدة من نمولي إلي حلفا ، و من بورتسودان إلي أنجمينا . نقول إنه فقد للجميع ، لأن الجميع قد صعق عند سماع نبأ إستشهاده و أبدي تلاحما منقطع النظير معه و مع أسرته ، و أدانوا بأغلظ العبارات الذين أدخلوا بإغتياله منهجا غريبا مستقبحا و مستهجنا في التعاطي السياسي في السودان. أعزيكم جميعا و أعزي الذين نصبوا سرادق العزاء في كل أرجاء المعمورة و صلوا عليه صلاة الغائب ، و الذين عبروا المحيطات و الفيافي لمشاركة أسرته في هذه اللحظات الصعبة ، و أشكر الذين إتصلوا بنا هاتفيا من كل ركن من أٍركان الدنيا معزين و مواسين ، و فيهم من لم تكن بيننا و بينهم سابق معرفة أو عهد تواصل ، و منهم من إنقطع الإتصال بهم منذ عقود طويلة فأحيت عملية إغتياله روح الوصال فيهم ، و الشكر موصول للأحباب في المملكة العربية السعودية الذين إعتمروا له زرافات و وحدانا و أخلصوا له الدعاء في أقدس البقاع. فالشكر أجزله و خالص العزاء للحاضر و الغائب، و قد رحل عنا رجل لا ككل الرجال. رحل عنا رجل فيه خير خصال أهل السودان ، لا نزكي علي الله أحد . فهو وطني غيور لا يؤمن لا بالجهوية و لا بالعرقية المنتنة . نذر حياته للشأن العام بنكران ذات مطلق. عاش محاربا للفقر محبا للفقراء و المساكين . يؤمن بالعدل و المساواة بين الناس و يكره الظلم و الظالمين ، شهم عظيم الهمة ، جم التواضع ، قليل الكلام كثير العمل ، جواد لا يخشي النفاق ، عفيف اللسان ، طاهر اليدين ، زاهد لا تشغله مباهج الدنيا ، بر بوالديه ، عطوف بأبنائه ، مواصل لرحمه ، و في لأصحابه و معارفه ، رحيم بجيشه ، شديد في الحق ، عصي علي الأعداء ، شجاع لا يهاب الموت ، ورع ، يستشعر معية الخالق في كل شأنه .... ، فقدنا رجلا أعجز ما نكون عن إحصاء مناقبه ، و لكن وديعة الله عندنا و قد أخذها و لا راد لقضائه. نعزيكم جميعا و نؤكد لكم أننا علي عهده و عهد الشهداء من قبله باقون و علي دربهم سائرون و بقضية شعبنا متمسكون و في طريق وحدة المقاومة و المعارضة ماضون ، و لن يهدأ لنا بال أو يهنأ لنا عيش إلا بإسقاط نظام القتلة الأفاكين المجرمين ، و الثأر لشهدائنا الأبرار و علي رأسهم سيد شهداء الوطن الدكتور خليل إبراهيم محمد ، و لا نألوا جهدا في تقديم المزيد من الشهداء فداءا لوطننا و تطهيرا لأرضه من دنس هذه الفئة المتعطشة لدماء الأبرياء من الأطفال و النساء و العجزة . و في ختام كلمتي ، لا أنسي أن أسدى الشكر الجزيل ، بإسم الأسرة العريضة و بإسمكم جميعا للذين بادروا و هيئوا لنا هذا اللقاء المبارك ، و رتبوا لهذا الحشد الكبير لتأبين فقيد الوطن ، و الشكر موصول لكل من تكبد المشاق و شارك في هذا اللقاء. و السلام عليكم و رحمة الله محجوب حسين محمد إبراهيم عن أسرة الشهيد