جوبا (رويترز) - قال برنامج الاغذية العالمي ان الصراع ونقص الغذاء يمكن أن يدفعا ما يصل الى نصف مليون سوداني للفرار الى جنوب السودان خلال الشهرين القادمين اذا لم تسمح الخرطوم بتعزيز وجود منظمات المساعدات في المناطق الحدودية المضطربة. وانفصل جنوب السودان عن السودان في يوليو تموز الماضي بعد استفتاء أجري بموجب اتفاق سلام وقع عام 2005 وأنهى الحرب الاهلية مع الشمال لكن المعارك استمرت على جانبي الحدود التي تفتقر للترسيم الجيد. وتضغط الولاياتالمتحدة على الخرطوم للمساح بدخول مزيد من المساعدات الى ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق مدفوعة بتقارير لخبراء قالت ان أكثر من ربع مليون شخص ربما يصلون الى شفا المجاعة هناك بحلول مارس اذار. ورفض سفير السودان لدى الاممالمتحدة هذا الشهر المخاوف من أزمة وشيكة في الولايتين وقال ان الوضع هناك "طبيعي". وقال باميرو لوبيز دا سيلفا نائب المدير التنفيذي لبرنامج الاغذية العالمي ان أكثر من 1000 شخص عبروا الحدود يوميا الى جنوب السودان خلال الاسبوع الماضي وهو نفس عدد الاشخاص الذين كانوا يعبرون الى كينيا من الصومال في ذروة المجاعة التي شهدتها منطقة القرن الافريقي في العام الماضي. وقال للصحفيين "في غضون شهرين سيحل موسم الجوع المعهود في السودان وجنوب السودان ومن الواضح أن التأثير المحتمل على هؤلاء السكان سيكون خطيرا للغاية." واضاف "هناك شعور ملح بأن الفرصة تضيق أمام تدخل فعال مع وجود السكان في مكانهم الحالي." واندلعت المعارك في يونيو حزيران بين القوات الحكومية ومتمردين في جنوب كردفان كانوا يقاتلون مع الجيش الجنوبي في الحرب الاهلية. وامتد القتال الى ولاية النيل الازرق في سبتمبر ايلول. وفي جنوب السودان تساعد منظمات الاغاثة بالفعل 83 ألف سوداني فروا من قصف جوي وهجمات برية في الولايتين. وتتهم الحكومة السودانية جنوب السودان بمواصلة دعم الجيش الشعبي لتحرير السودان-قطاع الشمال في جنوب كردفان والنيل الازرق. وتنفي جوبا ذلك. ويقول برنامج الاغذية العالمي انه يخطط بالفعل لتوفير الغذاء لنحو 2.7 مليون شخص في جنوب السودان هذا العام ويسعى للحصول على تبرعات لسد نقص في الحبوب تشير تقديرات أولية الى أنه قد يصل الى 500 ألف طن. وقال دا سيلفا ان البرنامج يطالب الخرطوم بالسماح بوصول مزيد المساعدات الانسانية الى النيل الازرق وجنوب كردفان لكن الحكومة قلقة من احتمال وقوع المساعدات في ايدي المتمردين.