شاهد.. مقطع فيديو للفريق أول شمس الدين كباشي وهو يرقص مع جنوده ويحمسهم يشعل مواقع التواصل ويتصدر "الترند"    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    محمد وداعة يكتب: مصر .. لم تحتجز سفينة الاسلحة    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    نشطاء قحت والعملاء شذاذ الافاق باعوا دماء وارواح واعراض اهل السودان مقابل الدرهم والدولار    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السكرتير الصحفي السابق لعمر البشير يلمح إلى تورط إخوانه في إغتيال الزبير محمد صالح
نشر في السودان اليوم يوم 14 - 02 - 2012

ألمح محجوب فضل بدري – السكرتير الصحفي السابق لعمر البشير – إلى إغتيال الزبير محمد صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق – بسبب تكالب (جهة) لتحل محله .
واتهم تصريحاً في عموده بصحيفة الصحافة أمس 13 فبراير الأخوان المسلمين بالتكالب ، واتهم تلميحاً دون تصريح الترابي وعلي عثمان وصلاح قوش .
وأورد (...شق على الناس وتحدثوا عن مؤامرة لاغتياله ادت الى استشهاده بتلك الطريقة التي نجا منها البعض، واشارت اصابع الاتهام الى جهة بعينها كان عندها مصلحة في ان يغيب الزبير عن الحياة.. اذ لم يكن بالامكان تغييبه عن المسرح السياسي.. خاصة بسبب تكالب تلك الجهة لتحل محله قبل ان تنتهي مراسم تشييعه بغير سبب واضح لتلك العجلة!!! لكنه التهافت..!!) .
وقال ان الزبير (... كان يقول ومنذ ايام الانقاذ الاولى او سنيِّها الاولي عن د. الترابي «زولكم ده داير الكرسي») (...وكان «الاخوان» يغمغمون بالاستغفار عند حديثه عن شيخ حسن).
وأضاف محجوب فضل بدري ان عمر البشير قال : (إن اخطر وأهم قرار سياسي اتخذته في حياتي الرئاسية هو اختيار الاستاذ علي عثمان محمد طه نائبا اول لي) كان ذلك في لقاء صحفي له مع صحيفة الرأي العام... وزاد بعد ذلك «خارج اللقاء» واختياري لصلاح قوش مديراً للأمن!! ..)
يذكر ان محجوب فضل كان شاويشاً في القوات المسلحة ، يعمل ضمن القوة المتواجدة بالتلفزيون ، وصعد نجمه بعد الانقاذ ، وتولى وظائف إعلامية انتهت به الى منصب السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية ، ورغم تواضع قدراته كان موضع تفضيل عمر البشير ربما لما عرف عنه من ظرف و (تخصص) في النكات المتعلقة بالنساء ، وحين احتج العديد من الاسلاميين على منصبه الرفيع قائلين بان السكرتير الصحفي يجب ان يكون شبيهاً بمحمد حسنين هيكل أيام عبد الناصر ، رد متهكماً وعن حق ، بان الذين يعيرونه بانه ليس في قامة هيكل ، لا يطرحون سؤال ( وأين عبد الناصر؟!) .
ووظف محجوب فضل منصبه لأجل مصالحه الشخصية ، مما سهل الانقضاض عليه من الدائرة المحيطة بعمر البشير ، والتي كانت تضيق من قربه الشديد في اطار ضيقها العام بكل من يتقحم الدائرة الصغيرة ، اضافة إلى ان البعض كان يحتج وبحق على تبديد زمن (الرئيس) في (الهزار) . وكل ذلك أدى إلى حرمانه من الدجاجة التي تبيض ذهباً . وحاول محجوب فضل لاحقاً استعادة منصبه بالنفاق الزائد لعمر البشير ، فهو من صك أوصاف ( أسد افريقيا) و(أسد العرب) ، وانتهى به النفاق إلى نسب عمر البشير إلى الدوحة النبوية الشريفة في مقال شهير يصلح نموذجاً لإنحطاط عصر الانقاذ .
واذ فشل التزلف في استعادة المنصب فان محجوب فضل يجرب الآن ابتزاز اخوانه ، فيلمح إلى (المستور) ، وهو في ذلك يريد اللعب على الوتر الحساس لعمر البشير الذي يتهيأ للانقضاض على بعض جماعته من الاسلاميين ، ولكن محجوب بعقلية الشاويش البسيطة لا يعرف بانه يتجاوز الخطوط الحمراء لما يعرف ب (خلوها مستورة) ، لأن بعض (الموبقات) لم ترتكبها مجموعة بمعزل عن المجموعة الاخرى ، وانما اشتركت فيها الجماعة بكاملها ، وعملية بحجم اغتيال الزبير محمد صالح ، لم تكن لتنفذ دون موافقة وتواطؤ عمر البشير نفسه !
( نص العمود الصحفي أدناه) :
(الصحافة – فبراير)
محجوب فضل بدري
وفي الليلة الظلماء...
ما كان الناس يعرفون اعضاء مجلس قيادة الثورة عند اعلان اسمائهم.. قالت الحاجة هدية في برنامج تلفزيوني «كنت في الحصاحيصا وراجعة الخرطوم ، في واحد قال لي ناس الجيش مسكوا الحكومة وقائدهم عمر حسن ولدك.. قلت ليهو بري يا يمة الحكومة ما بندورها وعمر حسن في الجيش كتير»...
وكان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العميد الزبير محمد صالح، والذي خرج من المعتقل للقيادة، فقد كان متهماً بالاشتراك في (انقلاب الدناقلة) المزعوم، وكان المعتقلون من كبار الضباط الذين ينسب اليهم التخطيط لاعادة النميري من بينهم العميد الزبير في مركز التدريب الموحد بجبل اولياء واللواء مقلد من المدرعات والعميد الضوِّي من المظلات وغيرهم .. وكانت خصال الشهيد الزبير تسبقه فقد عُرف بالبساطة والصرامة والنزاهة والحسم مع لين في غير ضعف وشدة في غير عنف. واخلاق سودانية أصيلة.. وجرأة بلا تهور وسماحة بلا غفلة.. فقد كان عنده ورع يمنعه من أن يَخدَع .. وعقل يمنعه من أن يُخدَع.. وكان يقول ومنذ ايام الانقاذ الاولى او سنيِّها الاولي عن د. الترابي «زولكم ده داير الكرسي» وعندما عرض بعض الوسطاء حل مشكلة الجنوب بفصله من الحدود الطبيعية «بحر العرب والسوباط» أي دون حدود 1956م.. قال الزبير «يا جماعة ادوهم خلوهم يقيموا دولتهم» ، وكان «الاخوان» يغمغمون بالاستغفار عند حديثه عن شيخ حسن او حل مشكلة الجنوب! تقبله الله فقد كان بعيد النظر، فقد حدثت المفاصلة ووقع الانفصال بعد ذلك بكثير.. فقد مَحَضهم نصحه «بمنعرج اللوى» فلم يستبينوا النصح الا بعد بعد غد!!
«والله لو كان الزبير- الله يرحمه – حياً ده ما كان حصل» عبارة تسمعها مئات بل آلاف المرات كلما حلّت بالبلاد أزمة أمنية أو سياسية أو تنظيمية أو اقتصادية.. فلولا الزبير ما كانت ثورة التعليم.. ولولا الزبير ما كانت مسيرة السلام من الداخل التي أثمرت اتفاقية الخرطوم للسلام ، ولولا الزبير ما انداحت دورات عزة السودان.. ولولا الزبير ما تحسنت علاقاتنا مع مصر مبارك ...ولا مع الشقيقة السعودية .. ولا تكافينا شر القذافي في ملفات كثيرة. ولولا الزبير لما كانت سياسة توطين زراعة القمح.. ولا نجح الحكم الاتحادي فقد كان هذا الملف بيده، ويذكر الناس كيف اطاح الزبير بحكومة ولاية سنار بضربة واحدة مع ان واليها كان الرجل الزاهد المرحوم محمد عثمان محمد سعيد.. كان الزبير ميالا للحسم ولا يحب انصاف الحلول ولا يتردد في اتخاذ ما يراه احقاقا للحق ولا يخشى في ذلك لومة لائم.. ويجزم الكثيرون بأن «أزمة المناصير» ما كان يمكن ان تكون في وجود الزبير وحياته فهو من بدأ اول الاتصالات بهم... وبطريقته السودانية الاصيلة التي تنفذ الى قلوب الناس بسهولة ويُسر فتنشرح لها الصدور.. كان يقول لأهل كجبار «السد نحن عاملنو لي منو؟! مو ليكم إنتو ان بقيتوا ما دايرين نحنا ذاتنا ما دايرين».. وعندما سمعَ المزارعين في الشمالية يشتكون من قلة العائد من زراعة القمح بمقولتهم الشهيرة «تِلِتْ للطير .. وتِلِتْ للأسبير.. وتِلِتْ للزبير.. والمزارع فاعل خير».. ألغى الرسوم والعوائد التي كانت تُحصَّل من المزارعين تشجيعاً لهم. وعندما احتجّ طلاب دورة عزة السودان في أحد المعسكرات وحوَّروا الهتاف: سير سير يا بشير.. الى .. طِير طِير يا بشير» قال ممازحاً «ديل ما قاصدين الرئيس البشير.. ديل قاصدين بشير القِصيِّر حقى ده»، يقصد الاستاذ بشير محمد بشير سكرتيره وعارف فضله.. وعندما بلغه ان بعض السفهاء يقولون عنه «يا الزبير أبورقبة» ضرب عنقرته بباطن يده وهو يقول «والله ما أكلنا مال الشعب دي عوازيم ساكت».. وكان يلبي دعوة الشباب الوطني لموائد الرحمن في رمضان طيلة ايام الشهر الكريم وهو يشتهي القراصة، فقال ذات مرة وهو في طريقه للافطار «والله الشُّفع ديل دبغوا بطننا بالبليلة دي».. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر..
حضر ذات مرة في زيارة ليلية سرية لود مدني على ايام واليها المرحوم د. ابراهيم عبيد الله، والتقى بقيادات الجزيرة حكومة ومعارضة، فقال المرحوم ابراهيم معلقا علي حديث معارض «ديل اولاد المصارين البُيُضْ» فرد عليه المعارض «أنا ما ود المصارين البُيُضْ أنا أبوي ترزي»... فهتف الزبير «الله أكبر.. أنا ذاتي أبوي ترزي.. وترزي بلدي كمان».. فانفرجت أسارير «الاجتماع» وخلص الناس الى نتائج طيبة..
لذا فإن نعيه شق على الناس وتحدثوا عن مؤامرة لأغتياله ادت الى استشهاده بتلك الطريقة التي نجا منها البعض، واشارت اصابع الاتهام الى جهة بعينها كان عندها مصلحة في ان يغيب الزبير عن الحياة.. اذ لم يكن بالامكان تغييبه عن المسرح السياسي.. خاصة بسبب تكالب تلك الجهة لتحل محله قبل ان تنتهي مراسم تشييعه بغير سبب واضح لتلك العجلة!!! لكنه التهافت..!!
قال الرئيس البشير : «إن اخطر وأهم قرار سياسي اتخذته في حياتي الرئاسية هو اختيار الاستاذ علي عثمان محمد طه نائبا اول لي» كان ذلك في لقاء صحفي له مع صحيفة الرأي العام...
وزاد بعد ذلك «خارج اللقاء» واختياري لصلاح قوش مديراً للأمن!! ..
من كان متأسياً فليتأس بمن قد مات، لأن الحي لا تُؤمن عليه الفتنة»..
وهذا هو المفروض.
(حريات)
صفحات من دفتر زيارة الترابي ل"قاهرة المعز" ..
07-30-2011 03:22 PM
القاهرة : صباح موسي وطلال اسماعيل
كشف الامين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي أمس الخميس ولاول مرة ملابسات تحطم طائرة النائب الاول لرئيس الجمهورية الزبير محمد صالح في فبراير 1998 بمدينة الناصر، وذكر الترابي الذي تلقى تقريرا عن الحادثة في وقتها ان اصطدام الطائرة بسد ترابي في المطار ادى لخروجها عن مدرجها وتسبب في فقدان الزبير للوعي نتيجة لعدم ربطه لحزام الامان قبل ان تغرق في مياه النهر، مستبعدا شبهة الاغتيال باعتبار الزبير مقبولا لنظام الرئيس السابق حسني مبارك.
وكان الترابي يرد على اسئلة الصحفيين في ندوة بصحيفة الشروق المصرية لاكثر من ساعتين حول قضايا سياسية وفكرية.
وكان الترابي التقى برئيس حزب التجمع رفعت السعيد وأشاد بثورة 25 يناير ومدى تمسك الشعب المصرى بالتطبيق الديمقراطى ، الأمر الذى تمنى أن يصل كاملا إلى الشعب السودانى للقيام بثورة وأعرب الترابى عن سعادته بتوحد كافة الأحزاب السودانية.
وأعرب المتحدث الرسمى بإسم حزب التجمع نبيل زكى عن تقدير حزبه لفكر وعقلية الترابى و حنكته فى تحكيم العقل فى الأمور الدينية بعد أن نادى الترابى بمساواة شهادة المرأة والرجل وحقها فى تولى حقائب وزارية أو تولى حكم البلاد.
الى ذلك يعقد المؤتمر الشعبي مؤتمرا صحفيا عند الساعة الحادية عشر من صباح غد السبت بعد عودة الامين العام حسن الترابي من القاهرة للخرطوم صباح اليوم الجمعة وبرفقته امين العلاقات الخارجية بشير ادم رحمة في ختام زيارته للعاصمة المصرية والتي استمرت اسبوعا.
أفريقيا اليوم
صولات وجولات فكرية للأمين العام للشعبي والسنوسي يؤم الترابي والمصلين في مقر " الإخوان "
القاهرة- أفريقيا اليوم : صباح موسى
عندما خرج الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي من سجنه الأخير، كانت الثورة المصرية قد أطاحت بالرئيس حسني مبارك ونظامه، وهنا عادت الفكرة التي ظلت تراود الشيخ سنين طويلة بالزيارة للقاهرة، ولكن الوقت مازال غير مناسبا، فالثورة كانت في ذروتها ، وعندما جاء خبر رفع قوائم الحظر من مطار القاهرة، عادت الفكرة مرة أخرى، وعند مناقشتها في الحزب وافق البعض وخالفها البعض الآخر على اعتبار أن مصر غير مهيأة الآن لإستقبال الترابي، فالزيارة لن تكون عادية بعد غياب 23 عاما.
وأخيرا رجح قرار الزيارة داخل أروقة الشعبي ليبدأ "وفد مقدمة " من المؤتمر الشعبي زيارة للعاصمة المصرية نظم خلالها برنامجا جيدا للزيارة على مدى شهر، وكانت التخوفات من عدم نجاح الزيارة كبيرة، فلم تكن عادية ، حيث النظام السابق نشر صورة مخالفة للترابي في الأوساط المصرية، والنخبة المصرية كانت مؤمنة بذلك تماما ، وبأن الترابي يمثل خليفة حقيقي لأسامه بن لادن، وأنه على خلاف تنظيم القاعدة لديه ذكاء ودهاء في استعمال الدين في السياسة، وأنه يطوع الأفكار والرؤى وفق الحالة والمكان، وهناك أيضا جماهير مصرية عريضة لا تعرف أصلا من هو الترابي، وهذه الشريحة تحتوي على معظم الثوار الشباب.. إذن الشيخ في هذه الحالة ليس له مكان في مصر الجديدة بعد مبارك بالإضافة إلى أنه كان متهما في مصر مبارك.
ويرى المراقبون أن الزيارة في هذا التوقيت كانت مجازفة كبيرة، فالأوساط المصرية منشغلة في بناء الدولة الجديدة، وهنا استخدم الشيح ذكاءه بالتمهيد للزيارة بوفد داخل القاهرة، وتصريحات استبقت دخوله إليها بنصائح لمن سيتولى الحكم في الدولة الجديدة، قرأها المصريون بأنها مفيدة، وعلى جانب الداخل المصري كان هناك بعض الحذر إزاء زيارة الترابي في هذا التوقيت، وإنقسم المتابعون إلى فريقين أحدهما يرى أن الزيارة لتقديم نصائح وتكوين علاقات وطيدة مع المصريين في عهدهم الجديد،فيما يري الفريق الآخر أن الشيخ يريد من زيارته كسبا سياسيا على حساب خصومه وتلاميذه في حكم الخرطوم، فتواجده في القاهرة بعلاقات جديدة، وبثقل إعلامي واسع بالتأكيد سوف يكون له تأثير.
وسط هذا الزخم الذي سبق الزيارة يأتي الترابي إلى مطار القاهرة قادما من تركيا، وكان وفد من المؤتمر الشعبي ينتظره بالمطار، كانت السعادة تسيطر على الموقف، والكل في الوفد كان يردد لم نكن نتوقع أن نأتي إلى القاهرة، ومبارك على قيد الحياة، ولكن مشيئة الله كانت أكبر، وفي انتظار الشيخ ثلاث ساعات بالمطار كان هناك وفد من المخابرات المصرية مع المحبوب عبد السلام الناطق الرسمي للحزب بالخارج في صالة كبار الزوار لإستقبال الشيخ، وكان المحبوب قد نسق معهم قبل مجئ الترابي فذهبوا معه لإستقباله، ولأن الإجراءات كانت طويلة نسبة لوجود الشيخ في القوائم المحظورة طيلة هذه السنين، فقد أخذ ترتيب الأوضاع وقتا حتى يخرج الترابي، بالإضافة إلى وجود علي الحاج نائب الترابي والذي كان مجيئه مفاجأة أخرى، وهو أيضا أخذت إجراءاته بعض الوقت، فجاء بجواز سفره الألماني، وهذا يتطلب وقتا لأخذ تأشيرة دخول، وعندما انتهت الإجراءات خرج الترابي مرتديا بدلته الأنيقة وهو في قمة نشوته، فإبتسامته هذه المرة عميقة ومعبرة، جعلته مرتجفا في حديثه من غبطة الفرح، والطريف أن وفد الشعبي بالقاهرة طلب من الشيخ إبراهيم السنوسي إرتداء بدلة بدلا من الزي السوداني نظرا للشبه الكبير بينه وبين الترابي، وحتى لا يختلط الأمر في المطار، فلبس السنوسي بدلته، ليفاجئ الترابي الجميع أنه يرتدي بدلة أيضا، خرج الترابي من المطار وسط زحام شديد من وسائل الإعلام التي علمت بموعد وصوله، وتجمهر حوله عدد من المصريين العاديين يسألون عن هذا الشيخ الذي ينتظره هذا الإزدحام الشديد، فلم يعرفوه، وعندما علموا أنه سوداني لايعنيهم إن كان حاكما هو أم معارض يتجهون إليه بحب وترحاب فهو ضيف عزيز من جنوب الوادي، فالسودانيون تحديدا لديهم مكانه خاصة في قلوب المصريين، وكانت هناك فتيات من جنوب السودان جروا على الترابي فرحين بمشاهدته والتقطوا معه بعض الصور، وكأن الشيخ نجما من نجوم السينما العالمية، وعلى الفور أتت عربة ميكروباص لتقل الوفد وعربتان من نوع كرولا حديثه لنقل الترابي ومساعديه، لنفاجأ أن الترابي يركب الميكروباص، ويترك العربتين، وعندما سألنا لماذا؟ كانت الإجابة بأنها إجراءات أمنية، انطلقت العربات إلى فندق ماريوت الزمالك مقر الشيخ أثناء زيارته بالقاهرة، وفي استقبال الفندق جلس الترابي مع أعضاء الوفد وابنه عصام الذي رافقه في جولته خارج السودان، وكان اللافت عدم وجود أي من أفراد الأمن، ففي السابق عندما يأتي ضيف إلى القاهرة كانت أفراد الأمن والمخابرات تلازمه أينما كان، وتكتمل المفاجأة بوجود الدكتور كمال الهلباوي الناطق الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين العالمية، ليرتاح بعدها الترابي على أن يكون أول موعد له في زيارته مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل للرئاسة المصرية والقيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين ويفسر البعض ذلك بأن الترابي بدأ زيارته بالإسلامين المستنيرين أمثال أبوالفتوح، وبعدها تأتي زيارة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذي يختلف تماما عن سابقية في مشيخة الأزهر، فالرجل بحق يليق بمصر الجديدة وبريادتها التي ضاعت منها سنين طويلة، وتأتي بعد ذلك في برنامج الزيارة لقاء الدكتور محمد البرادعي وكان ذلك بمقر حملته الإنتخابية لنجد خلية نحل من شباب مفعم بالحيوية والنشاط يؤمنون حق الإيمان بضرورة تقلد البرادعي مقاليد الأمور في مصر، خرج الترابي وأوضح تفاصيل اللقاء، ولكن البرادعي لم يصرح وقالت المسئوله الإعلامية له أنه دخل إجتماعا آخر.
بعدها دخل الترابي في لقاءات إعلامية مع أشهر برامج التوك شو المصرية مع الإعلامية الشهيرة منى الشاذلي على قناة دريم، ومع الإعلامي شريف عامر على قناة الحياة، كان برنامج الشيخ الإعلامي مزدحما جدا بصورة أنهكت القائمين على تنظيم البرنامج لدرجة أنهم رفضوا قنوات وصحف كبيرة من كثرة الزحام، وجاءت مفاجأة أخرى لم تكن موجودة في برنامج الزيارة وهي لقاء مولانا محمد عثمان الميرغني، وعندما ذهبنا إليه في فيلا طيبة بمصر الجديدة كان اللافت في صالون الإستقبال صور لمولانا مع زعماء ورموز مصرية، ونرى من بينها صورته مع الرئيس السابق مبارك متصدرة المكان، فمازال مولانا يحتفظ بها، رغم أن المصريين أزالوها من كل مكان!!، خرج الترابي والميرغني من لقائهما ليؤكد الترابي أن مولانا أكد له أنه لن يشارك في الحكومة الجديدة، أصررنا على نأخذ تصريحا من الميرغني ليؤكد لنا بنفسه هذا الحديث، في البداية وكعادته قال مولانا أن حاتم السر سيصرح لكم، وبعد دقائق دخل إليه حاتم ليخرج لنا مولانا ثانية ويدلي ببعض الكلمات ، وعند سؤاله مباشرة عن مشاركته في الحكومة أجاب بحزم هذا السؤال لن أجيب عليه، وبعدها مباشرة يستطرد بأنه ليس هذا هو وقت المشاركة في سلطة فعلينا أولا أن نجتمع لنحل أزمات البلاد، وعند سؤاله عن مبادرة الميرغني لجمع الصف الوطني وهل هناك لجنة لتحقيقها على الأرض، أجاب بما يفيد مافات هو فات وما آت هو آت.
وجاء اللقاء الحاسم والمهم وهو ندوة جمعت الترابي بمثقي مصر ونخبتها في مركز الأهرام الإستراتيجي فهل ينجح الشيخ في تغيير الصورة في عقول رسخت بها صورة معينه عنه؟، كان اللقاء يجمع بين أقصى اليسار لأقصى اليمين المصري، وبدأ الترابي بسرد تاريخي لما حدث بالسودان موضحا بمثالية كيف يدير الدين الدولة، مؤكدا أن الإسلاميين الذي أداروا لم يكن لهم علاقة بالإسلام، موضحا رؤيته بإسهاب في كيفية إدارة الدين للدولة، وكان الحاضرون ينتظرون من الشيخ أن يعترف بأن الدين فشل في إدارة الدولة، وأنه لابد من فصلهما، ليأتي الترابي إليهم بفكر جديد مستنير صمتوا طويلا لإستيعابه فالأمر يحتاج لدراسة، فالرجل الذي ظلت فكرته مخالفه في عقول النخبة المصرية يقول أنا أصوت للمسيحي إذا كان مفيدا، وأصوت للمرأة إذا كانت قادرة، لنرى نظرات الحيرة في العيون فهل هذه هي أفكار الترابي أم هي المراوغة التي عرفوها عنه؟، ليعلنها المنسق العام لحركة كفاية جورج اسحاق بالندوة بأن إبتسامة الترابي جذابة وذكية ولكنها خطيرة جدا، وكأنه يحذر من مكر ودهاء فيها، ويتداخل الدكتور مصطفى الفقي رئيس مجلس الشئون الخارجية بمجلس الشعب السابق والمفكر والسياسي ليبين أنه لم يعرف الشيخ إلا عندما نصح السنهوري باشا في 1970 دولة الإمارات العربية بضرورة الإستعانة بالشيخ حسن الترابي في دستور البلاد لما للرجل من خبرة قوية دستورية، وبعد اللقاء يستمر الفقي في شكواه الدائمه ويقول للشيخ كنت أريد أن أكون أمينا عاما للجامعة العربية ولكن حكومتكم رفضت ذلك، ليرد عليه الترابي مجاملا بأن الجامعة العربية ليس لها قيمة فلاتحزن من ذلك، وعندما جاء موعد زيارة ميدان التحرير والذي كان بعد ندوة الأهرام مباشرة طلب الترابي من هانئ رسلان رئيس وحدة السودان وحوض النيل بمركز الأهرام الإستراتيجي أن يأتي معه في هذه الجولة ، لم يتردد رسلان في الموافقة فالرجل معروف عنه اللطف والمجاملة، ولكننا قرأنا في عينيه بعد التصوير بالميدان بأن البعض من السودانيين سيهاجمونه بعد ذلك لأن رسلان يختلف مع الترابي في أرائه وكتب ينتقده كثيرا، فكيف يأتي معه إلى ميدان التحرير؟ خصوصا أن الصور أظهرت رسلان وكأنه حارس شخصي للشيخ، ولكنه في النهاية لم يعط الأمر اهتماما فهو مدان في أي حالة لدى بعض السودانيين الذين يلقبونه (بسيف الإنقاذ المسلول) تحريفا لمقولة قيلت في ندوة بأن رسلان هو سيف السودان المسلول لما له من باع طويل وفكر عميق بالأمور السودانية، رغم أنه استضاف كل قادة الأحزاب السودانية وحركات التمرد في مركز الأهرام، وكان يعطي الكل فرصة لعرض أفكاره، إلا أن البعض أصر على تصنيفه مع المؤتمر الوطني، ليؤكدوا بذلك أن البعض من السودانيين إذا خالفتهم في الرأي فأنت عدوهم مهما فعلت.
في ميدان التحرير حيث شريحة كبيرة من الشباب لا تعرف الترابي، وظهر ذلك كثيرا أثناء طواف الميدان بسؤالهم من هو هذا الرجل ليفاجئنا أحدهم في بداية الجولة بهتاف (بنحبك ياالبشير) وسط ضحكات من الترابي ومرافقيه، وبعدها يردد الثوار مصر والسودان ايد واحدة، ويسأل أحدهم هل هو معارض أم مسئول، بعدها يهتفون يسقط البشير، ليأتي شخص آخر يشق الزحام إلى الشيخ ويقول له كيف تقول في الثمانينات أن مصر بها 55 مليون شمام، ليؤكد له الشيخ أنه لم يقل هذا، ويستمر الركب في السير ليسأل أحدهم أي سودان الذي نريد الوحدة معه أهو الشمال أم الجنوب؟، ويرد عليه آخر سنكون ايد واحدة للأبد بعدما أبعدنا الطاغية عن بعض كثيرا، وبعد طواف الميدان مرتين أصر الثوار على أن يلقي الترابي كلمة في مسجد عمر مكرم الكائن بالميدان، ليظهر أحد السلفيين بلحيته الطويله متوجها إلى الشيخ الذي يراه السلفيون بمصر مرتدا، وهنا ظهرت علامات الخوف على مرافقي الترابي، وكان القرار بإخراجه من الميدان بسرعه، وخرج الشيخ في تاكسي من ناحية مسجد عمر مكرم إلى مكان العربات على كوبري قصر النيل ليعود إلى الفندق في ثاني أخطر لقاء بعد ندوة الأهرام ففي الأهرام سجل في نظر البعض انتصارا محدودا على المثقفين ولكنه يمثل انتصارا لأن التأثير بنسبة على هذه العقول يمثل نجاحا كبيرا، أما ميدان التحرير لا يستطيع أحد أن يسيطر عليه فهناك خطورة، ولكن الشيخ أصر على زيارة الميدان، رغم رفض الوفد وابنه عصام الذي كان قلقا عليه أثناء الطواف بالميدان، فكان الزحام والهجوم على الشيخ قويا وسط درجة حرارة عالية كان الشيخ يتصبب عرقا، حتى أتى شباب الثورة بشمسية للتظليل عليه حيث بدا عليه الإجهاد، ولكن علامات السعادة والفرح تبدد هذا الإجهاد عندما يتفاعل معه الثوار ويهتفون بترحيبه.
وجاء اللقاء الثالث الذي كانت المخاوف منه كبيرة فالندوة مفتوحة بجامعة القاهرة، ومن الممكن أن يأتي سودانيون لايحبون الشيخ ويعكرون صفو اللقاء الذي من الممكن أن يفشل الزيارة كلها، إلا أن الترابي في هذه الندوة كان متمكنا وأخذ يسدد أفكاره بنجاح وبتفسير أوضح من ندوة الأهرام، الكل كان منتبها لهذا الفكر العالي الذي كان يحتاج إلى وقت للإستيعاب أفكار متقدمة أبهرت الحضور، فكان هناك بعض من النخبة المصرية التي كانت تعارض أفكار الشيخ رأينا الإبهار في عيونهم والصمت والمتعة في المتابعة رغم طول اللقاء، ظهر الترابي كمفكر أكثر مما هو سياسي ولذلك تجلى في عرضه، وعندما قالت له الدكتورة إجلال رأفت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إنك اليوم مفكر ديني أكثر منك مفكر سياسي أجابها بأنه لايحب هذا التقسيم فهو كل شئ سياسي ومفكر وفنان واقتصادي، وأنه يريد أن يقابل ربه كاملا وليس قطعة قطعة، وبدا الترابي لطيفا عندما قام للدكتورة إجلال وسلم عليها وضبط لها الميكرفون الذي تتحدث فيه كما أتى لها بكرسي حتى تجلس، وحاول الترابي في الندوة أن يظهر جوهر الإسلام الحقيقي، وكيفية إدارته للدولة، وعندما ربط ذلك بالدساتير الغربية كان يتحدث عنها وكأنه فقيه دستوري غربي، ظهر بلغة عربية قوية وفصيحة، وبلسان فرنسي وإنجليزي يطلق المصطلحات وكأنه صاحبها، لينتهي اللقاء الذي طال وسط أمنيات بإطالته أكثر، لأن حديثه كان شيقا وممتعا، لينهي الشيخ حديثه بالإعتذار للحضور من الإطالة وقال مداعبا ( أعذروني فقد كنت مسجونا فترة طويلة ولم أجد من أحدثه غير السجان، ووجدت فيكم فرصة وأنا سعيد جدا بها لأنها معكم في مصر)، وخرج الشيخ من هذه الندوة بإنتصار كبير أبهر الجميع لينطلق بعدها الترابي والوفد إلى مقر جماعة الإخوان المسلمين الجديد بضاحية المقطم بالقاهرة فالموعد قد تأخر لطول ندوة الجامعة، وصل الترابي إلى مقر الإخوان ليجد في استقباله قادتهم ولم يكن المرشد العام موجودا بسبب سفره، وكان في استقباله نائب المرشد محمود عزت وقيادات من الجماعة، وبعد اللقاء أعد الإخوان غداءا فاخرا للشيخ ومرافقيه، لتأتي صلاة العصر وهنا وقف الترابي للصلاة مع مجموعة من الوفد، لنجد مساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي الشيخ إبراهيم السنوسي يؤم الترابي في هذه الصلاة، وهنا سألت نفسي هل لو طلبت من الشيخ أن أكون أنا الإمام كان سيوافق فهو ليس لديه مانع من أن تكون المرأة إماما في الصلاة على الرجال، ولكن المكان كان مقر الإخوان، وهنا أحسست أن السؤال سيكون صعبا فقررت أن يكون السؤال لنفسي وليس للشيخ.
وظهرت على هامش الزيارة كلمات من هنا وهناك بأن نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه يصر على زيارته للقاهرة والتي تصادف زيارة الترابي لها حتى يشوش اعلاميا عليها، وسط تأكيدات على الجانب الآخر بأن زيارة نائب الرئيس ليس لها علاقة بزيارة الترابي وأنها زيارة محددة سلفا، وعشية موعد الزيارة أعلنت السفارة السودانية بالقاهرة بالتأكيد عليها وعلى برنامجها، إلا أن القاهرة شهدت ارتباكا ملحوظا من جانب الثوار ورفضهم للحكومة الجديدة، الأمر الذي شغل رئيس الوزراء المصري كثيرا، وأخذ كل وقته وبرنامجه، لنرى في يوم الزيارة إعلانا بتأجيلها بإتفاق من الجانبين المصري والسوداني، لتعود همهمات مرة أخرى بأن علي عثمان أجل زيارته إلى القاهرة خوفا من وجود الترابي بها.
الزيارة أيضا جعلتنا نتعامل عن قرب مع عصام نجل الشيخ الترابي لنجده شاعرا متواضعا بسيطا على عكس مايتردد عنه، دافع لنا عما يتردد عنه من احتكار بعض التجارة بالسودان، كما تحدث لنا عن حبه للحيوانات والتى يرى فيها وفاءا أكثر من الإنسان، وذكر أنه كان يربي أسدا ونمرا داخل منزلهم، وعن وفائهم ولطفهم، وسط ضحكاتنا على طريقة عادل إمام أسد؟ّ! نمر؟! وعصام يردد نعم أسد ونمر، وقال أنه أهداهما لعلي أكبر هاشمي رافسنجاني القيادي الإيراني الشهير، وردد لنا كثيرا من أبيات الشعر القديم والحديث والمعلقات والدوبيت بتمكن كبير، وعن حبه للخيل والصحراء والصيد والسباحة. كما تحدث لنا عصام عن إعلاميين كبار على الساحة العربية الآن، وكيف أتوا السودان في بداياتهم .
تحدث عن خلافه مع الراحل محمد طه محمد أحمد رئيس تحرير جريدة الوفاق، وأنه التقاه قبل أيام من وفاته، وهو يتوجه إلى منزلهم ولكنه لم يتحدث معه، كما تحدث عن اتهامه بقتله، وأن المحقق كان يضعه في قائمة أول المتهمين بمقتله.
الزيارة أيضا شهدت بعض المغالطات بدأت بالحديث عن أن الترابي تم احتجازه ثلاث ساعات بمطار القاهرة، ثم أنه يرشح البرادعي رئيسا لمصر، وآخرها أنه ينتقد برنامج الإخوان المسلمين بمصر، وخرجت بيانات من المؤتمر الشعبي تصحح هذه الأخطاء التي فسرها القائمون على الزيارة أنها محاولات للتشويش الإعلامي عليها، ويبدو أن التفسير المقنع هو أن الشيخ الترابي لديه حديث إعلامي لم يفهمه الإعلام المصري ولم يتعود عليه، فالشيخ دائما يستخدم تعبيرات وايحاءات غريبة على المصريين، بالإضافة إلى طريقته في العرض التي لايمكن أن تفهمها الابعد أن تجلس للترابي عن قرب مرات عدة.
انتهت زيارة الترابي إلى القاهرة، وهي في تقدير الكثيرين كانت ناجحه حققت مساحة مفتوحة من التفاهم بين أفكار كانت متباعدة، إطمأن من خلالها المصريون على الفكر الإسلامي وإدارته للدولة، فالترابي نجح أن يقدم فكرا مستنيرا، انتصر فيه للاسلام الحقيقي على حساب أفكار اسلامية حكمت وأخطأت فشوهت صورة الحكم الإسلامي بالعالم، ومن جانب الشيخ هناك تفسيرات أولها أن الشيخ أقنع الجميع أن أفكاره كانت تفهم خطأ، وثانيها يردده البعض بأنه حتى الترابي لو أخطأ وجاء ليعترف بالخطأ وقدم أفكارا ناضجة بعد تجربة فهذا أيضا مقبول ويجب التعامل معه، ويرى بعض آخر أن الترابي يملك مراوغة كبيرة وأنه يطوع الأفكار وفق المكان والزمان والظروف.
على أية حال انتهت الزيارة وخلقت جوا من التفكير والحوار والجدال والنقاش نحتاجه في هذا المخاض الصعب الذي تعيشه مصر هذه الأيام.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.