فى 15 مارس الماضى خرج 7 من ابناء منطقة كيقا الخيل فى اتجاه سوق دميك فى محلية الريف الشرقى لكادقلى بجبال النوبة , حينما اعترض طريقهم عشرة من افراد الدفاع الشعبى المسلحين , والذين تم تجنيدهم من القبائل الرعوية القاطنة لتلك المنطقة , وطلب منهم المسلحين الصعود معهم فى سيارتهم , وعندما رفضوا , قام افراد الدفاع الشعبى باطلاق النار وقتل 2 منهم فى الحال , وعندها صعد ال5 الاخرين معهم . اخذهم عناصر الدفاع الشعبى الى احد الفرقان المجاورة لدميك , وقاموا بتعذيبهم بصورة وحشية حتى توفى 4 منهم والرجل الخامس نجى باعجوبة رغم انه يعانى الان من اصابات بالغة مهددة للحياة . والذين قتلوا على ايدى الدفاع الشعبى رميا بالرصاص هم : 1- موسي سليمان توتو 2- وخليفة علي محمد اما الاربعة الذين قتلوا بالتعذيب فهم : 1- ادريس حسن تية 2- خميس توتو عدلان 3- محمد عبد الرحيم 4- خميس الحاج تيه نسال الله لهم لهم الرحمة والمغفرة وان يتقبلهم مع الشهداء ولذويهم الصبر والسلوان . والناجى والذى استطاع الوصول الى قرية كيقا وابلاغ ذوى الضحايا بما حدث هو عثمان ادريس الياس , والذى يعانى من جروح خطيرة الان . ان الجريمة المؤسفة العنيفة والشديدة العنصرية لا يمكن الا ربطها باوامر الوالى احمد هارون المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية والتى بثتها قناة الجزيرة مؤخرا حيث امر الجنود بان يمسحوا ويقشوا ويكسحوا , وما اتت حملة المؤتمر الوطنى فى جبال النوبة الا حملة مسح , وتطهير عرقى فى ابشع صوره , فهاهوالدفاع الشعبى يطيع اوامر القائد مجرم الحرب هارون , ويصطاد المواطنين فى الطرق مانعا اياهم من الذهاب لقضاء حوائجهم , وفى تأكيد لما يرد من انباء مستمرة منذ بداية الحرب فى يونيو الماضى عن عمليات القتل العشوائى لابناء النوبة والحصار المفروض على القرى ومنع المواطنين من التسوق او التحرك بين المناطق بصورة تمكنهم من ممارسة حياتهم وكسب قوتهم . وعملية الحصار هذه يستخدم فيها الارهاب والتخويف والاغتصاب للنساء عند خروجهن لجلب المياه والقتل للرجال عند خروجهم للرعى وما الجريمة البشعة التى بين ايدينا الا واحدة من العشرات من الجرائم التى ارتكبها الدفاع الشعبي والجيش السودانى وجهاز الامن فى جبال النوبة على مدى العام الذى مضى منذ بداية الحرب . والجريمة التى راح ضحيتها 6 من ابناء جبال النوبة , لم تتوقف بقتلهم بل استمرت عملية الارهاب والتنكيل بابناء منطقة كيقا الخيل حينما طالب ذوى الضحايا بفتح بلاغ بالحادثة واتخاذ الاجراءات القانونية ضد المجرمين والمطالبة بايجاد الجثث لدفنها , وبعد اكثر من يومين تحركت الشرطة المحلية للاستجابة للبلاغ المقدم من ذوى الضحايا وعثرت على جثة الرجلين المقتولين بالرصاص , وسلمت الجثث لعائلة الضحايا لدفنها , وعندما طالب اهل القتلى الاربعة بتسليمهم جثث قتلاهم , تدخل الدفاع الشعبى وجهاز الامن الموجود بالمنطقة ومنع الشرطة من التعاون مع اهل الضحايا ورفض تسليهم الجثث , بل وقام الدفاع الشعبى وافراد الامن بالهجوم على قرية كيقا الخيل وتدمير ابار المياة الموجودة فى القرية وهددوا اهل القرية بحرق القرية بالكامل اذا حاول ذوى الضحايا البحث عن الجثث او اتخاذ اى اجراءات قانونية اخرى فى الجريمة , بل لم يكتفى النظام المجرم بالقتل والتهديد والتدمير بواسطة الدفاع الشعى والامن , بل ايضا تبعهم الجيش الذى اصبح احد مليشيات النظام وقام بقصف قرية كيقا الخيل والجبال المجاورة لها بصورة مكثفة منذ حدوث الجريمة , ولا زال ذوى الضحايا فى حالة بحث عن وسيلة للوصول للعدالة والقصاص لابنائهم , وتكريمهم بدفنهم بصورة لائقة . وما حدث فى قرية كيقا الخيل يجدد المخاوف التى عبر عنها المجتمع الدولى مؤخرا عبر الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبى من مؤشرات لازدياد وتيرة العنف فى جبال النوبة وخاصةً بعد شريط الفيديو المنشور والذى حظى باهتمام عالمى كبير واعتبر دليلا دامغا من على ارتكاب جرائم حرب منظمة من قبل النظام السودانى على اعلى مستوياته . وفى ظل الازمة الانسانية الكارثية التى يعانى منها اهل جبال النوبة والحصار والقتل والتعذيب للمواطنين المدنيين , فان الخطوات التى يتخذها المجتمع الدولى اتجاه هذا العنف والقتل تظل عاجزة وبطيئة , ولا يبدو ان الارادة الدولية تتجه نحو تسريع وتيرة الحل لازمة جبال النوبة فى ظل تعنت حكومى ورفض تام لكل مقترحات تقديم المساعدات ودخول المنظمات الانسانية فى المنطقة , وهذا بالطبع وكما صرح كثيرا هارون ورئيسه البشير انهم لن يكرروا خطأ دارفور بالسماح لدخول المنظمات التى ستسرب للعالم الخارجى طبيعة الجرائم التى يرتكبها النظام فى جبال النوبة . ويستمر نظام الخرطوم فى عملية حصار وقتل النوبة فى حملة تطهير عرقى واضحة واستهداف لابناء جبال النوبة فى داخل ولاية جنوب كردفان او فى الخرطوم او فى مدن السودان الاخرى . وحملة الارهاب لابناء جبال النوبة التى تحاول وقف حراك جبال النوبة من اجل الحرية والعدالة , تصل الان الى مرحلة اخرى من العنف والقتل , حيث يتم استهداف المواطنين وارهابهم بصورة يومية فى جبال النوبة حيث تعيش عشرات القرى فى حالة حصار دائم منذ اشهر هدفه تجويع وارهاب وكسر عزيمة اهل جبال النوبة ليتنازلوا عن حقهم فى المقاومة والنضال من اجل حقوقهم , وبدلا ان يقاتل المؤتمر الوطنى الثوار فى معارك عسكرية واضحة , يقوم الان بعملية استهداف للنوبة ترمى الى قتل روح المقاومة وزرع حالة من الخوف والهلع وسط المدنيين العزل , بقتلهم فى الطرق وتعذيبهم وقتل مواشيهم واغتصاب نسائهم وحرق قراهم وتدميرها , واطلاق ايدى مليشيات الدفاع الشعبى فى الولاية لتفعل ما تشاء من تدمير وقتل وجرائم بشعة كالتى اوردناها دون تعرض لمحاسبة من احد بل ويتم التغطية عليها بمزيد من الارهاب ومزيد من القتل والقصف الجوى المستهدف للمدنيين . ولكن لم تفت الحرب من عزم النوبة فى العشرين عاما الماضية التى حارب فيها النوبة ولن يهزمهم ارهاب المؤتمر الوطنى , بل يزيد من ايمانهم بانه لا يمكن العيش ابدا فى ظل نظام مجرم كنظام المؤتمر اللاوطنى الحاكم الان . وفى ظل استمرار مليشيات الدفاع الشعبى والامن تهديد اهل كيقا الخيل تحت غطاء قصف بالطيران وقبضة امنية مشددة , ندعو المنظمات الحقوقية المحلية والدولية للعمل من اجل اظهار جرائم المؤتمر الوطنى في جبال النوبة والدفاع عن حقوق الضحايا والسعى الى جلب المجرمين امام العدالة على المستوى المحلى والدولى , وتوثيق هذه الجرائم التى تاتى فى تنفيذ مباشر لاوامر القيادات العليا فى النظام واولهم البشير ومجرم الحرب والى جنوب كردفان احمد هارون .