وزير دولة سوداني يبحث في القاهرة آخر تطورات الأوضاع في بلاده عمر البشير لندن: إمام محمد إمام أعلن الرئيس السوداني، عمر البشير، عن إصدار حزمة من التشريعات في الفترة المقبلة من شأنها أن تمهد للسودان الانطلاق إلى آفاق التطور في المجالات كافة. وتعهد البشير لدي مخاطبته، أمس، فاتحة أعمال دورة الانعقاد الخامسة للهيئة التشريعية القومية ببسط العدل وتقوية الأجهزة العدلية وتبنى الشفافية ومكافحة الفساد، بشتى صوره وألوانه، وعدم التفريق بين فساد المؤسسات أو الأفراد أو الفساد الناتج عن خلل القوانين أو الإجراءات، حتى ينعم الشعب السوداني بحياة آمنة طاهرة، مبرأة من كل أشكال الضعف والقصور. وقال: «نحن مصممون على المضي قدما في استكمال منظومة النزاهة الوطنية، من خلال سد الثغرات في التشريعات بمبادرات الحكومة، على الرغم من إدراكنا أن بعض خصومنا السياسيين يريدون تحويل حملة مكافحة الفساد، إلى حملة للبهتان والادعاءات الكاذبة، والاغتيال المعنوي للقيادات، والبرلمان والمجتمع المدني»، مضيفا أنه ينبغي أن لا يؤخذ الناس بالشبهات وأن لا يصدر الإعلام الأحكام على الناس دون التثبت والتبين قانونيا، محملا الصحافة وأجهزة الإعلام مسؤولية تحري الدقة والالتزام بالحقائق والإسهام في إيجاد المعالجات للقضايا والابتعاد عن الإثارة، وتحمل المسؤولية تجاه المجتمع والدولة، متعهدا بإعانة الأجهزة الإعلامية والصحافة في تطوير البنية المناسبة والتعاون معها في توفير المعلومات الصحيحة، مشيرا إلى الدور الفاعل الذي تقوم به الثقافة في نشر الفكر والمعرفة وترسيخ القيم والفضيلة والتعريف بتراث الأمة. وأكد البشير أن علاقات السودان الخارجية والثنائية شهدت تطورا متصاعدا مع الكثير من دول العالم، وأثمرت تعاونا وثيقا تم من خلاله تحقيق الكثير من البرامج والاتفاقيات الثنائية في مجالات التعاون كافة، علاوة على دعم مواقف السودان في المحافل الدولية والإقليمية. وقال: «إن السياسة الخارجية ارتكزت على مبدأ حسن الجوار، واحترام المواثيق الدولية، وعلى تقوية العلاقات الأفريقية العربية المشتركة لما فيه مصلحة هذه الشعوب، غير منعزلين عن فضائنا الدولي بما يخدم رؤانا الخارجية، وفقا لمبادئنا الإسلامية السمحة التي تؤكد حق الشعوب في العيش بكرامة». وأشار البشير إلى التطور المضطرد في علاقات السودان مع جيرانه التي تعدت مرحلة حسن النيات إلى العمل المشترك في كل المجالات، لا سيما الاقتصادية منها، حيث تم ربط الطرق وتسهيل حركة التجارة والحركة عبر الحدود مع مصر، وإثيوبيا وإريتريا، فضلا عن التعاون الأمني لحفظ الحدود المشتركة مع تشاد وأفريقيا الوسطى وليبيا لجعل الحدود آمنة ومستقرة، ومعابر للتنمية والخير والرخاء، بين شعوب هذه البلدان، إلى جانب السعي إلى إقامة ذات العلاقات المميزة مع دولة الجنوب. وحمل البشير الهيئة التشريعية القومية المسؤولية المشتركة مع الجهاز التنفيذي في رسم السياسة القومية تجاه العلاقة مع الولاياتالمتحدة الأميركية، خصوصا الموقف من الكونغرس الأميركي وقراراته الجائرة ضد السودان. وقال العبيد أحمد مروح، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية ل«الشرق الأوسط»: «إن خطاب الرئيس السوداني عمر البشير لدى افتتاحه أعمال دورة الانعقاد الخامسة للهيئة التشريعية القومية اليوم أكد حقيقة أن علاقات السودان الخارجية شهدت تطورا ملحوظا مع الكثير من دول العالم، إذ إن بعض دول العالم كانت تشكك في مصداقية السودان في الإيفاء باستحقاقات اتفاقية نيفاشا للسلام، خصوصا تلك المتعلقة بإنفاذ استحقاق حق تقرير المصير، ومن ثم الاعتراف بنتائجه إذا قرر الجنوبيون الانفصال. والمعروف أنه من أصعب قرارات الحكومة قبول انفصال جزء من أراضيها، ولكن السودان التزم بقيام تقرير المصير في موعده. كما التزم بالاعتراف بنتائجه، وشارك الرئيس عمر البشير في احتفال الجنوب بانفصاله في التاسع من يوليو (تموز) الماضي، مما أكسبه احترام الكثير من دول العالم. وفي أفريقيا كسب السودان علاقات مميزة مع دول القارة. وأن الأفارقة تأكدوا من حقيقة أن شمال السودان لا يريد أن يفرض ثقافته ودينه على الجنوب». وأضاف مروح: «إن موقف السودان من استحقاقات السلام أكسبه احترام الكثير من الدول الأوروبية، مما أسهم في أن تشهد علاقات السودان مع هذه الدول تطورا كبيرا، وأصبحت هناك علاقات مباشرة مع الكثير من هذه الدول الأوروبية، منها فرنسا وإيطاليا والنمسا وهولندا والتشيك، وحتى على مستوى الاتحاد الأوروبي شهدت علاقات السودان تطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة. أما علاقاته مع العالم العربي في تطور مستمر لم تشهد أي مشكلة». من جهة أخرى، وصل إلى القاهرة أمس الدكتور أمين حسن عمر وزير الدولة برئاسة الجمهورية السودانية قادما من الخرطوم في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يلتقي خلالها مع عدد من المسؤولين المصريين. ومن المقرر أن يلتقي عمر خلال زيارته مع عدد من المسؤولين المصريين والدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، لاطلاعهم علي آخر تطورات الوضع في السودان علي ضوء نتائج الحوارات التي دارت بين السودان ودولة الجنوب، خاصة بعد التوتر العسكري الأخير الذي شهدته حدود الدولتين. وعلى صعيد آخر، أدانت محكمة الصحافة والمطبوعات في الخرطوم، أمس، الاثنين، صحيفة «الوطن» ورئيس تحريرها تحت المادة 159 بإشانة سمعة جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا والمستشفى الأكاديمي الخيري في الخرطوم والبروفسور مأمون محمد علي حميدة رئيس الجامعة آنذاك، ووزير الصحة في ولاية الخرطوم، وذلك بالغرامة والتعويض المالي للشاكي. وألزمت المحكمة المدان بدفع تكاليف المحكمة المالية كافة. يذكر أن الحكم الصادر أمس من المحكمة بإدانة صحيفة «الوطن» هو المرحلة النهائية من مراحل التقاضي، فهو حكم غير قابل للاستئناف