الخرطوم- العرب أونلاين: في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة السودانية متاعب أمنية في إقليم دارفور ضاعف من حدتها نجاح جنوب السودان في الانفصال عن الشمال بمقتضى الاستفتاء الأخير، تستعد ذات الحكومة بشكل استباقي لمواجهة موجة غضب واحتجاجات داخلية عارمة، تتوقع حدوثها كصدى لما يحدث بساحات عرية أخرى. ولمحاولة منع حدوث هذا السيناريو ألقى الأمن السوداني القبض على صحفيين ونشطاء سياسيين. وعلى مدارالأسبوع نشطت شرطة مكافحة الشغب لتفريق اكثر من عشر مظاهرات قام بها شبان سودانيون في أنحاء شمال البلاد. ويحتج المتظاهرون على ارتفاع الأسعار وعلى الحكومة التي يقولون إنها تقيد الحريات. وأحاطت قوات الأمن بالجامعات ومنعت الطلبة من التدفق إلى الشوارع. وكانت الاحتجاجات صغيرة لكنها منتشرة. وأدت مئات الاعتقالات وعمليات الضرب إلى تفريق الحركة ومازال نحو خمسين نشطا محتجزا أو مفقودا. كما ألقت الخرطوم القبض على زعيم المعارضة حسن الترابي واثني عشر من مسؤولي حزب المؤتمر الشعبي السوداني الذي يتزعمه قبل الاحتجاجات. ولم توجه إلى أي منهم اتهامات. وقال صديق يوسف وهو مسؤول رفيع في الحزب الشيوعي إن الأمن كان ينتظر خارج مقر الحزب بعد اجتماع لتحالف للمعارضة وألقى القبض على عشرة صحفيين من صحيفة الميدان. وأضاف ان حسن قطان وهو عضو في اللجنة المركزية بالحزب اعتقل أيضا من منزله، مضيفا أفرجوا عن صحفيات في ما بعد لكن طلب منهن العودة إلى مكاتب أمنية لاحقا. وكانت هناك نية لقيام احتجاجات في أنحاء البلاد الخميس لكن الاجراءات الأمنية الاستباقية أحبطتها. كذلك تواجه حكومة الخرطوم توترا شديدا في اقليم دارفور بغرب السودان. وقالت قوات حفظ السلام الدولية إن المئات فروا بعد تصاعد العنف في الاقليم مما أدى إلى خلو قرى قرب ساحات معارك دارت مؤخرا بين المتمردين والقوات الحكومية. وقالت قوة حفظ السلام المشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور إنها أرسلت دورية إلى الموقع الذي شهد اشتباكات الأسبوع الماضي حول مدينة ثابت على بعد 50 كيلومترا من مقر البعثة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وقال كريس سيكمانيك المتحدث باسم القوة "القرى خارج ثابت هجرها أهلها. وشاهدت دورية حفظ السلام بعض الدمار". وذكرت القوة في بيان أن أغلب القرويين لجأوا إلى الفاشر وبلدة شنقل طوباي في شمال دارفور.