في جريمة بشعة تذكر بجريمة معسكر العيلفون ، نفذ تعلمجية معسكر حنتوب جريمة شنق طالب حتى الموت وخرج التقرير الطبي هذا الصباح يؤكد ان الطالب شنق حتى الموت ثم كسرت رقبته ورمي به في الخلاء ، وهكذا ينفذ سفاحي النظام وتعلمجيتة حكم الاعدام بطلاب السودان ، الجدير بالذكر أن ، الطالب المقتول هو الابن الوحيد وسط 5 بنات ويعمل والده مساعد طبي بمستشفى مدني ، وهكذا هيّ تعليمات حكومة الانقاذ قتل الشباب والطلاب وشنقهم ورميهم في الشوارع ،. إليكم هذا التوثيق لجريمة قتل شاب بعزة السودان الاولى في معسكر الشهيد فوزي عباس الكائن وقتها بمباني مدرسة النيل الابيض الثانوية بمدينة الدويم .. واشهد الله انها حقيقية وانا شاهد عيان. كنا في المعسكر قرابة ال 3000 الف طالب نعاني الأمرين من نقص مياه الشرب وسوء الاحوال الصحية بجانب قساوة التدريبات العسكرية مما دعا الكثير من الطلاب ذوي الاعمار الصغيرة للبكاء والتوسل للطلبة الحربيين والتعلمجية . وقد قمنا غير مرة بالتظاهر في وجه ادارة المعسكر محتجين على سوء الاوضاع. واذكر ان عدد من التعلمجية يذهبون عصراً إلى كمبو قريب من المعسكر ليحتسوا الخمر فيأتوا سكارى مترنحين لنصبح نحن برنامجهم الرئيسي حتى الساعات الاولى من الصباح, جلد بالاحزمة و(ارنب نط) و(تسعة استعد) والعديد من الجزاءات الغبية . واذكر ان احد اصدقاءنا في المعسكر من الطلاب كان بديناً جداً وصغيراً في عمره ومن ملامحه تعرف انه لا يستطيع تحمل هذه الاجواء المخيفة .. بعد مرور اسبوعان بدأ التعلمجية في استقصاده والاستهزاء به من باب انه بدين ( سمين) واصبح الأمر يتطور يوماً بعد يوم إلى ان وصل لمرحلة ان يعوي هذا الطالب كالكلب ويتلفظ على نفسه بالفاظ حقيرة امام الطلاب كجزء من العقاب . في احد الايام اثناء الطابور الصباحي تم استدعاء الطالب السمين من قبل الطلبة الحربيون وهم بدورهم ينتمون للكلية الحربية كطلاب او خريجين, بجريرة انه لا يقف الوقفة العسكرية المطلوبة في الطابور وتم ارهاقه اشد الارهاق بالجزاءات العسكرية حتى انهار صديقنا واصبح لا يقوى على الوقوف وسط همهمات الطلبة كطريقة للاحتجاج على المعاملة القاسية لصديقهم . بعدها طُلب منا الانصراف, لنشاهد من مسافة قريبة الطلبة الحربيون وهم يضربون صديقنا ضرباً مبرحاً بالبوت ( شلاليت ورفس ) ثم رأيت بأم عيني طالباً حربياً قوي البنية يقف بالبوت على بطن الضحية صغير السن وهو يعيره ويشتمه بأنه ( سمين) ولا يصلح للعسكرية . في ظهيرة ذلك اليوم المشؤوم توفي صديقنا متأثراً بالاذي الجسيم في بطنه . وسمعنا الخبر من احد التعلمجية وتم في نفس اللحظة تسليح العساكر بالكلاشات وسط نشاط عسكري غير اعتيادي داخل المعسكر . وفي صباح اليوم التالي هربنا من المعسكر انا واحد اصدقائي متوجهين للمدينة التي نقطن بها وهي ذات المدينة التي يقيم فيها الضحية مع اهله, ومن ثم قمنا بواجب العزاء في صديقنا المتوفي لنرى بأم أعيننا محافظ تلك المدينة يتقدم حشداً من منتسبي الدفاع الشعبي والخدمة الوطنية برفقة بنات ( ما يُعرف بأخوات نسيبة) وهم يهللون ويكبرون بالشهادة لضحيتهم فما كان من ام الولد وابيه واهله من خالات وعمات إلا ان اهالوا التراب في وجوههم وتم طردهم من خيمة العزاء امام اعيننا . رحم الله المتوفي واحسن إليه وإنا لله وإنا إليه راجعون..