فشلت دولتا السودان وجنوب السودان في مفاوضاتهما الجارية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا من إحداث اختراق في ملف النفط في جلستي أمس، وما زالت مواقف الطرفين متباعدة حول أسعار النقل والترحيل للنفط الجنوبي عبر موانئ السودان، وأصبحت الاحتمالات واردة في كل الاتجاهات قبل الخميس المقبل الثاني من أغسطس (آب) وهي نهاية المهلة التي منحها مجلس الأمن الدولي للبلدين، وينتظر أن يتم حسم ملف منطقة آبيي في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري. وقال المتحدث باسم وفد جنوب السودان عاطف كير ل«الشرق الأوسط» إن وفدي جوباوالخرطوم لم يتمكنا من حسم ملف النفط أمس، وأضاف أن الطرفين دخلا في جلستين يوم أمس ولكن المواقف ما زالت متباعدة بينهما، خاصة في أسعار النقل والترحيل وكل طرف قدم رؤيته، مشيرا إلى أن الخرطوم كانت قد طرحت أسعارا قبل يومين أظهرت أنها تراجعت عما كانت تطرحه من قبل، وقال «لكن اليوم (أمس) قدم الوفد السوداني أسعارا عادت إلينا بالنافذة إلى الوراء بمواقفها القديمة وهي تريد أن تغطي عجزها المالي على حساب جنوب السودان الوليدة»، وأضاف أن ما تطرحه الخرطوم لا يستند إلى المعايير الدولية المعروفة في صناعة النفط. ولم يستبعد كير حدوث اختراقات في الوصول إلى اتفاق قبل الموعد المحدد في الثاني من أغسطس المقبل، لكنه عاد وقال: «صحيح المواقف متباعدة ولكن من جانبنا نحن ما زلنا نتفاوض مع وفد الخرطوم ونسعى لأن نتوصل إلى تسوية شاملة بهدف تحقيق السلم والأمن الإقليميين والدوليين والابتعاد عن التوترات التي قد تؤدي إلى مواجهات العسكرية»، معتبرا أن ما يمكن أن يتخذه مجلس الأمن الدولي الخميس المقبل يتوقف على التقرير الذي سيقدمه رئيس الآلية رفيعة المستوى برئاسة ثابو مبيكي، وقال: «مبيكي سيقدم تقريره ولا نعرف ماذا يحمل فيه ولكن ما سيحدث بعد الثاني من أغسطس يتوقف على ذلك التقرير». من جانبه قال وزير مجلس الوزراء في جنوب السودان دينق الور ل«الشرق الأوسط» إن الطرفين اتفقا على إجراء الاستفتاء على منطقة آبيي المتنازع لكنهما اختلفا في تعريف من الذين سيدلون بأصواتهم في الاستفتاء، وأضاف أن موقف بلاده بألا يسمح لجميع الرعاة سواء كانوا من قبيلة المسيرية أو من قبائل أخرى، وقال: «هناك قبائل دينكا من شمال بحر الغزال أو من واراب وفاريانيق في ولاية الوحدة وجميعهم يأتون إلى آبيي للرعي مثلهم مثل قبيلة المسيرية لن يسمح لهم بالتصويت»، وتابع: «القانون حدد قبيلة دينكا نقوك ومشيخاتها التسع والسكان الموجودين في آبيي بينهم تجار وموظفون يقيمون في البلدة هؤلاء يحق لهم التوصيت في الاستفتاء»، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي سيقدمان رؤيتهما بعد أن يتفق الطرفان، وقال: «في الغالب ستشرف الأممالمتحدة على الاستفتاء الذي سيتم إجراؤه بنهاية هذا العام وسيتم تحديد ذلك بشكل قاطع بعد الاتفاق الذي يمكن أن يتم توقيعه في الحادي والثلاثين من الشهر الحالي». من جهته أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية السفير العبيد أحمد مروح أن جميع المسارات مفتوحة في مفاوضات أديس أبابا بين بلاده ودولة جنوب السودان، لكنه وصف أجواء التفاوض بالإيجابية، وجدد موقف بلاده بأن أي اتفاق حول النفط سيتم تنفيذه بعد الاتفاق على القضايا الأمنية، وقال: إن مجلس الأمن الدولي لن يتخذ إجراءات بعد انقضاء المهلة التي منحها للطرفين. الخرطوموجوبا تقتربان من الإتفاق على ملف النفط الخرطوم - النور أحمد النور الأحد 29 يوليو 2012 أعلن وفد السودان إلى المحادثات مع دولة جنوب السودان أن البلدين يقتربان من التوصل إلى اتفاق في شأن ملف النفط، لكنه رهن استكمال الاتفاق بإحراز تقدم في الأمن على حدودهما. وتزامن ذلك مع بدء محادثات في أديس أبابا بين الخرطوم والمتمردين الشماليين لتسوية الأزمة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال عضو وفد السودان في المفاوضات مع دولة الجنوب وكيل وزارة النفط عوض عبدالفتاح إن وفده تراجع عن العرض الذي قدّمه في البداية في شأن رسم نقل نفط دولة جنوب السودان للتصدير إلى الخارج عبر الأراضي السودانية وصار يقبل ب 32 دولاراً عوض 36. وترك الباب مفتوحاً لتقديم مزيد من التنازلات من أجل التوصّل إلى اتفاق مع جوبا. وكان وفد الجنوب عرض أكثر بقليل من تسعة دولارات لضخ البرميل عبر أراضي السودان، ما يعني أن الهوة ما زالت كبيرة بين الطرفين. وذكر عبدالفتاح أن طرفي التفاوض استطاعا التوصل إلى تفاهمات في مختلف المحاور الخاصة بملف النفط، بخاصة مسألة الديون السابقة من الجانبين، إلى جانب ديون الترحيل السابقة والتي وصفها بأنها كانت من المسائل المعقدة، فضلاً عن التقدم في العديد من المسائل الفنية المتعلقة بنقل النفط. إلى ذلك، انطلقت المفاوضات بين الحكومة السودانية والمتمردين الشماليين في «الحركة الشعبية - الشمال» بغية التوصل إلى حل سياسي للأزمة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المضطربتين. وكانت المحادثات بين الطرفين في الملف الإنساني وصلت إلى طريق مسدود منذ الخميس، وتدخل الوسطاء لتجنب اعلان انهيارها بعد تباعد مواقفهما بشكل كبير. وقال وفد السودان إلى المحادثات في بيان أمس إنه استجاب دعوة الوساطة الأفريقية على رغم أن هدف التمرد في المنطقتين هو الاستفادة من المساعدات الإنسانية ل «إذكاء اوار الحرب وسفك الدماء»، قائلاً إن المتمردين مسؤولون عن عدم حدوث تقدم يُذكر حتى الآن في المحادثات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين المتأثرين ب «الحرب التي اشعلها التمرد»، بحسب البيان. من جهة أخرى، قللت الخرطوم من تقرير تحدّث عن مخطط يستهدف اغتيال الرئيس عمر البشير يُعد بين العاصمة الأوغندية كمبالا وعاصمة جنوب السودان جوبا، وتشارك فيه استخبارات دولة غربية «شديدة العداء» للخرطوم، وعناصر من تحالف «الجبهة الثورية السودانية» التي تضم «الحركة الشعبية - الشمال» ومتمردي دارفور. وأشار التقرير إلى «تجنيد عميل» كيني الجنسية لتنفيذ العملية في مقابل عشرين مليون دولار. ولم يستبعد مسؤول رئاسي في الخرطوم وجود مثل هذا المخطط لكنه وصفه بأنه «بائس» ويشبه تفكير المتمردين الشماليين وقيادات التمرد في دارفور. وقال ل «الحياة» إن أجهزة حكومته «واعية ويقظة ولديها معلومات كافية عن تفكير وتخطيط المتمردين لزعزعة الأوضاع في البلاد وتهديد استقرارها وقادرة على التعامل معها»، محذّراً من أن الحياة السياسية في السودان معافاة من الاغتيالات السياسية، وان «من يحاول اللعب بورقة الاغتيالات سيدفع الثمن غالياً وسيكون أول الخاسرين». وفي لندن (الحياة)، أقر سفير السودان عبدالله الأزرق بأن ثلاثة سودانيين اختاروا طلب اللجوء في بريطانيا، لكنه نفى أن يكون بينهم رياضي في البعثة الأولمبية. وقال في بيان: «إنني بقدر ما أرثي للشباب الثلاثة الذين اختاروا هذا الطريق مؤخراً (اللجوء)، أشيد بوطنية الشاب البطل عبدالمنعم يحيى آدم عبدالله من فرع الرياضة العسكرية الذي قاوم كل ضغوط الثلاثة (عليه) ... ليطلب اللجوء، وأصر على العودة كريماً إلى وطنه ووصل الخرطوم آمناً لا تلاحقه أشباح الظلام ولا وخز الضمير».