شكراً للشعب السودانى العظيم، شكراً لأبطال نيالا الذين سطروا بدمائهم الشابة طريقاً سالكاً إلى المجد والحرية، وكشفوا لنا المزيد من سوآت هذا المجرم المتهالك الذى لم يكتف بما أرتكبها من جرائم عظيمة أحزنت العالم وأبكت الشرفاء والتى تتواصل حتى الآن فى دارفور وجبال النوبة والنيل الإزرق قتلاً وتشريداً وحرقاً للأرض وتدميراً للبنى التحتية بل مازال يسعى بقوة لبث أبشع صور العنصرية والجهوية والقبلية التى بدأها منذ 1989م فى وطن لم يفهم شعبه من قبل معنىً للقبيلة سواء أنها حكمة ربانية للتعارف والتآلف والتوادد وأنها حلقة متينة تتصل بحلقات أخرى وتتسلسل فى نسق بهى يجمل الكون ويفسر للإنسان معنى السعادة وجدوى الحياة. إن عصابة المؤتمر الوطنى لم يجدو أمراً يخالف الدين والأخلاق والضمير الحى إلا وفعلوه، فهم قتلوا منذ قدومهم إلى السلطة أكثر من ثلاثة ملايين من النفس البريئة التى حرم الله إلا بالحق، وسرقوا أموال اليتامى التى شبهها الله تعالى بالنار فى بطون آكليها، وأزلوا الفقراء والمساكين والأرامل، وكذبوا وغشوا والمؤمن لا يكذب وقال {ص} من غشنا فليس منا، ونشروا الفساد ودمروا أخلاق الشباب، وحطموا ميزان العدل، وصنفوا الناس وجعلوهم{ خياراً وفقوس}. وبالتالى فهم فقط يؤدون حركات شبيهة بحركات المسلمين فى الوقوف والركوع والسجود والإمساك عن الأكل والشراب لمدة شهر من كل سنة، لكن بأي حال لن نستطيع إدماج هذه الأفعال فى الإسلام دين المعاملة والعدالة والتكافل والتسامح والحرية، ولولا أن سيدنا محمد {ص} خاتماً للأنبياء والمرسلين، لكان هذا الوضع الذى يعيشه الشعب السودانى من فساد وظلم وسفك للدماء فى ظل حكومة الفساد الوطنى يستحق رسولاً بلا أدنى شك لأن الذى يحدث الآن لهو أسوأ مما كان يحدث فى العصر الجاهلى. وكما تسارع الشرفاء من أبناء السودان الذين لا ينتمون إلى دارفور بإدانة مجزرة نيالا ووصفها بالعنصرية، نحن نؤكد أن الشعب السودانى العظيم يظل للأبد شعباً واحداً متساوياً فى الحقوق والواجبات، ومتدافعاً نحو نصرة الحق وإشاعة الخير، وأن دماء السودانيين الطاهرة لا يمكن أن تصنف إلى غالية مصانة وأخرى رخيصة مستباحة، فكلها غالية لا تشترى إلا بالحق والحرية، وسوف لن نقف كثيراً على باب الحق طالبين العدل ما دمنا قادرون على دفع الثمن. المجد والخلود لشهداء الثورة الذين سوف تجمل صورهم مداخل القصر الجمهورى للأبد. والحرية لأبطال الثورة فى سجون عصابة النظام المجرم. ثورة حتى النصر. خلايا الثورة الشعبية السلمية.