الإفطار الجماعي في الشوارع والساحات العامة من أبرز العادات الاجتماعية التي تميز شهر الصوم في السودان، وتعد الروابط الاجتماعية والتلاحم من العادات التي لايزال أهل السودان يحافظون عليها في هذا الشهر، فلايزالون يواظبون على قيام الاجتماعات العائلية ما بعد الافطار، وكذلك زيارة الأصدقاء مساء، أما العبادات الدينية، فتتميز بكونها تعد جزءاً اساسياً في هذا الشهر، حيث يذهبون إلى المساجد يومياً من أجل الصلاة والاستمتاع بالاحتفالات الدينية، أما زينة الشهر فتتميز بكونها لا تقتصر على الشوارع والمنازل، بل أيضاً تملأ المساجد التي تزين بالأضواء الملونة والفوانيس. عصيدة وملاح روب المكونات (المقادير حسب الحاجة): - طحين ذرة. - زبادي - القليل من الكمون والصعتر والفلفل الاحمر والثوم المسحوق. - ملعقة من السمن أو زيت السمسم. - ملح. - ماء. طريقة التحضير: - يوضع الماء في الحلة على النار، ويتم ملء ربع الحلة بالماء. - يضاف قليل من الملح، ويترك حتى يغلي. - يمزج الطحين مع الزبادي، ويجب أن تكون كمية الزبادي أكبر من كمية الماء المغلي المستخدمة. - يضاف المزيج إلى الماء المغلي، ويتم تحريكه بشكل مستمر حتى ينضج ويتماسك، يصب المزيج في القوالب الخاصة به، ويترك حتى يجمد، يقلب المزيج الجامد في طبق عميق. - ويحضر جانباً روب حامض الطعم، يوضع عليه القليل من الملح والكمون الذي يسمى في السودان «شمار»، الى جانب اربعة فصوص من الثوم المدقوق، ويمكن اضافة القليل من الصعتر، أو الفلفل الاحمر لمن يرغبون في تناوله حاراً، يخلط المزيج جيداً ويسكب فوق العصيدة، كما يمكن إضافة السمن أو زيت السمسم في الختام. قال السوداني (أبوأحمد)، إن «أبرز ما يميز شهر رمضان في السودان هو الترابط والتلاحم، فالعلاقات الاجتماعية تعد أساسية بالنسبة لنا، ولهذا غالباً ما تتجمع الاسر في ما يسمى (حوش الديوان)، وهو مجلس كبير للعائلة تتجمع الاسر فيه لتناول وجبة الإفطار، وغالباً ما يكون عند كبير العائلة». وأكد أن هناك ما يسمى «المربوع»، الذي هو مكان مربع، يجمع الأسر من بنايات متعددة، حيث يحضرون الطعام ويتناولون الإفطار مع بعضهم بعضاً. وشدد على أن أبرز العادات السودانية هي أنهم يقطعون الشارع على المارة، ويمنعونهم من العبور كي يكسبوا أجر إفطارهم، كما يعمدون إلى قطع الطرق على السيارات أيضاً، حيث يشبّك الرجال أيديهم بعضها ببعض ليشكلوا حاجزاً يعيق مرور السيارات، لتتوقف، وبعدها يدعون كل من فيها إلى الوليمة التي تكون موجودة على الشارع العام، ليتناولوا الافطار سوياً، ويحققوا بذلك أجر إفطار صائم. أما الأطفال فلهم في رمضان حكاية خاصة في السودان، إذ لايزال السودانيون يعتمدون تعليم الأطفال الصيام منذ الصغر، فيشجعونهم على صيام الشهر من خلال تقديم الهدايا في آخر النهار، كما يقدمون الإفطار والطعام للأطفال قبل الكبار والضيوف، تكريماً لهم ولصيامهم في هذا الشهر، الأمر الذي يجعل الأطفال يرغبون في الصيام منذ الصغر. وأكد (أبوأحمد) أن الزينة في رمضان ليست مختلفة عن بقية الدول، لكن تمتلئ الشوارع بزينة الشهر، لاسيما الأضواء التي توضع في الأحياء وعلى المساجد إلى جانب الفوانيس. سحور ورأى عثمان محمد أن أبرز المظاهر التي تميز السودان عن غيره من البلدان العربية الأخرى في شهر رمضان هي التي تعرف بالطرق الصوفية، التي تمثل فئة تعرف بالممارسات والتطبيقات الدينية في السودان، إذ يقيمون ما يعرف بالقبة. ولفت محمد إلى أن الظاهرة الاخرى التي تميز السودان هي طريقة التسحير المختلفة عن بقية الدول، التي تعتمد على مسحراتي في كل حي، ففي السودان يقوم شبان الحي بالتجمع، ويحملون الدفوف ويسيرون في الاحياء وينادون على الناس بموعد السحور، وغالباً ما يكون هؤلاء الشبان الذين يزيد عددهم عن 50 من الفتية في مرحلة الشباب، ويجوبون الاحياء وهم يرددون «يا صايم قوم تسحر». أما المأكولات السودانية التي تنتشر في رمضان فهي، بحسب محمد، متعددة، لكنها غالباً ما تكون تراثية، ومن هذه الوصفات «التقلية» و«العصيدة» و«النعيمية»، التي تشتهر كثيراً في شهر الصيام، بينما تقدم بعض المشروبات الخاصة في هذا الشهر، ويعد أبرزها مشروب «الحلو مر»، الذي يقدم عند الافطار بشكل يومي، فيما يقدم أيضاً عصير «التبلدي»، الذي يشبه «الكركدي» الذي يحضر في مصر، لكنه من نبتة أخرى، ولونه أبيض. وفي الخميس الأخير من رمضان، بحسب محمد، يُعِد السودانيون طبقاً خاصاً يطلقون عليه اسم «الرحمات» ويوزعونه على الفقراء. بينما تعد «اللقيمات» و«بلح الشام» و«البسبوسة» و«الكنافة» من أبرز الحلويات السودانية في هذا الشهر. وأكد محمد أن الاحتفالات والمظاهر الرمضانية في هذا الشهر لا تقتصر على المنازل والاحياء، إذ تحرص المؤسسات والدوائر الحكومية على الاحتفال بالشهر، فتقدم الإفطارات إلى الموظفين. عادة تعارف عليها الناس عقوداً طويلة السودان.. ضيق ذات اليد يسرّع بوأد "الإفطار الجماعي" في رمضان الخرطوم - عبدالمنعم الخضر يمتاز شهر رمضان في السودان بخصوصيته التي تختلف عن كثير من البلدان العربية الأخرى سواء من خلال الأطعمة والمشروبات أو بعض العادات الاجتماعية والتراثية، ومن أكثر الطقوس التي حافظ عليها السودانيون عقوداً طويلة هي عادة الإفطار الجماعي خارج المنازل، حيث يقوم عدد من الأشخاص كلٌّ يحمل مائدته الى مساحة خالية وسط الحي أو الى الطرق أو المساجد بغرض دعوة عابري السبيل والمساكين والفقراء، وبعد الإفطار تعقد الجلسات للأحاديث والحكايات. ولكن في السنوات الأخيرة بدأت هذه العادة في الاندثار لاسيما في المدن الكبيرة، ويرى المختص في الشؤون الاجتماعية الفاتح جبرا أن ذلك يعود الى العامل الاقتصادي الذي أثر سلباً على ذلك التقليد الاجتماعي. وقال ل"العربية.نت" إن معظم الأسر بدأ يقلل من احتياجاته في رمضان وذلك انعكس على الإفطارات الجماعية خارج المنازل وأصبح أي شخص يحبذ الإفطار داخل منزله، موضحاً أن المسؤوليات المادية وإيقاع الحياة السريع جعلا الكثير من الناس يضطرون إلى تناول سريع للإفطار في المنازل حتى يتمكنوا من الخروج مسرعين لأداء كثير من الالتزامات المتعلقة بأعمالهم ووظائفهم. وأشار إلى أن عادة الافطار الجماعي بدأت تتلاشى على مستوى الأحياء لكنها مازالت موجودة في الأطراف خاصة على الطرق السريعة. من جانبه أكد الكاتب الصحافي عبدالله عبيد الذي عاصر عدة أجيال انعدام عادة الإفطار الجماعي في المدن الكبيرة على وجه التحديد، وضرب مثلاً بمدينة أم درمان إحدى المدن العريقة في السودان، وقال الآن لن تجد فيها 5% يفطرون خارج منازلهم. وأوضح عبيد أن هذه العادة توارثها الأجداد وأن معظم الذين كانوا يحافظون على بقائها توفوا الى رحمة مولاهم. مشيراً الى أن الجيل الحالي من الشباب أصبح لا يهتم بها كثيراً لرغبتهم في عدم الاختلاط مع أغراب على مائدة واحدة. وفي استطلاع ل"العربية.نت" مع شريحة من الشباب أوضحت الخريجة الجامعية هنادي أنها تميل للإفطار الجماعي في شهر رمضان لأن فيه فوائد كثيرة ابرزها انه يعطي الإحساس بالانتماء الأسري ويربط الناس ببعضهم وفيه بركة ومن ناحية دينية فيه اجر عظيم. وتعليقاً على عدم اهتمام الشباب بعادة الإفطار الجماعي قالت إن الجيل الجديد أصبح مشغول بأشياء كثيرة تخصه، حيث أصبح إيقاع الحياة سريعاً فلم يعد هناك وقت كافٍ للجلوس مع بعضهم بعضاً، مشددة على أن الجيل الجديد تخلى بشكل كبير عن عادات الأجداد. أما حافظ ميرغني، وهو شاب في بداية العقد الثالث من عمره، فقال إنه يحبذ الإفطار الجماعي خارج المنزل، معرباً عن أسفه للاختفاء التدريجي هذه العادة، قائلاً: الزمن تغير ولكل جيل زمنه".