دعت «حركة شباب من أجل التغيير» السودانية المعروفة باسم «شرارة»، إلى تنظيم تظاهرات في الخرطوم والولايات اليوم لإسقاط نظام الرئيس عمر البشير، وهي دعوة انتشرت سريعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت. وحضت الحركة السودانيين على التظاهر سلمياً للفت الإعلام وتأليب الرأي العام. ورأت أن «القضايا والإصلاحات التي يطالب بها شباب التغيير تمس كل سوداني في صميم حياته اليومية، لذا نتوقع مشاركة كبيرة»، مشيرة إلى أنها تطالب ب «محاربة الفساد والمحسوبية وإقرار الحريات وإصلاح الأوضاع الاقتصادية وتنحي الحكومة». ونفى مؤسس الحركة تبعيتها لأي جهة سياسية، موضحاً أنهم تعاملوا فقط مع قواعد الأحزاب من الشباب. وأكد أن تظاهراتهم «سلمية، وكل من يبدر منه تصرف غير ذلك سيتم إبعاده... لا نريد تخريباً. هذا بلدنا وليس ملكاً لأحد. ولدينا خطط للتعامل مع كل الاحتمالات». وكانت السلطات قمعت تظاهرة شبابية محدودة في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي في الخرطوم، وفشلت تظاهرة دعت إليها المعارضة أخيراً. ولوحظ على صفحة الحركة على موقع «فايسبوك» انتشار تهديدات من أشخاص لم يحددوا الجهة التي ينتمون إليها، لكنهم لوحوا باستخدام القوة ضد المتظاهرين غداً. من جهة أخرى، قالت مصادر رسمية مطلعة ل «الحياة» إن السلطات رصدت تدفق كميات من السلاح من ليبيا إلى إقليم دارفور المتاخم للحدود معها، بعد الأحداث التي تشهدها الجماهيرية وتصاعد المواجهات بين الثوار والنظام في شرق البلاد. وكشفت أن «تسرب السلاح يتم بطريقة عشوائية غير منظمة من أي جهة، ويرجح أن يكون تجار سلاح ومتمردون استغلوا الظروف التي تعيشها ليبيا، خصوصاً أن العقيد معمر القذافي فتح مخازن الأسلحة وصار السلاح متاحاً». وذكرت بأن «دارفور شهدت خلال النزاع الليبي - التشادي على مناطق حدودية في عقد الثمانينات تدفقاً كبيراً للسلاح، ما فاقم الأوضاع الأمنية» خلال عهد رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي. وكان السودان أبدى مخاوف كبيرة من تدفق الأسلحة المستخدمة في الصراع الدائر حالياً بين القوات الموالية للقذافي والمعارضة، إلى إقليم دارفور. وكان وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين حذر خلال زيارته تشاد قبل يومين من خطورة انتشار السلاح في السودان وتشاد، جراء الاضطرابات في ليبيا، مشيراً إلى تأثر البلدين بما يجري هناك على الصعيدين الأمني والاقتصادي. وقال إن وزارته ترصد الموقف في ليبيا وانعكاسات تسرب السلاح من مخازن الجيش، معتبراً أن «أزمة دارفور سببها الرئيسي انتشار السلاح بأيدي المواطنين». الخرطوم - النور أحمد النور الحياة دعا شبان سودانيون ألهمتهم الانتفاضات المتتالية في عدة بلدان عربية، إلى التظاهر اليوم الاثنين ضد نظام الرئيس عمر البشير في مختلف أنحاء السودان رغم الخوف من تعرضهم لقمع شديد وعدم ألتأكد من نجاح حركة الاحتجاج. واعتبر فؤاد حكمت المحلل في مجموعة الأزمات الدولية أن “ثمة أسباب للمطالبة بالتغيير، لكن ليس هناك تنظيم". وأضاف أن “حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) لن يتسامح مع أي حركة انشقاق، وقوات الأمن ستقمع كل من سيخرج إلى الشوارع". ويندد الناشطون السودانيون الموقعون على النداء بالفساد وانفصال جنوب السودان المرتقب في يوليو والذي نسبوه لسياسة فرق تسد التي تنتهجها الحكومة، وارتفاع الأسعار ونزاع دارفور المتواصل منذ ثمانية أعوام والفقر والبطالة المزمنين وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها قوات الأمن وما ترتكبه أيضا من تعذيب واغتصاب. من جهة أخرى اتهمت قوات الأمن السودانية ثلاثة صحفيين بتشويه السمعة ونشر أكاذيب لكتابتهم تقارير عن امرأة قالت إنها تعرضت للاغتصاب في أحدث حلقة في سلسلة مضايقات صحفية في الدولة التي تمزقها الحرب. وقالت الناشطة الشابة صفية اسحق إنها خطفت وتعرضت للضرب واغتصبتها مجموعة من رجال الأمن الذين يرتدون الملابس المدنية يوم 13 فبراير بعد احتجاجات مناهضة للحكومة مما أثار غضبا عاما في المجتمع . وهربت صفية اسحق من الخرطوم خوفا على حياتها بعد أن تحدثت علنا عما حدث لها. وقال مصدر في الأجهزة الأمنية إن التقارير الطبية وتقارير الشرطة زورت ونفى وقوع أي اغتصاب. ووجهت الأجهزة الأمنية هذا الشهر اتهامات بتشويه السمعة ونشر معلومات كاذبة إلى ثلاثة صحفيين طالبوا بإجراء تحقيق في واقعة الاغتصاب، وهو إجراء قال الصحفيون إنه يهدف إلى ترويع وسائل الإعلام لإسكاتها. وقالت أمل هباني -- التي أبلغت رويترز أن الصحيفة التي تعمل بها وهي (الجريدة) فصلتها خوفا من انتقام أجهزة الأمن - إنهم يريدون ترويع الشعب لإرهاب الصحفيين. ووجهت اتهامات أيضا إلى فايز السليك نائب رئيس تحرير صحيفة أجراس الحرية في أحدث موجة من القضايا ضد الصحيفة تم الربط بينها وبين الحزب الحاكم في جنوب السودان. وكالات