الخرطوم (رويترز) - توعد الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم الخميس بأن ترد بلاده بقوة على ما يعتقد انه هجوم جوي شنته اسرائيل على مصنع للسلاح في الخرطوم. وقال البشير في كلمة من السفارة السودانية في السعودية أذاعها تلفزيون النيل الازرق السوداني انه بصحة جيدة بعد جراحة اجريت له في السعودية. واتهم السودان الشهر الماضي اسرائيل بشن هجوم جوي على مصنع اليرموك للاسلحة في جنوبالخرطوم مما تسبب في انفجار اسفر عن مقتل اربعة اشخاص. ولم تعلق اسرائيل على هذا الاتهام لكنها تتهم السودان منذ وقت طويل بتهريب السلاح القادم من ايران إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. وقال البشير في كلمته التي أوضحت لقطات تلفزيونية انها بتاريخ يوم الخميس وتمثل أول ظهور له بعد الجراحة ان اسرائيل ستبقى العدو رقم واحد وأنه لن يطلق عليها أي وصف غير "العدو الصهيوني". وعبر البشير عن أسفه على ما وصفه بتفوق اسرائيل في التكنولوجيا التي تزود بها طائراتها للتهرب من أجهزة الرادار لكنه استبعد تطبيع العلاقات معها. ونقلت الاذاعة السودانية عن البشير (68 عاما) قوله في رسائل نصية أرسلت الى الهواتف المحمولة انه بصحة جيدة وان رد السودان على اسرائيل سيكون موجعا. وقالت وسائل الاعلام الحكومية ان البشير - الذي جاء إلى السلطة في انقلاب عسكري ابيض عام 1989 - غادر المستشفى بعد خضوعه لجراحة "بسيطة ناجحة". وبدأت مدونات وصحف سودانية في التكهن بشأن صحة البشير لأنه كان اقل ظهورا من المعتاد خلال الاشهر القليلة الماضية. وكان مسؤول قال الشهر الماضي ان البشير خضع لجراحة في الحنجرة في قطر في اغسطس اب. وقال البشير في الكلمة التي أذاعها التلفزيون ان الجراحة التي اجريت له والفحوص الطبية المتعلقة بها استغرقت 24 ساعة فقط. وواجه البشير خلال اكثر من عقدين من حكمه حركات تمرد متعددة وسنوات من العقوبات التجارية الامريكية وموجات من احتجاجات الطلبة وانفصالا للجنوب المنتج للنفط العام الماضي. (إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن) البشير يتعهد بتمكين الجيش السوداني من الرد على اسرائيل بضربات مماثلة الخرطوم 9 نوفمبر 2012 — قال الرئيس عمر البشير ان السودان سيسعى للحصول على تقنيات هجومية متقدمة تمكنه من الرد على الهجمات الاسرائيلية بضربات مماثلة مشيرا إلى ان تعزيز القدرات الجوية الدفاعية وحده لا يكفي. وكان البشير يتحدث في لقاء له مع ابناء الجالية السودانية في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية حيث اجرى عمليات جراحية صغيرة تكللت بالنجاح حسب التقارير الواردة من هناك بعد اجراء عملية سابقة في الحنجرة في الدوحة قبل عدة اشهر تقول التقارير انه لم يلتزم بالعلاج الذي فرضه الاطباء عليه حينها الامر الذي قاد ظهور مضاعفات جديدة. وقال في كلمة له امام حشد كبير من الجالية السودانية في السفارة السودانية بالرياض:" أطمئنكم بأنني في صحة تامة ولا أشكو من أي آثار مترتبة على عملية صغيرة أجريتها أمس وتكللت بالنجاح". وتناول البشير في كلمته الاشارة إلى الهجوم على مصنع اليرموك للصناعات الحربية في الاسبوع الاخير من اكتوبرالماضي و الذي اتهم السودان على اثره اسرائيل بالقيام به وقال "طبعا ناس كثير تساءلوا كيف طائرات إسرائيل تتسلل من البحر الأحمر حتى تصل الخرطوم دون الناس يتعرضوا لها؟". وقال ان امام السودان خياران لإيقاف مثل هذه الهجمات الاول هو التطبيع مع اسرائيل وسارع باستبعاده قائلا "إسرائيل هي العدو الصهيوني وستظل إسرائيل هي العدو" واسترسل مضيفا ان الخيار المتاح للسودان هو السعي لامتلاك قدرات عسكرية تمكنه من "رد الضربة بالضربة" . وبرر البشير هذا الخيار بان اسرائيل تمتلك تقنية حديثة الرادارات تحصلوا عليها من الولاياتالمتحدةالامريكية تمنع من التعرف على الطائرات المزودة بها وبالتالي فإن اجهزة الدفاع الجوي تصبح بلا قيمة وعديمة الجدوي. وقال "الطائرات التي غارت على الخرطوم وضربت المجمع هي طيارات اف 15 , ومعروفة وهي طيارات أمريكية مستخدمة من قديم (الزمان) لكن أضافوا لها تقنية جديدة إنو ما في رادار يلتقطها . حتى الرادارات الموجودة في جيبوتي والقاعدة الأمريكية والقاعدة الفرنسية ما استطاعت أن تلتقط هذه الطيارات ". وشدد الرئيس الذى كان يتحدث بصوت مسموع وواضح على ان التطبيع مع اسرائيل يعد خطا احمرا وقطع بانها ستظل العدو الاول للسودان . وأضاف " لكن ضربونا الليلة وضربونا بكرة وبعد بكرة ستظل إسرائيل بالنسبة لنا هي العدو" كما تناول البشير على اتفاقية اديس ابابا الموقعه مع دولة الجنوب وقال انها غطت كل القضايا العالقة بين البلدين باستثناء ابيى ،مؤكدا أن السودان رفض المقترح المطروح للحل ، لأنه يمهد لمنح المنطقة الى دينكا نقوك وبالتالى ضمها لدولة الجنوب . وقال البشير ان أبيي هي ارض سودانية تعود للمسيرية الذين استضافوا الدينكا في الماضي وتقول زعامات المسيرية ان الدينكا طردوا من اراضيهم بعد حروب قبلية قديمة مع النوير . وفى سياق اخر اثنى البشير على العلاقات السعودية السودانية، مبينا أنها تشهد تطورا يعززه مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، مبينا انه انحاز لفعل الخير، موضحا أن خادم الحرمين الشريفين هاتفه ليلة العيد مهنئا ومؤكدا جاهزيتهم لاستضافته لتلقى العلاج . واكد سفير السودان بالسعودية عبد الحافظ ابراهيم إن الرئيس تماثل للشفاء تماما بعدعملية جراحية بسيطة وإزالة حبة صغيرة كان مؤثرة على الحبال الصوتية. وأضاف: أن الأطباء نصحوا الرئيس البشير بعدم مخاطبة لقاءات تتطلب التحدث بصوت مرتفع ، واكد ان المرض لن يكون له أي أثر على أدائه الرسمي والشعبي والاجتماعي. ونفى السفير السوداني الشائعات التي تتحدث عن إصابة الرئيس السوداني البشير بمرض خبيث أو سرطان، مؤكدا أن كل ما في الأمر وعكة صحية عابرة استدعت عملية جراحية خفيفة، من غير أن تترتب عليها أي نوع من الممنوعات التي تحاول بعض وسائل الإعلام ترويجها. وقال شقيق الرئيس عبدالله حسن البشير في تصريح لتلفزيون النيل الازرق ان الورم الذى يعانى منه البشير "حميد" واكد ظهور نتيجة فحص عينة الانسجة يوم غد السبت لمزيد من الاطمئنان . واوضح البشير إن "محكمة التحكيم (اعطت) دينكا نقوك الحق في أن يكونوا مواطنين في هذه المنطقة لكنها لم تحرم المسيرية أن يكون لهم نفس الحقوق الدينكا نقوك ، ونحن نقول أي مسيري عنده الحق في أن يشارك في استفتاء أبيي ." وتحدث البشير عن وضعية أبيي القانونية قائلا ان ابيي تقع في حدود السودان طبقا لاتفاقية السلام التي تبنت المعاير الجغرافي اساسا لتقسيم الحدود إذ انها تنص على حدود السودان هي حدود 1/1/ 1956 وعليه فإن أبيي "جزءا من السودان وليست أرضا محايدة ولا هي جزء من جنوب السودان". "وقانون استفتاء أبيي قانون أجازه المجلس الوطني في الخرطوم وما في جهة يمكن أن تغيره إلا المجلس الوطني الموجود في أم درمان ..." وكان مجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي قد منح السودان وجنوب السودان مهلة قدرها ستة اسابيع للتوصل لحل بناء على مقترح مقدم من الوساطة وفي حال تعذر الاتفاق بينهما فإنه يتم اعتماد اقتراح الوساطة ورفعه لمجلس الامن . وأعلن السودان رفضه لمقرح الوساطة ولقرار مجلس السلم والامن وأعلن عن تأييده لمقترح أخر تقدمت به ذات الوساطة الافريقية في نوفمبر من عام 2010 يفضي إلى تقسيم المنطقة بين السودان وجنوب السودان في حال رفض الجنوب لمشاركة المسيرية المقيمين لمدة 185 يوما في العام في هذا الاستفتاء. والجدير بالذكر ان مقترح الوساطة الاخير المقدم في 21 سبتمبر 2012 ينص على اقامة الاستفتاء في اكتوبر من العام القادم بمشاركة الدينكا نقوك والمسيرية المقيمين في المنقطة ويستقصي الرحل منهم.