خلال زيارة إلى واشنطن، قال ياسر عرمان، مساعد الأمين العام للحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب، إن الثورات التي انتشرت في الدول المجاورة (في طريقها إلى الخرطوم، وستصل قريبا). وقال عرمان الذي يرأس قطاع الشمال في الحركة، إن السودانيين مثل بقية الشعوب المجاورة، يتابعون هذه الثورات (مثلما يتابعون مباريات كرة القدم المحبوبة). وشن عرمان هجوما عنيفا على حزب المؤتمر الوطني، الذي يحكم الشمال بقيادة الرئيس عمر البشير، وقال إن سياساته المتطرفة، وتشويهه صورة الإسلام، وحظره الحريات (رشحته للسقوط قبل سنوات طويلة من الثورة في تونس وفي مصر). وحمل حزب المؤتمر مسؤولية تقسيم السودان، وذلك لأنه (لم يجعل الوحدة جاذبة)، كما نصت اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب سنة 2005، التي أنهت حربا استمرت متقطعة منذ استقلال السودان. وتفاءل عرمان بأن الثورة في شمال السودان (ستكون أسهل). وذلك بسبب وجود أحزاب تقليدية ظلت تعارض نظام الرئيس البشير منذ أن جاء إلى الحكم سنة 1989. وبسبب (كوادر الشباب الشمالي) . وقال إن (شباب الحركة في الشمال) قوة مانعة تقدر على أن تتعاون مع قوى شبابية أخرى، وإن شرطة حكومة البشير اعتقلت بعضهم خلال مظاهرات معارضة مؤخرا. وتحدث عرمان في (مركز ويلسون العالمي) بواشنطن، وتحدث أيضا مالك عقار، حاكم ولاية النيل الأزرق. وكان مقررا أن يتحدث عبد العزيز الحلو، حاكم ولاية جنوب كردفان. وتشكل الولايتان اللتان تتبعان شمال السودان جزءا من (المناطق المهمشة)، التي نصت اتفاقية السلام على وضع اعتباري لمستقبلهما بعد تقرير المصير في الجنوب، وذك تحت برنامج يسمى (المشورة الشعبية). وقال عرمان إن استقلال الجنوب في 9 يوليو المقبل، ( لن يوقف العلاقات القوية بين الشماليين والجنوبيين، ولن يقسم السودان إلى الأبد) . وأضاف: ( في وقت ما، وبطريقة ما، كونفيدرالية، أو وحدة، أو أيأسماء أخرى، سيعود السودان موحدا، وحرا، وديمقراطيا. ونحن في الحركة الشعبية، في الشمال وفي الجنوب، سنعمل كل ما نقدر عليه لتحقيق ذلك) . وأشار عرمان إلى شعار (سودان جديد) الذي كان أعلنه جون قرنق، مؤسس الحركة الشعبية الذي قتل في حادث سقوط طائرة سنة 2005. وقال: (سودان جديد هو حلمنا. وبعد تأسيس جنوب جديد، سنقدر على تأسيس شمال جديد ليكون هناك سودان جديد). وعن اتصالاته الرسمية والشعبية في واشنطن، قال عرمان إن التطبيع الأميركي مع حكومة البشير، الذي كان الرئيس باراك أوباما وعد به مقابل موافقة البشير على انفصال الجنوب، حسب الاستفتاء قبل شهرين، يجب أن يشترط «تحولا ديمقراطيا، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة». وأضاف أن الرئيس أوباما وهو يؤيد الثورات في الدول المجاورة ويطلب من حكام دكتاتوريين أن يتركوا الحكم، يجب أن يضع ذلك في الاعتبار في سياسته نحو السودان. وأن حكومة البشير يجب أن لا تكافأ لأنها وافقت على فصل الجنوب، ولكن يجب أن تكافأ إذا حقق الشعب السوداني الحرية والديمقراطية. وأشار عرمان إلى الانتخابات المتوقعة في ولاية جنوب كردفان حيث ترشح عبد العزيز الحلو مرة أخرى. وقال: (انتخابات حرة ونزيهة في جنوب كردفان، وفي كل مكان في السودان). ودعا عرمان إلى كتابة دستور جديد بعد إعلان استقلال الجنوب، وقال إن الدستور يجب أن يكون (حرا وديمقراطيا، ويؤكد تنوع الشعب السوداني) عرقيا ودينيا وقبائليا ولغويا. وانتقد خطة حزب المؤتمر الوطني بكتابة دستور جديد دون الإشارة إلى (المشورة الشعبية) في (المناطق المهمشة)، وحذر من أن هذا سيكون سبب مشكلات جديدة. وقال عرمان إن ولايات المناطق المهمشة التي تجاور دولة الجنوبالجديدة، صارت (جنوبا جديدا في الشمال)، وإنها، مثل جنوب السودان، تريد المساواة والعدالة ووقف الاضطهاد. وانتقد عرمان تصريحات الرئيس البشير بأن فصل الجنوب معناه أن الشمال سيكون إسلاميا حقيقة وسيحكم حسب الشريعة الإسلامية. وحذر البشير بأن قوات الحركة الشعبية في الشمال تزيد على أربعين ألف جندي. ورغم أن عرمان قال إنه لا الشمال ولا الجنوب يريد عودة الحرب، فإنه قال إن البشير (يجب أن لا يقلل من أهمية وقوة الحركة الشعبية، سياسيا وعسكريا). وقال إنه زار مناطق كثيرة في شمال السودان، ووجد تأييدا قويا للحركة حيثما ذهب. وأشار عرمان إلى أن اتفاقية السلام بين الجنوب والشمال سنة 2005 لم تركز على تحقيق الديمقراطية في الشمال. وقال إن السبب كان (تحقيق الاستقرار أولا، ثم الديمقراطية. والآن جاء وقت تحقيق الديمقراطية). وتحدث مالك عقار، والي ولاية النيل الأزرق، عن انقسام الحركة الشعبية على ضوء تصويت الجنوبيين للانفصال، وقال: (انقسمت الحركة إلى شمالية وجنوبية، لكنها ستحتفظ باسمها وبأهدافها، لتطبيق حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وللاعتراف بأن شمال السودان، ناهيك بجنوبه، متنوع عرقيا ودينيا). وأضاف: (نحن شماليون مثل إخواننا الشماليين، ونحن مع الحركة الشعبية مثل إخواننا الجنوبيين). ( محمد علي صالح – حريات) واشنطن تطلب رؤية (الحركة) لإعداد سياسةً جديدةً للسودان وصف مداخلة سفير السودان ب (الهرجلة) باقان: جلسة مجلس الأمن رسمية ومخرجاتها ملزمة ودبلوماسية حكومة الجنوب انتصرت واشنطن: عبد الفتاح عرمان وصف الأمين العام للحركة الشعبية ووزير السلام بحكومة الجنوب باقان أموم جلسة مجلس الأمن الدولي التي انعقدت أمس الأول بحضور الأعضاء الدائمين في المجلس بالرسمية، واعتبر مخرجاتها ملزمة للطرفين ( المؤتمر الوطني والحركة الشعبية)، ووصف الاجتماع بالناجح وأنّه يمثل نصراً لدبلوماسية حكومة الجنوب، ونعت مداخلة السفير السوداني لدى الأممالمتحدة ب (الهرجلة). وقال باقان ل (أجراس الحرية) إنّ الجلسة تمّت بدعوة من رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري (مندوب الصين) لافتاً إلى أنها وجهت للطرفين (حكومة الجنوب و حكومة السودان) لبحث الوثائق التي قدمها مؤخراً لوسائل الإعلام والمجتمع الدولي حول دعم المؤتمر الوطني وأجهزته الأمنية للمليشيات الجنوبية لزعزعة استقرار الجنوب، وأشار إلى مطالبتهم بالتحقيق الكامل في تلك الاتهامات. وعزا أموم غياب ممثل المؤتمر الوطني صلاح عبد الله (قوش) عن جلسة مجلس الأمن إلى أنه ليس لديه ما يدافع به عن دعمهم للمليشيات الجنوبية بالسلاح والمال، ونوّه إلى امتلاكهم أدلة دامغة تثبت وقوفهم خلف جورج أطور في جونقلي ولام اكول في أعالي النيل وعبد الباقي أيي الذي يتم الدفع به في الوقت الراهن إلى بحر الغزال. وذكر الأمين العام للحركة ووزير السلام بحكومة الجنوب أن مجلس الأمن انعقد بكامل عضويته، وأضاف (قدمنا تقريراً مفصلاً لمجلس الأمن وسلمناهم نسخة من الأدلة التي بحوزتنا عن الحرب بالوكالة التي يقوم بها المؤتمر الوطني وأجهزة استخباراته عبر استخدامهم للمليشيات الجنوبية لزعزعة استقرار الجنوب)، وأوضح أنهم طالبوا المؤتمر الوطني بالكف عن الحرب بالوكالة والتركيز على بناء علاقة حسن جوار وتعاون لمصلحة الطرفين وحل القضايا العالقة وتنفيذ ما تبقى من الاتفاقية بالكامل. وطبقا لأموم فإنّ مجلس الأمن دعا المؤتمر الوطني لوقف الحرب بالوكالة وزعزعة استقرار الجنوب وحل القضايا العالقة بتنفيذ ما تبقى من اتفاقية السلام الشامل بما يؤدي إلى علاقات حسن جوار وتعاون مشترك لأجل مصلحة الطرفين، وكشف عن قرار لمجلس الأمن تمّ بموجبه توجيه بعثة الأممالمتحدة في السودان بالاشتراك في التحقيقات الجارية بشأن دعم المؤتمر الوطني للمليشيات الجنوبية، ورفع تقريرها للمجلس بأقصى سرعة للبت فيه. ووصف أموم مداخلة سفير السودان لدى الأممالمتحدة ممثل الحكومة في الجلسة دفع الله الحاج ب (الهرجلة)، وردد ( لم يستطع الرد على الأدلة الواضحة التي قدمناها لمجلس الأمن حول تورط الحكومة في دعم المليشيات)، وأردف (كان حديث مندوب السودان ركيكاً ووصف أدلتنا ضد حكومته بالشماعة التي نريد أن نعلق عليها مشاكلنا الداخلية) وأضاف قائلاً ( لكنه لم يستطع الرد على أدلتنا المادية التي تثبت تورطهم بالدليل القاطع). واعتبر أمين عام الحركة ووزير السلام بحكومة الجنوب اجتماع مجلس الأمن ناجحاً، ورأى أنه يعد نصراً لدبلوماسية حكومة الجنوب، وقال (هذا الاجتماع فضح أكاذيب المؤتمر الوطني وأثبت دعمه للمليشيات الجنوبية). هذا وسيلتقي باقان أموم اليوم بمساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الإفريقية السفير جوني كارسون بمكتبه في واشنطن.