الخرطوم (رويترز) - ذكرت وكالة السودان للانباء يوم الثلاثاء ان السودان سيستأنف الاسبوع القادم المحادثات مع جنوب السودان لبحث اقامة منطقة حدودية منزوعة السلاح وهو شرط لاستئناف تصدير نفط الجنوب عبر السودان. واتفقت الدولتان في سبتمبر ايلول على انهاء العمليات العسكرية واستئناف صادرات النفط بعد ان اوشكتا على الدخول في حرب في ابريل نيسان خلال اسوأ اعمال عنف منذ انفصال جنوب السودان العام الماضي. وأوقفت جوبا في يناير كانون الثاني انتاجها من النفط البالغ 350 الف برميل يوميا بعد يوم من تصاعد التوتر بخصوص رسوم التصدير عبر خطوط الانابيب السودانية. لكن الدولتان لم تتفقا بشأن سحب قواتهما من منطقة الحدود المتنازع عليها وهي خطوة قال الجانبان انها ضرورية لاستئناف صادرات النفط من جنوب السودان. وفي بادرة لنزع فتيل التوتر قال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين لوكالة السودان للانباء ان لجنة مشتركة مكلفة باقامة المنطقة الحدودية ستجتمع في الفترة من الثالث إلى السادس من ديسمبر كانون الأول. وقالت الوكالة ان الوزير عبر عن امله في ان يفضي الاجتماع إلى تطبيق اتفاق التعاون المتعلق بتصدير النفط بين البلدين. ولم تذكر الوكالة ما اذا كان الوفدان سيجتمعان. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من حكومة جنوب السودان. واتهم رئيس جنوب السودان سلفا كير السودان امس الاثنين بوضع عراقيل جديدة من خلال المطالبة بأن تقوم جوبا اولا بنزع سلاح المتمردين الذين يقاتلون حكومة الخرطوم داخل الاراضي السودانية. ولم يرد السودان علانية على التصريحات لكنه يتهم جنوب السودان بدعم متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال التي تعمل في ولايتين على الحدود مع جنوب السودان. وتنفي جوبا دعم الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال التي تسعى مع متمردين من منطقة دارفور بغرب السودان للاطاحة بالرئيس السوداني عمر حسن البشير. وأدى تصاعد التوتر في الايام القليلة الماضية إلى تأجيل استئناف انتاج النفط في جنوب السودان والذي كان من المقرر استئنافه في 15 نوفمبر تشرين الثاني مما يمثل ضربة شديدة لاقتصاد الدولتين. واستحوذ جنوب السودان على ثلاثة ارباع انتاج السودان من النفط عند الانفصال لكنه يحتاج إلى دفع رسوم للخرطوم لاستخدام خطوط انابيب التصدير السودانية لتوصيل نفطه الى ساحل البحر الاحمر. وأصبح جنوب السودان دولة مستقلة في يوليو تموز 2011 بعد اجراء استفتاء بموجب اتفاق السلام الشامل لعام 2005 الذي انهى الحرب الأهلية. وبالإضافة الى استئناف تصدير النفط ينبغي للجانبين ان يقررا مصير المناطق الحدودية المتنازع عليها. (إعداد حسن عمار للنشرة العربية- تحرير عمر خليل)