وقعت معارك ضارية صباح امس الاربعاء بين القوات الحكومية والجيش الشعبي في منطقة متنازع عليها تطلق عليها الحكومة والرزيقات اسم سماحة ، وتقول انها تابعة لمحلية بحر العرب بولاية شرق دارفور ، بينما تقول جمهورية جنوب السودان ان اسمها الحقيقي وارقيت وهي جنوبية تابعة لشمال بحر الغزال وادى الإشتباك بحسب مصادر محلية في ولاية شرق دارفور الى مقتل (25) من الرزيقات ، واصابة اكثر من (50) آخرين بجراح في تلك المعركة ، وسيطرة الجيش الشعبي على كامل المنطقة التي يطلق عليها وارقيت ، بينما تقول هيئة شورى الرزيقات ان القتلي ما بين (2 الى 4) من الرزيقات ، واصابة اكثر من خمسين . وقال احد الشهود لراديو دبنق ، ان الاشتباك وقع داخل سوق سماحة في منطقة الكبري ، واكد الشاهد ، ان هناك (8) من الجرحى حالتهم خطيرة للغاية نقلوا الى مستشفى ابومطارق ، بينما تم نقل بقية الجرحى بطائرة الى الخرطوم . واكد ان الوضع ينذر بكارثة حقيقية في حال لم تتدخل الاطراف الدولية والاممالمتحدة لمنع نشوب حرب شاملة في تلك المنطقة وفي الخرطوم اكد محمد عيسى عليو رئيس هيئة شورى قبيلة الرزيقات وقوع اشتباكات بين الجيش الشعبي مع الزريقات والقوات الحكومية صباح امس، مشيرا الى سقوط قتلى ما بين 2 الى اربعة من الرزيقات ، واصابة اكثر من 50 آخرين بمنطقة سماحة . وحمل عليو في تصريح لراديو دبنقا ما حدث للحكومة بإعتبار انهم ابلغوها بالوضع منذ مدة ليست بالقصيرة ، وانه لا خيار للرزيقات إلا التحرك نحو بحر العرب من اجل المياه والمرعى. واتهم عليو الحركة الشعبية عبر راديو دبنقا ، بالبدء في اطلاق النار، وقال ان الحركة الشعبية هي التي قامت باطلاق النار حيث قامت بقصف الرزيقات من على على مسافة 20 كيلو متر شمال بحر العرب . وناشد عليو الحكومة المركزية بالتدخل باسرع ما يمكن لانقاذ الموقف الذى وصفه بالحرج وفي جوبا قال جيش جمهورية جنوب السودان انه صد هجوما للجيش السوداني صباح امس على منطقة وار قيت بشمال بحر الغزال ، ووصف الهجوم بانه خرق للترتيبات والاتفاقيات الامنية والحدودية الموقع بين الخرطوموجوبا في اديس ابابا برعاية افريقية. وقال العقيد فيليب اقوير الناطق الرسمي بإسم جيش جمهورية جنوب السودان لراديو دبنقا، ان الهجوم على وارقيت تم بدعم جوى من طيران الخرطوم حيث اسقطت طائرات الانتنوف (11) قنبلة صباح يوم امس على منطقة وار قيت ، تبعتها غارة ثانية بعد الظهر اسقط خلالها الانتنوف (4) قنابل اخرى على المنطقة . واعلن اقوير ان القصف الجوى للخرطوم ادى لمقتل (3) مدنيين امرأتان وطفل ، واكد ان الهجوم الذي تم في الساعة الثامنة من صباح امس يعتبر ثالث محاولة من الخرطوم للاستيلاء على وار قيت الواقعة بمنطقة كير كو، وقال ان ذلك يمثل اختراقا لكل القوانين الدولية ولكل الاتفاقيات التي تمت بين الخرطوموجوبا وفي ذات الموضع اكد اقوير ان الجيش الشعبي لجمهورية جنوب السودان صد الهجوم على وارقيت وهزم القوة المهاجمة ، واجبرها على الفرار بإتجاه الميرم واكد ان جيش جمهورية السودان يحكم الآن السيطرة على كامل المنطقة . واشار اقوير الى ان تفاصيل الهجوم البري والقصف الجوى الذي قال بأنه لا يزال متواصلا على المنطقة وفي ذات الموضع قالت مصادر محلية بولاية شرق دارفور ، بان الحكومة المركزية اصدرت اوامر امس للجيش بمنطقة ابومطارق بالتوجه فورا الى بحر العرب ، وانها ارسلت تعزيرات عسكرية من الخرطوم الى ولاية شرق دارفور دبنقا السودان وجنوب السودان يتبادلان الاتهام بشن هجمات على الحدود جوبا/الخرطوم (رويترز) - تبادل السودان وجنوب السودان يوم الخميس الاتهام بدخول مناطق تتنازعها الدولتان على الحدود بينهما في انتكاسة جديدة للخطط الرامية لضمان أمن الحدود واستئناف تصدير النفط من الجنوب. وجاءت الاتهامات غداة تصريح الرئيس السوداني عمر حسن البشير باستعداده للاجتماع مع نظيره في جنوب السودان سلفا كير سعيا للدفع قدما بالمحادثات المتعثرة بشأن إقامة منطقة حدودية خالية من القوات العسكرية. وكان البلدان اتفقا في سبتمبر ايلول على وقف العمليات العسكرية واستئناف تصدير نفط جنوب السودان عن طريق خطوط الانابيب السودانية المؤدية الى البحر الاحمر بعد ان اقتربا من حافة الحرب في ابريل نيسان الذي شهد أعنف اشتباكات بينهما منذ انفصال جنوب السودان في يوليو تموز العام الماضي. لكن الجانبين لم يسحبا جيشيهما من المنطقة الحدودية وهي خطوة يقولان كلاهما إنها ضرورية لاستئناف تصدير النفط الذي يعتمد عليه اقتصاد البلدين. وقال فيليب أقوير المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان وهو جيش جنوب السودان إن طائرات حربية سودانية قصفت منطقة كير آدم التي تقع داخل شريط عرضه 14 ميلا (22.5 كيلومتر) يعرف باسم منطقة الميل 14 ويقول كل من البلدين إنه جزء من أرضه. وقال المتحدث "قتل خمسة أشخاص خلال القصف أمس" مضيفا أن كل الضحايا مدنيون. ومن ناحية أخرى قالت القوات المسلحة السودانية في بيان إن جنودا من جنوب السودان زرعوا عددا كبيرا من الالغام في منطقة الميل 14 وإن اشتباكات اندلعت إثر ذلك بين المواطنين وبين مجموعات مسلحة تابعة للجيش الشعبي لتحرير السودان. وينفي السودان باستمرار مزاعم جنوب السودان أنه يشن غارات جوية. واتفق البلدان في سبتمبر ايلول على الاعتراف بالحدود الادارية التي استخدمها الاستعمار البريطاني عند استقلال السودان عام 1956 وسحب جيشيهما الى مسافة عشرة كيلومترات من ذلك الخط لكنهما يختلفان على مسار الخط في بعض المناطق. وتمتد منطقة الميل 14 بمحاذاة الضفة الجنوبية لنهر كير المعروف في السودان ببحر العرب. وتقول بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان ان كير آدم تقع شمالي خط الحدود الادارية لعام 1956 وجنوبي نهر كير. وكان جنوب السودان يعتزم استئناف تصدير النفط بحلول نهاية العام بعد ان أوقف الانتاج الذي يبلغ 350 ألف برميل في اليوم في يناير كانون الثاني في غمرة خلاف على رسوم التصدير مع السودان. وحث الاتحاد الافريقي البشير وكير على الاجتماع لحل الخلافات. (اعداد عمر خليل للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)