لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اغتيال اليساري شكري بلعيد يفجر اضطرابات جديدة في تونس ويسرع بإطاحة الحكومة
نشر في السودان اليوم يوم 07 - 02 - 2013

الغنوشي ل «الشرق الأوسط»: اتهام النهضة أو الحكومة هو من قبيل صب الزيت على النار
لندن: نادية التركي تونس: المنجي السعيداني
جاء اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد ليضيف اضطرابات جديدة، في الشارع التونسي، حيث خرج المتظاهرون بالآلاف للتعبير عن غضبهم واحتجاجهم على أداء الحكومة، التي اعتبروها السبب في الاغتيال.
وفي تصريح خاص ل«الشرق الأوسط»، قال الشيخ راشد الغنوشي إن من وراء هذا الاعتداء من «لهم مصلحة في إفشال الثورة، وهم أعداء الثورة التونسية، والمرجو منه إرباك المسيرة التونسية نحو الديمقراطية، وعرقلة أي مسعى تنموي في البلاد التي تعتمد أساسا على السياحة والاستثمار»، مضيفا أنه «ليس من مصلحة أي حزب حاكم في العالم أن يفجر الأوضاع السياسية والاجتماعية، وأن يزرع العنف والقتل. إن اتهام (النهضة) أو الحكومة هو من قبيل صب الزيت على النار..».
وحول الاتهامات الموجهة لوزارة الداخلية بالتقصير في واجبها، قال الغنوشي: «لا شك في أنه يجب أن يبرز التحقيق الجناة، ويبرز إن كان هناك فشل أمني». وعند سؤاله عن إمكانية استقالة وزير الداخلية، قال الغنوشي إن «البلاد تعيش أزمة سياسية منذ مدة، وهناك مساع لولادة حكومة جديدة.. ربما هذا الحادث يمكن أن يسرع من ولادتها».
وجاء خطاب رئيس الوزراء التونسي، حمادي الجبالي، أمس، ليؤكد تصريحات الغنوشي، بعد أن قرر الإطاحة بالحكومة الحالية وإقامة حكومة «تكنوقراط»، وقال الجبالي أمس إنه قرر تكوين حكومة كفاءات مصغرة غير حزبية تقود تونس في الفترة المقبلة. وقال الجبالي في خطاب للأمة: «بعد فشل مفاوضات الأحزاب حول التحوير الوزاري، قررت أنا تكوين حكومة كفاءات مصغرة، يتعهد أعضاؤها بعدم الترشح للانتخابات المقبلة»، حسب «رويترز».
وأضاف: «المهمة يجب أن تكون محددة حتى نجري انتخابات في أقرب وقت»، وطلب من الأحزاب تزكية الحكومة، داعيا التونسيين للصبر.
وقال الجبالي: «لم أستشر أي حزب في هذا القرار لا حزب حاكم ولا حزب اخر» وتقود حركة النهضة الإسلامية حاليا الحكومة مع حزبين علمانيين بعد فوزها في انتخابات جرت في أكتوبر تشرين الأول 2011.
وفي اتصال هاتفي أجرته «الشرق الأوسط» أمس مع وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام قال: «ليس لدي الكثير من التفاصيل لكن ما سمعته هو أن رئيس الحكومة يريد تكوين حكومة كفاءات وطنية أن تكون شخصيات غير حزبية في أقرب وقت ممكن» مؤكدا أن حادث اغتيال شكري بلعيد» سرع في الإطاحة بالحكومة الحالية الذي جاء أيضا في سياق التحوير الوزاري والضغط» وأضاف: «وحزب النهضة لم يعلن موقفه من القرار بعد».
وحول حادث الاغتيال أوضح أن «هذا الحادث ستكون له تأثيرات سلبية نأمل أن تكون محدودة على الحياة العامة والحوار الوطني، هي ظاهرة جديدة وغير مسبوقة، وخطيرة، ويجب أن لا نسمح بها».
وحول ردود الفعل الخارجية قال عبد السلام: «لم يبلغنا شيء رسمي، لكن الجميع متفاجئ.. نحن حريصون على تعقب الجناة، وحريصون على أمننا واستقرارنا، وندعو إلى التهدئة العامة، وتعميق الحوار الوطني، والحكومة مدعومة بشرعية شعبية، وستستمر للقيام بعملها».
وعن مقارنة الاحتجاجات في تونس أمس بيوم 14 يناير (كانون الثاني)، كما صرح أحد قياديي «حركة نداء تونس» ل«الشرق الأوسط»، قال عبد السلام إن هذه المقارنة بعيدة عن الصحة، وإن ما يحدث فقط هو أن «هناك مجموعات غاضبة ومن حقها الاحتجاج، والمقارنة ب14 يناير غير دقيقة». وأكد أن حكومته ستستجيب بالتأكيد «لمطالب الشارع، ولسنا منقطعين عن إرادتهم».
في غضون ذلك ألقى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أمس خطابا مؤثرا أمام البرلمان الأوروبي دافع فيه عن قيم الديمقراطية في بلاده بعيد اغتيال المعارض التونسي المعروف، ولم يتمكن بعض النواب الأوروبيين من حبس دموعهم تأثرا بكلمة هذا المناضل القديم بوجه الديكتاتورية في بلاده، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وبعد انتهاء الخطاب، وقف النواب من كافة التيارات السياسية وصفقوا طويلا للمرزوقي الذي جاء للتحدث عن المرحلة الديمقراطية في تونس بعد عامين من انطلاق الربيع العربي.
وقال رئيس البرلمان الأوروبي الألماني مارتن شولتز: «كانت هذه اللحظة من أكثر اللحظات تأثرا هنا في البرلمان منذ زمن».
وأضاف: «نادرا ما شاهدت زملاء بهذا القدر من التماسك والقوة عادة، يبكون معا أكانوا من اليسار أو اليمين. كانت لحظة استثنائية». وقالت إلين فلوتر من حزب الخضر وهي تبكي: «كان خطابا عظيما».
ومن جهته أكد رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي لإذاعة «موزاييك» التونسية أن اغتيال الأمين العام لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين شكري بلعيد «عمل إرهابي»، ليس فقط ضد بلعيد، لكن ضد تونس كلها. وتعهد الجبالي بأن تبذل الشرطة ما بوسعها للتوصل إلى القتلة.
في غضون ذلك توعد وزير الداخلية التونسي على العريض - القيادي البارز في حركة النهضة الإسلامية - مرتكبي جريمة قتل القيادي البارز في حزب حركة الديمقراطيين الاشتراكيين المعارض شكري بلعيد ب«العقاب».
وقال العريض في تصريح صحافي أمس: «الداخلية ستتعقب الجناة، ولن يفلت مرتكبو عملية القتل من العقاب»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ومن جهته قال محسن مرزوق القيادي في حركة «نداء تونس» والمسؤول عن العلاقات الخارجية في الحركة: «نندد بالجريمة وقد حذرنا منذ مدة طويلة أن المجموعات العنيفة تتكاثر في تونس من دون حسيب أو رقيب، والخطاب لدى بعض الأطراف، خاصة النهضة، هو موقف استئصال، وفيه تخوين لجزء من الشعب، وتشجيع (لجان حماية الثورة) التي قتلت لطفي نقض، والمجموعات التي تطور الخطاب في المساجد، وهو خطاب عنفي وتكفيري، ودعوات مفتوحة للقتل لأكثر من مرة، وتغاضي الحكومة عنه في ظل سيطرة النهضة على وزارتي العدل والداخلية.. كل هذا دفع تونس إلى هذا المسلسل الرهيب الذي لم نشهد مثله منذ الاحتلال الفرنسي في تونس».
ودعا القيادي ب«نداء تونس» في اتصال مع «الشرق الأوسط» أمس لاستبدال الحكومة، قائلا: «ندعو إلى تغيير الحكومة، وتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، وأن تتم مراجعة التعاطي مع الشأن الأمني بتجهيز الجيش والأمن لمعالجة الوضع».
مضيفا أنه «أمام حجم التهديدات المحلية والإقليمية فإن الوضع يحتاج لمعالجة طوارئ، ولأن تتكفل الحكومة بالشؤون السياسية والاقتصادية، وأن يتم فصل الأمن عن السياسية».
وتجمهر الآلاف من التونسيين في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة منذ ساعات الصباح الأولى، وتوجه المحتجون إلى مقر وزارة الداخلية ورفعوا شعارات متعددة من بينها: «الشعب يريد إسقاط النظام» و«وزارة الداخلية.. وزارة إرهابية»، وحملت الحكومة التي تقودها حركة النهضة المسؤولية عن الاغتيال الذي جد من قبل أطراف مجهولة، ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن عملية الاغتيال.
ودعت أربعة أحزاب تونسية معارضة إلى إضراب عام في تونس اليوم وإلى تعليق عضوية الأحزاب المعارضة في المجلس الوطني التأسيسي المكلف بصياغة دستور الجمهورية الثانية في تونس.
ودعت هذه الأحزاب إلى تنظيم إضراب عام في يوم جنازة القتيل الذي يرجح أن يكون الخميس، وإلى الحل الفوري ل«الرابطة الوطنية لحماية الثورة» التي تقول المعارضة إنها «ميليشيات إجرامية تستعملها حركة النهضة الإسلامية الحاكمة لتصفية حساباتها مع خصومها السياسيين». وطالبت برحيل علي العريض وزير الداخلية والقيادي في حركة النهضة.
وفي حدود الساعة الثالثة من بعد ظهر أمس جابت سيارة إسعاف شارع الحبيب بورقيبة حاملة جثمان الفقيد شكري بلعيد، وعمت الفوضى بين المحتجين مما دفع قوات الأمن إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المحتجين. وتوقفت الدروس في معظم معاهد والمؤسسات التربوية خشية اندلاع احتجاجات ومسيرات تنطلق من تلك المؤسسات. وعلق المحامون الجلسات داخل قاعات المحكمة وأعلنوا عن دخولهم في إضراب عام بداية من اليوم.
وطوقت قوات الأمن مقر حركة النهضة الواقع بمنطقة «مونبليزير» بالعاصمة التونسية تحسبا من حدوث اعتداءات ومن الحركات الاحتجاجية بعد حادثة القتل. وأحرق محتجون مقر حركة النهضة بمدينة باجة (100 كلم شمال تونس العاصمة) وأتلفوا محتوياته محملين الحركة المسؤولية عن حادثة الاغتيال وتدخلت قوات الجيش لحماية الموقع.
بلعيد.. المعارض اليساري «الشرس»
الأمين العام «للتيار الوطني الديمقراطي»
شكري بلعيد
تونس: «الشرق الأوسط»
ولد شكري بلعيد الذي اعتبر «أشرس» معارض للحكومة التونسية الحالية يوم 26 سبتمبر (أيلول) من سنة 1964 بمنطقة جبل الجلود الواقعة بالضاحية الجنوبية لتونس العاصمة، ومارس مهنة المحاماة منذ سنوات، ودافع عن نشطاء سياسيين، وعرف بنضاله السياسي المتواصل خلال حكم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، ووجه انتقادات لاذعة إلى السلطة على أثر أحداث الحوض المنجمي بقفصة التي جدت سنة 2008.
انضم بلعيد إلى التيارات السياسية اليسارية منذ دخوله الجامعة التونسية، وهو أحد أبرز وجوه المعارضة في تونس، ظل لسنوات يمارس أنشطة سياسية علنية في إطار ما يعرف بحركة الوطنيين الديمقراطيين اليسارية، ولم تمكنه السلطات سواء خلال آخر فترة حكم الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، ومن بعده زين العابدين بن علي، من العمل السياسي القانوني.
وبعد الثورة أصبح شكري بلعيد عضوا في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي، وحافظ على خطة الأمين العام للتيار الوطني الديمقراطي، وجاهر بآرائه ومواقفه المناهضة لحركة النهضة التي فازت بأغلبية أصوات الناخبين في انتخابات المجلس التأسيسي (البرلمان)، ويعتبر من أبرز قياديي الجبهة الشعبية التي يتزعمها حمة الهمامي، الأمين العام لحزب العمال الشيوعي التونسي، وتضم شخصيات مستقلة، و12 حزبا من الأحزاب القومية واليسارية والعلمانية. ترشح شكري بلعيد في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي على رأس قائمة مشتركة مع حزب الطليعة العربي الديمقراطي حملت اسم «ائتلاف الكرامة»، ولم يتحصل سوى على 0.63 في المائة من أصوات الناخبين، وانضم إلى أحزاب المعارضة، وظل يترصد عثرات الائتلاف الثلاثي الحاكم الذي تقوده حركة النهضة ذات التوجهات الإسلامية. وقد انتخب بلعيد أمينا عاما للتيار الوطني الديمقراطي في 2 سبتمبر 2012.
اشتهر شكري بلعيد بمداخلاته التلفزيونية المتعددة، ونقده اللاذع لحركة النهضة الإسلامية، وشجبه المستمر لأعمال العنف التي تستهدف معارضي النهضة.
واتهم بلعيد في أكثر من مناسبة حزب النهضة بالتشريع للاغتيال السياسي بعد تزايد اعتداءات رابطات حماية الثورة التي يصنفها ضمن الميليشيات، ويتهمها بأنها الذراع العسكرية للنهضة.
ورغم المواقف وردود الفعل المتشنجة التي ربطت بينه وبين التيارات الإسلامية المختلفة، فإن التيارات المتشددة لم تصل إلى حد الدعوة الصريحة إلى إهدار دماء القيادات السياسية المنافسة.
ويتهم شكري بلعيد من قبل بعض الأطراف المناوئة بالعمالة والإلحاد، وطالبت بعض المواقع الاجتماعية في فترات سابقة بتصفيته، لكنها سرعان ما سحبت تلك التهديدات بعد عملية الاغتيال.
أول اغتيال سياسي في تونس منذ استقلالها
شابان نفذا عملية الاغتيال والمعارض قتل ب4 رصاصات
تونس: المنجي السعيداني
سجلت تونس صباح أمس أول عملية اغتيال سياسي في تاريخها الحديث على التراب التونسي، فقد تم اغتيال السياسي والحقوقي التونسي شكري بلعيد الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (حزب يساري حصل على الترخيص القانوني بعد الثورة). واتفقت مختلف السيناريوهات التي رافقت حادثة الاغتيال على أن الفقيد تلقى أكثر من رصاصة قاتلة استهدفته في مأوى مسكنه في منطقة المنزه السادس (إحدى الضواحي الراقية بتونس العاصمة). وتفيد المعطيات التي توفرت حول حادثة الاغتيال أن الفقيد شكري بلعيد كان على موعد بمقر الجبهة الشعبية التي يتزعمها حمة الهمامي على الساعة الثامنة صباحا. وقد وصل سائق السيارة المكتراة التي يتنقل بها الفقيد إلى المأوى المكشوف التابع لعمارة «داليا» بالمنزه السادس والمحاذية لمركز الشرطة بالمكان وذلك عند الساعة 7 و45 دقيقة صباحا.
وغادر الفقيد شقته حاملا محفظة وضعها في الكرسي الخلفي للسيارة وجلس إلى حذو السائق، وقبل انطلاق السيارة بلحظات قليلة فاجأه الجاني بإطلاق أربع عيارات نارية استهدفت رأسه وعنقه وصدره. وظل سائق السيارة تحت الصدمة لمدة لحظات ولم يتمكن من استجماع قواه إلا بعد أن غادر الجناة المكان بسرعة لافتة، وبعد أن أفاق سائق السيارة من هول الصدمة، حاول مطاردة الجناة مما أدى بهم إلى الالتفات نحوه وإطلاق عيار ناري خامس في الهواء لترويعه. وحسب ما ذكره السائق من معطيات فإن الجاني الذي ارتكب عملية الاغتيال كان يرتدي قبعة وسترة جلدية سوداء.
وبذلك تكون العملية من خلال ما تم جمعه من معلومات أدلى بها السائق وجيران الضحية قد نفذت من قبل شابين أحدهما تولى عملية إطلاق الرصاص من مسافة قريبة من المجني عليه والثاني كانت مهمته الإسراع بمغادرة منطقة العمليات على متن دراجة نارية من النوع السريع.
وصرحت زوجة الفقيد شكري بلعيد لإذاعة «شمس إف إم» المحلية أنها سمعت طلقتين ناريتين وذهب إلى ظنها أن أحد المارة قد رمى حجارة على المنزل ولكنها اكتشفت أن الجناة قد أصابوا الفقيد بالرصاص الحي على مستوى الرأس والرقبة وكانت الدماء تسيل بغزارة من جسده. ولم يفارق شكري بلعيد الحياة على عين المكان بل نقلته زوجته ورفيقه الذي يتولى قيادة سيارته إلى إحدى المصحات الخاصة ولم يعلمهم الإطار الطبي على الفور بحالته الصحية إلا بعد ساعات من وقوع الحادث.
وأشار شهود عيان إلى أن الشخصين اللذين نفذا عملية الاغتيال كانا في مقتبل العمر ولا يزيد سنهما عن 30 سنة على الأكثر.
شكري بلعيد نبه لتنامي مظاهر العنف
تونس: المنجي السعيداني
نشرت «الشرق الأوسط» قبل يوم واحد من اغتيال شكري بلعيد، الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (حزب يساري تأسس بعد الثورة)، تغطية حول ندوة صحافية عقدها في العاصمة التونسية، ودعا من خلالها إلى عقد مؤتمر وطني لمناهضة العنف في تونس. وقال إن العنف قد استشرى بعد الثورة في ظل التجاذبات السياسية المتواصلة وحالات الاستقطاب السياسي الثنائي. وحذر قيادات حركة النهضة ووزير الداخلية علي العريض مما سماه «محاولات تفكيك الدولة وزرع قوى وميليشيات ترهب التونسيين وتستدرج البلاد إلى حالة من العنف الشامل عبر رابطات حماية الثورة». وحمل شكري بلعيد القيادي في تحالف الجبهة الشعبية التي يتزعمها حمة الهمامي، بشكل مباشر ودون مواربة، حركة النهضة، تدني مؤشر الاستقرار الأمني، وقال: «كلما تقلصت شعبية حركة النهضة وازداد الحراك الجماهيري المناهض لسياستها إلا واستشرى العنف». وأضاف قائلا: «إن منبع العنف ومصدره بات جليا».
Dimofinf Player
شكري بلعيد لوزير الفلاحة ياصهيوني ياعميل قطر
http://www.youtube.com/watch?v=FRxcJaIEGm8


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.