وتستمر معاناة شعب جبال النوبة من جرائم الحرب والابادة الجماعية حيث انه و منذ نوفمبر 2012 بدأت حكومة جنوب كردفان التى يرأسها الوالى المطلوب دوليا احمد هارون , بدأت حملة اعتقالات جماعية ضد ابناء جبال النوبة نساء ورجالا, ولاول مرة شملت الاعتقالات التعسفية التى قامت بها قوات الامن والجيش السودانى بمدن كادقلى , الدلنج, والعباسية . وتقدر اعداد النساء اللائى تم اعتقالهن فى الاربعة اشهر الماضية اكثر من 90 امرأة وما لايقل عن 100 رجل من جبال النوبة , وكانت التهمة الوحيدة الموجهة اليهم هى تعاطفهم مع الحركة الشعبية او انتمائهم لها , كما تم اتهامهم بالتجسس لصالح الحركة الشعبية فقط لانهم من قبائل جبال النوبة . ولا يزال الوضع شديد السوء لهؤلاء المعتقلين نساءا ورجالا الان ان وضع النساء كان اكثر سوءا حيث تعرضن للتعذيب والاهانة بكافة اشكالها فى المعتقل فى مدينتى كادقلى والدلنج حتىى تم تحويلهن الى سجن مدينة الابيض مؤخرا . وفى ملحمة مقاومة صامتة قامت اكثر من 30 امراة استمر اعتقالهن لمدة 3 اشهر متواصلة , قمن بالاضراب عن الطعام فى الاسبوع الاخير من ديسمبر 2012 , حتى قامت السلطات فى معتقل الجيش فى قيادة الفرقة 14 بكادقلى و قامت بتحويلهن الى سجن الابيض بعد ان تدهورت الحالة الصحية لعدد منهن . وحتى فى سجن الابيض لم يتم السماح لهن بتلقى العلاج المناسب او بالزيارة من الاقارب او التواصل مع محامين او منظمات حقوقية . وفى اوائل فبراير الحالى بدات الحالة الصحية تتدهور لعدد من المعتقلات نتيجة لاثار التعذيب والظروف اللانسانية داخل المعتقل مما اضطر اجهزة الامن فى الابيض لتحويل بعض المعتقلات الى الخرطوم ومدن اخرى لتلقي العلاج ولكن تحت الاعتقال , ودون ان يتحمل جهاز الامن السودانى او الحكومة اى مسؤولية عن علاج المصابات او اطلاق سراحهن لتقلى العلاج المناسب . والادهى والامر هو ان عددا من النساء المعتقلات تم اعتقالهن مع اطفالهن , ولا يتعدى عمر بعض هؤلاء الاطفال 9 اشهر , يقدر عدد الاطفال المعتقلين مع امهاتهم حوالى 5-10 اطفال , فى حين انهم يعانون حرماناً تاما من الرعاية الصحية والغذاء والمعاملة الانسانية فى ظروف اوضاع اعتقال وحشية وخطيرة , مما يعرض حياة الامهات والاطفال للخطر الشديد. وفى ظل تعرض اسر المعتقلات للتهديد الشديد والتخويف وفى ظل التعتيم الاعلامى والمنع المتواصل لعمل المنظمات الحقوقية والانسانية فى جبال النوبة تم اعتقال وتعذيب هؤلاء النساء فى ظل غياب تام للمعلومات والاهتمام وفى ظل انعدام اى ضغط دولى او محلى فى هذا الشأن , مما زاد من معاناة النساء فى الاعتقال البعيد عن اعين ورصد الحقوقيين والاعلاميين المحليين والدوليين. ويظل هذا الوضع الانسانى المتدهور فى جبال النوبة تاتى ممارسات مثل الاعتقالات الجماعية على اساس عنصرى واثنى لتزيد من كم جرائم النظام السودانى فى جبال النوبة وقدرة المجتمع الدولى على الصمت والتغاضى عن كل تلك الانتهاكات الجسيمة فى جبال النوبة وعدم اتخاذ اى خطوات عملية لوقف معاناة شعب جبال النوبة وانهاء النزيف المستمر هناك والتدمير الذى لاينجو منه الاطفال ولا النساء ولم تنجو منه قرى ومدن ومدارس وجوامع وكنائس ومزارع جبال النوبة . ان حالة اللامبالة تجاه الانتهاكات المستمرة فى جبال النوبة وعدم توجيه المجتمع الدولى اى قرارات واتخاذ اجراءات حاسمة تجاه الحكومة السودانية , شكلت دافعا قويا للنظام الحاكم لاجل ممارسة المزيد من العنف والتمادى فى حجم ونوع الجرائم المرتكبة فى جبال النوبة , حيث لا رقيب ولا حسب على ما تفعله الحكومة هناك . وعبر مخطط الحكومة الذى منع وجود اى منظمات دولية او محلية فى المنطقة تحولت جبال النوبة الى مسرح مفتوح وخارج عن الرقابة وبعيد عن اعين الاعلام والمراقبين , للممارسة اقسى انواع التنكيل والتعذيب المتنوع الاشكال ضد شعب جبال النوبة , فمن اعتقال النساء والاطفال الى , منع التجارة والتداول فى مناطق القبائل من جبال النوبة , الى التفتيش القسرى والاعتقال القسرى ومنع الحركة فى المنطقة , حيث تحولت مناطق جبال النوبة ومدنها الى مدن اشباح خاوية من الحية وما تبقى فيها من حركة فهى حركة مكبلة بالخوف والقيود . وفى ظل تطور التكنولوجيا ووسائل الاتصال , لاتزال جبال النوبة والجرائم فيها معزولة ومكتم عليها بفضل القمع المستمر لابناء جبال النوبة وللناشطين من ابناء المنطقة فى الداخل والخارج واستهدافهم باقسى الوسائل واشنعها , ورغم تعالى صرخات بعض الناشطين لتغيير حالة الصمت حول ما يحدث فى جبال النوبة منذ ما يقارب العامين الي الان , الا ان القمع الموازى من النظام يعطل كثيرا من الجهود , ولكن هذا لا يعفى المسؤولية التى على عاتق الناشطين الحقوقيين والمنظمات السودانية فى الارتقاء الى قدر التحدى والعمل بجدية اكبر وبخوف اقل من العواقب وتفعيل الضمير الانسانى والقدرات والطاقات لكسر الصمت عن ما يحدث من جرائم فى جبال النوبة . ان استمرار اعتقال نساء واطفال جبال النوبة لاكثر من 3 اشهر فى ظروف غير انسانية ولاسباب عنصرية بالكامل , حيث تتعرض حياتهن للخطر فى غياهب معتقلات النظام وحياة اطفالهن المعتقلين مع امهاتهن , والذين هم الان ويشهدون من مهدهم على هذا الظلم السافر والجرائم الغير مبررة من قبل النظام المجرم والصمت القاتل من قبل المجتمع الدولى على ما يتعرض له شعب جبال النوبة الصامد من انتهكات لا تنتهى من 20 شهرا الي الان ولا حماية ولا حلول محتملة فى الافق ولا مساعدات انسانية تسد الرمق ولا ضغوط كافية على النظام ليتوقف عن ارتكاب المزيد من الجرائم والاسوا ان هذا يتم بلا مراقبة ولا محاسبة محتملة لرئيس دولة مطلوب دوليا ولكنه يتجول بحرية فى افريقيا التى ترفض ان تعترف به مجرما , تحت الصين ويستورد الاسلحة لقتل شعب جبال النوبة ودارفور وغيره من روسيا واواكرانيا تحت نظر العالم اجمع ولا ثمن لايام المعاناة اوالتعذيب التى تعانيها هؤلاء النساء المعتقلات الشامخات جبالا فى المعتقل لتخرج جليلة خميس ويكون المعتقل من نصيب غيرها من اخواتها من نساء جبال النوبة اللائى لا يتوقفن عن احياء ذكرى مندى وصمودها وشجاعتها ما مرت الايام وزادت المعاناة . [email protected]