بدات الحكومة السودانية حملة اعتقالات كبيرة وعنيفة ضد نساء جبال النوبة فى مدينة كادقلى , حيث قامت الاجهزة الامنية فى المدينة باعتقال العشرات من النسا منذ الاول من نوفمبر الجارى , بدعوى التحقيق معهن فى علاقتهن بالحركة الشعبية قطاع الشمال , حيث كانت تقوم الاجهزة الامنية باعتقال النساء فى الصباح واطلاق سراحهن فى المساء ولكن منذ الاحد الماضى اعتقلت 15 عشر امراة ولم يفرج عنهن و تواصلت حملة الاعتقاالات فى الايام التالية حيث اعتقل اكثر من 33 امراة ولا زلن فى الاعتقال الى الان . وتعيش مدينى كادقلى فى حالة الرعب , حيث فر معظم مواطنى المدينة الى الابيض ومدن اخرى منها الي الخرطوم , رغم حظر الوالى احمد هارون للمواطنين من الخروج من الولاية , وقد تحدث نازحون من المدينة وصلوا الى الابيض ان المدينة تحولت الى مدينة اشباح حيث اغلقت المحلات ابوابها وتوقفت الحياة تماما منذ الاربعاء الماضى , فى ظل استمرار القصف من قبل قوات الحركة الشعبية على المدينة حيث تحدث تلفزيون امدرمان امس عن مقتل 5 اشخاص من المدنيين فى المدينة جراء القصف الذى تبرره الحركة الشعبية بانه دفاع عن النفس فى وجه الهجمات الجوية والقصف الجوى المستمر على المناطق التى تسيطر عليها الحركة من قبل الجيش السودانى . ومنذ بداية القتال فى جبال النوبة فى ينونيو الماضى لم تتوقف وسائل ابداع الحكومة السودانية فى ارتكابها لشتى انواع الجرائم ضد شعب جبال النوبة فمن القصف والاغتيال الى الحصار والتجويع والاعتصاب واعتقال الناشطين حتى الوصول اليوم الى اعتقال النساء واتهامهن بمناصرة الحركة الشعبية فى ما هو اشبه بتمحيص القلوب , ولكن الحكومة السودانية وعبر ما تقوم به الان من حملة اعتقالات لنساء جبال النوبة فى كادقلى تواصل حملة اعتقال مستمرة من اشهر ضد نساء النوبة فى الخرطوم ومدن اخرى واولهن كانت المعتقلة الاستاذة جليلة خميس التى تقبع فى المعتقل منذ مارس الماضى . والذى تقوم به الحكومة السودانية الان من تنكيل بنساء جبال النوبة لوقفتهن الصامدة فى وجه اقسى الظروف خلال الحرب الدائرة منذ عام ونصف الان وقدرتهن على مواصلة الحياة واعبائها وهن يعشن فى شبه مجاعة منذ عام و ماهو الا تعبير عن نفاد حيل الخرطوم ومجرمى الحرب فيها فى وسائل قمع شعب جبال النوبة , وحينما نفدت قرت على التعامل مع الرجال فى ساحات القتال وربما احترقت بقية قنابلهم العنقودية فى اليرموك , يقومون الان بتحويل كادقلى ومدن وقرى جبال النوبة الاخرى لسجن كبير , يعتقلون فيه الاطقال والنساء وكبار السن ليستعملوا كدروع بشرية. ان ما تقوم به الحكومة السودانية وممثلها فى جنوب كردفان احمد هارون المتخصص فى جرائم الحرب والابادة الجماعية ,من جرائم واعتقال ضد نساء جبال النوبة يصب فى تصعيد القمع وزرع الرعب فى المدنيين , والذين يعتقلون النساء لاشتباه فيهم بمناصرة الحركة الشعبية انما هو اقصى حالات الخوف القسرى منحتى ما تكنه نساء مدنيات فى صدورهن , حيث تصبح حرية الانتماء السياسى والاعتقاد هى الضحية , ولكن الاهم ان هؤلاء النساء اللائى يقبعن فى المعتقل الان , فى حين لا يجد اطفالهن تفسيرا لغياب امهاتهن المفاجىء و هن ربات بيوت ومعلمات وموظفات , ولكن لا يبدو ان اعتقالهن وله علاقة ابدا بحقيقة ما يفعلن او انتمائهن السياسى بل فقط بحملة زراعة الخوف الممنهج من قبل المؤتمر الوطنى فى نفوس نساء واطفال جبال النوبة , وهو نفس السبب الذى تحرق به يوميا قرى المدنيين للاشتباه فقط فى ان قاطنيها ربما يناصرون الحركة الشعبية . ان النساء المعتقلات الان فى كادقلى عرضة لشتى انواع التعذيب والاذى النفسى والجسدى من قبل الاجهزة الامنية التى لا تكتفى بالاعتقال او التحقيق ولكن التعذيب والمعاملة اللانسانية هو ديدنها وشعارها المستمر , ولذا ندعو كل الناشطين والفاعلين والحقوقيين ومنظمات المجتمع المدنى المحلية والدولية الى الاسراع فى الضغط من اجل الافراج عن هؤلاء النساء وفضح جرائم المؤتمر الوطنى المتزايدة فى جبال النوبة , وندعو المجتمع الدولى للخروج وعن صمته عن الجرائم المتفاقمة فى جبال النوبة , وان يقوم بدوره فى حماية المدنيين . ان ماحدث لنساء لجبال النوبة المعتقلات الان والذين تم التحقيق معهن فى الايام الماضية يعد تطورا شديد الخطورة فى مسار الانتهاكات لحقوق الانسان فى جبال النوبة الامر الذى ينبىء عن استعداد للحكومة السودانية لارتكاب انواع جديدة من الجرائم وتعريض حياة مواطنى جبال النوبة لكافة اشكال الخطر , وزيادة المعاناة التى يعيشها شعب جبال النوبة حتى يتوقف عن المطالبة بحقوقه فى الحرية والكرامة والمواطنة الكاملة . ونساء جبال النوبة الصامدات كالجبال التى غنين لها واحتمين بها , كن ولازلن وسيظلن ركيزة انتماء ومخزن التراث والتقاليد , والمصدر القوى عن اى خوف او ترهيب , ونساء جبال النوبة اللائى تحملن عبء النزوح واللجوء وحماية الاسر والابناء والتاريخ والثقافة فى اصعب الظروف , رغم تعرضهن لاقسى انواع الترهيب والتنكيل والقصف , لم تكسرهن القنابل التى تسقطها طائرات الانتنوف عليهن فى كل يوم , ولم تثنيهن عن الخروج من ظلمة الكهوف والمخاطرة بارواحهن للبحث عن ما يسد رمق اطفالهن , مما جعل اغلب الحالات المسجلة من الاصابات اثناء القصف فى الفترة الاخيرة فى جبال النوبة للنساء , حيث انهن دائما مستعدات للتضحية , وهؤلاء النساء حفيدات مندى , التى قاتلت الانجليز حتى اخر رصاصة فى بندقيتها , لن تكسرهن معتقلات النظام , بل تزيدهن شموخا وعلواوثباتا . فالحرية لنساء جبال النوبة المعتقلات فى كادقلى ولشعب جبال النوبة المعتقل منذ اشهر فى حصار لاينتهى والتحية والاجلال لنساء جبال النوبة وشعب جبال النوبة الصامد , وكل العار للصامتين عن معاناة مئات الالاف من هذا الشعب الاعزل الذى يقاوم الظلم والتهميش لعقود متسلحا بايمان وامل ان الحق دائما ينتصر .