أعلن الحزب الشيوعي السوداني رفضه للتعديلات الدستورية التي صادق عليها البرلمان السوداني الأسبوع الماضي ، وقال انها تجعل من السودان دولة بوليسية من الطراز الأول ، ووجه الحزب إنتقادات حادة للحكومة وجهاز الأمن في إعقاب تزايد التضييق على صحيفة"الميدان" لسان الحزب. الحزب الشيوعي السوداني وأقرالبرلمان السوداني، في الرابع من يناير الجاري،تعديلات في الدستور تسمح لرئيس الجمهورية بتعيين وعزل ولاة الولايات، وتحول جهاز الأمن والمخابرات إلى قوة نظامية بدلا عن سلطاته التي كانت مقصورة على جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها لمتخذي القرار. وقال القيادي في الحزب الشيوعي سليمان حامد، في مؤتمر صحفي السبت ، ان التعديلات الأخيرة منحت جهاز الأمن صلاحيات تتجاوز لتحصصه في جمع المعلومات الى الإعتقال،والتعذيب والمصادرة وقمع الإحتجاجات السلمية . وأضاف "الأمن أصبح قوة ضاربة،يمتلك قوات وعتاد يضاهي القوات المسلحة ، ويتصدى لكل عمل جماهيري ويمنع اي نشاط حتى لو كان داخل دور الأحزاب" وندد حامد بإستمرارالسلطات الأمنية في مصادرة صحيفة "الميدان" ،وقال انهم يعمدون الى الخطوة كلما صدع صوت الصحيفة بالحق وجنحت الى فضح وتعرية ممارسات النظام. وتوقع حامد إستمرار السلطات الأمنية في حملتها ضد الصحيفة لكنه شدد على التأكيد بلنهم عازمون على مواصلة الصدور دون توقف ، ودون التراجع عن الخط الذي ينتهجه الحزب ايدلوجيا وسياسيا . وعلقت السلطات صدور صحيفة "الميدان" التي يرأس تحريرها مديحة عبد الله أكثر من مرة، وتعد الصحيفة الحزبية الوحيدة في السودان بعد تعليق صدور صحيفة "رأي الشعب" لسان حال المؤتمر الشعبي. وعجز الأخير عن اعادة إصدار الصحيفة بسبب صعوبات مالية. وحذر حامد من ان توالي الهجوم على صحيفة "الميدان" ليس سوى مقدمة لإمتداد التضييق صوب الصحف الأخرى ومحاصرتها وقال "الهجوم سيطول كل الصحف التي تقف الى جانب الشعب والوطن ، كما سيمتد الى الأحزاب الأخرى". وتشكو الصحافة في السودان من هجمة شرسة تنفذها السلطات الأمنية على فترات متقاربة حيث تتعرض للمصادرة تارة والإيقاف تارة أخرى، علاوة على فرض الرقابة القبلية أحيانا، ويتهم جهاز الأمن بعض الصحف بتجاوز "الخطوط الحمراء" بنشر أخبار تؤثر على الأمن القومي للبلاد. وبعد أن رفع جهاز الأمن الرقابة القبلية على الصحف، عمد إلى معاقبتها بأثر رجعي عبر مصادرة المطبوع من أي صحيفة تتخطى المحظورات، وهو الأمر الذي تترتب عليه خسائر مادية ومعنوية على الصحف. وقال مدير التحرير بصحيفة "الميدان" كمال كرار ان تصرف جهاز الامن تجاه الصحيفة ليس جديدا، وقال "هزمنا الأمن في كل المعارك السابقة ، الميدان هي صوت الشعب وعصية على التركيع ". وأوضح كرار عدم وجود اسباب ظاهرة لمصادرة الصحيفة ، غير انه لفت الى ان الخطوة مستمدة من مواقف الحزب الشيوعي ، تجاه القضايا السياسية ، كما أشار الى ان رفض "الميدان" للرقابة القبلية وعدم إنصياعها لتوجيهات جهاز الأمن يعد من اسباب الإصرار على المصادرة ، التي قال انها تكلفهم خسائر مادية كبيرة . وقال مدير التحرير ان إدارة الصحيفة سلمت مجلس الصحافة والمطبوعات عشرات المذكرات حول تكرار المصادرة لكنها لم تتلق اي رد عليها ، وأضاف "لكن لن نتوقف وسندفع بمذكرات إضافية لتثبيت الموقف"