حال غياب القاضي عن محكمة الإرهاب التي تنظر في قضية اثنين من زعماء المعارضة السودانية،دون التآم الجلسة المقررة الخميس،لترجأ الى الإثنين المقبل،فيما طالبت هيئة الدفاع الاتهام بالاسراع في سحب القضية من أمام المحكمة وقالت انها تأكدت من ضعف الحيثيات وتلفيق التهم بشكل واضح. رئيس هيئة الدفاع عمر عبد العاطي - سودان تربيون واعتقل جهاز الأمن والمخابرات في ديسمبر الماضي رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني فاروق أبوعيسى ورئيس كونفيدرالية منظمات المجتمع المدني أمين مكي مدني والقيادي السابق بالحزب الحاكم فرح عقار، ومدير مكتبه، فور وصولهم من أديس أبابا، حيث وقعوا هناك اتفاق "نداء السودان"، مع الجبهة الثورية وحزب الأمة القومي. وقالت هيئة الدفاع عن المتهمين أن القاضي تغيب عن الجلسة لإصابته بوعكة صحية.فيما تحدثت مصادر ل"سودان تربيون" في وقت سابق من ليل الأربعاء عن وساطات حثيثة تبذلها شخصيات قومية لاقناع الرئيس عمر البشير بالافراج عن الرجلين لتهيئة الأجواء للانتخابات والحوار الوطني. وقال عضو هيئة الدفاع عن المتهمين محمد الحافظ ،أن الهيئة عقدت إجتماعا الاربعاء،استعدادا لجلسة الخميس التي كانت مقررة لمناقشة المتحري بواسطة الدفاع واشار الى ان الاجتماع بحث تلك الاستراتيجية،وأجمعت الاراء على ضعف القضية وفبركتها. واضاف في تصريح صحفي الخميس "عندما بحثنا في أقوال المتحري،وجدناها محاولة واضحة لتلفيق الاتهام،بدليل التفكيك الذي لازم أقواله،ومحاولته الذهاب هنا وهناك لتوريط المتهمين،لكن خاب مسعاه". وبدأت محاكمة المعتقلين على ذمة اتفاق "نداء السودان"، الأسبوع قبل الماضي، بمحكمة الخرطوم شمال حيث تحولت محاكمتهم إلى تظاهرة سياسية، ودفعت هيئة الإتهام بتسعة مستندات، لتأكيد تورط أبوعيسى ومدني، في السعي لتقويض النظام الحاكم بالقوة عبر الاتفاق مع حركات مسلحة تحمل السلاح. والتحريض والمعاونة وتقويض النظام الدستوري والتجسس واثارة الحرب ضد الدولة والدعوة لمعارضة السلطة واثارة الكراهية ومنظمات اجرامية ونشر الاخبار الكاذبة. ووصف الحافظ المستندات التي دفع بها الاتهام بانها "غير منتجة" ولاتتعلق بالدعوة ،وأضاف "تكاد تكون مجلبة للسخرية والضحك". واسترسل قائلا"اليوم كان سيكون مشهودا،لقضية الاتهام،وكان سينكشف ضعف وفبركة الدعوة بصورة جليه". وحث عضو هيئة الدفاع ،الاتهام على المسارعة الى سحب قضيته خلال المرحلة الحالية،حتى لاتظهر الدولة بشكل غير لائق،وفق قوله. الى ذلك إحتج عضو هيئة الدفاع المتحدث باسمها معز حضرة على تصريحات مصادر حكومية ل"سودان تربيون" طالبت فيها الهيئة بالكف عن اطلاق التصريحات السالبة لتسهيل الوساطات الجارية للافراج عن المعتقلين. وقال حضرة ل"سودان تربيون" ان محامو الدفاع لم يدلوا باي تصريحات سالية ،لكن الهيئة ردت على ما أطلقه مصطفي عثمان اسماعيل الأمين السياسي للمؤتمر الوطني حين قال ان ابوعيسى ومدني اعتقلوا،لتورطهم في تشكيل خلايا لتخريب الانتخابات،وهو مالم يكن صحيحا بالمرة،نافيا صدور اي تصريحات مسيئة او سالبة في هذه القضية واردف "بالعكس ،التصريحات السالبة تصدر من الحكومة في قضية أمام المحكمة". ورهن الرئيس في 25 فبراير الماضي، الإفراج عن ابوعيسى ومدني، بتقديمهما إعتذارا رسميا لمخالفتهما القانون الجنائي السوداني. وأكدت المصادر أن الوسطاء طلبوا من هيئة الدفاع عن أبوعيسى ومدني، الكف عن التصريحات السالبة لاتاحة الفرصة أمام الجهود الرامية لاستصدار عفو رئاسي عن المعتقلين مراعاة لحالتهم الصحية.