عادت إجتماعات آلية الحوار الوطني، في السودان، السبت، للإنعقاد من جديد، بعد تعليقها لأسابيع طويلة ، بسبب إنشغال حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالانتخابات علاوة على تعثر العملية بانسحاب ومقاطعة قوى رئيسية في الداخل والخارج، وقررت الآلية المعروفة إختصارا ب "7+7" تجديد الدعوة للقوى السياسية المعارضة، وحاملة السلاح للانضمام الى العملية ، وأقرت في ذات الوقت بأن ارتباط المعارضة بقوى خارجية يمثل أكبر معيقات الحوار. الجلسة المفتاحية للحوار الوطني بقاعة الصداقة الاحد 6 ابريل 2014 سونا واطلق الرئيس عمرالبشير دعوة للحوار الوطني في نهاية يناير من العام المنصرم، حث فيها معارضيه دون استثناء على الإنضمام لطاولة حوار، تناقش كل القضايا الملحة، لكن دعوته واجهت عقبات بعد نفض حزب الأمة يده عنها ورفض الحركات المسلحة التجاوب معها من الأساس. وقسّمت دعوة الحوار الوطني قوى المعارضة السودانية الى شطرين بعد إختيار عدة أحزاب التجاوب معها بينها المؤتمر الشعبي وحركة "الاصلاح الأن" ومنبر السلام العادل اضافة الى أحزاب الحقيقة ، وتحالف قوى الشعب العاملة وآخرين ، بينما قاطعتها أحزاب الشيوعي والبعث والناصري وكيانات اخرى معارضة ، وإشترطت للمشاركة فيه الغاء الحكومة للقوانين المقيدة للحريات والإفراج عن المعتقلين السياسيين وتشكيل حكومة انتقالية وهو مارفضته الحكومة السودانية بشدة . وبعد اصرار المؤتمر الوطني الحاكم على إجراء الانتخابات وتدخل نافذيه في اختيار ممثلي آلية الحوار، من جانب المعارضة، انسحبت أيضا كل من حركة "الاصلاح الآن" ومنبر السلام العادل وتحالف قوى الشعب العاملة من الألية التي استكملت بأحزاب مغمورة. وقال ممثل حزب المؤتمر الوطني في الآلية مصطفي عثمان إسماعيل، أن الإجتماع المنعقد، السبت، بحث موقف الحوار الوطني ومآلاته ومساراته واتجاهاته والمسار السياسي والرؤية المستقبلية. ولفت الى أن المجتمعون وبعد تداول مستفيض اتفقوا على اهمية الحوار الوطني وضرورة استكماله ،وتجديد الدعوة لكل القوي السياسية والحركات المسلحة الممانعة والمعارضة للانضمام إليه. وأشار مصطفى إلي ان الآلية وقفت علي نتائج اجتماعاتها السابقة واللجان الست المنبثقة عنها، لاستئناف اجتماعاتها واستكمال نشاطها ، مؤكدا تأمينها علي خارطة الطريق التي تم وضعها للحوار وتفصيلاتها والتزامها بما تم الاتفاق عليه، مبينا ان الآلية سترفع تقريرها للرئيس عمر البشير وتركت له تحديد موعد انطلاقة الحوار. وأضاف إسماعيل أن الية الحوار أقرت بأن العام الحالي هو عام الإستقرار والسلام في السودان ، مشيرا الى أن الألية تعتزم طلب لقاء الرئيس على مستوي رؤساء الاحزاب. وأوضح أن أكبر معوق للحوار حاليا هو إرتباط بعض قوى المعارضة بجهات خارجية تريد التحكم في العملية وتحدد مجريات الحوار وموضوعاته، وأردف "على القوي الخارجية االكف عن االتدخل فى الحوار". وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي ممثل قوى المعارضة المشاركة في الآلية كمال عمر إن الاجتماع سادته روح وفاقية عالية، أكدت علي توافق الجميع وحرصهم علي بلوغ الحوار أهدافه ومقاصده في إطار خارطة الطريق الذي قال إنها أكبر إنجاز للمعارضة من حيث قضايا وإجراءات السلام الشامل من خلال مشاركتها في الحوار. وأعلن عمر أن الآلية أكدت رغبتها في الاتصال بالقوي الممانعة والحركات المسلحة للالتحاق بمسيرة الحوار التي تفضي إلي السلام والإستقرار. وأضاف " إننا نعول علي الحوار الداخلي الوطني الشامل وهذا الاجتماع أكد انفتاحنا علي الجميع وإصرارنا علي ضرورة المشاركة في عملية الحوار" .