أعلنت قيادة الجيش في جنوب السودان رسميا، الأحد، "تمرد" نائب قائد منطقة أعالي النيل العسكرية اللواء جونسون اولونق، وانضمامه للحركة التي يقودها نائب الرئيس السابق ريك مشار . رياك مشار يتحدث مع زملاء له في اديس ابابا عند توقيع اتفاق مع الرئيس سلفا كير في 9 مايو 2014 (رويترز) وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش العقيد فيليب اقوير في بيان نقلته وكالة الأناضول، إنهم يملكون "معلومات عن وجود تنسيق عسكري مشترك بين جونسون اولونق والمتمردين في الهجوم الذي وقع السبت علي مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل شرقي جنوب السودان". وزاد اقوير بالقول: "خلال الشهر المنصرم، ظل اللواء اولينق يرسل تاكيدات مضللة عن عدم تمرده، لكنا كنا علي علم بوجود تنسيق بينه و مشار عن طريق بعض عناصر التمرد الموجودين في العاصمة السودانية الخرطوم، لقد حاولنا قصاري جهدنا لاحتواء الوضع". واتهم مايكل مكوي وزير الاعلام والناطق باسم الحكومة في تصريحات صحفية السبت، اللواء جونسون اولونق نائب قائد منطقة أعالي النيل العسكرية بالمشاركة في القتال إلى جانب "المتمردين"، وذكر أن "اللواء جونسون هو الذي قام بمساعدة المتمردين علي عبور النهر من الناحية الغربية والدخول إلى مدينة ملكال". على الجانب الآخر أكد المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية في المعارضة (المتمردين)، جيمس قديت، في بيان إطلع مراسل الأناضول على نسخة منه، نبأ انشقاق اللواء اولينق من الجيش الحكومي وانضمامه "للتمرد" بقوله: "قواتنا تسيطر بالكامل علي مدينة ملكال عاصمة الولاية تحت قيادة اللواء جونسون اولينق، الذي استعادها من سيطرة قوات سلفاكير ميارديت – رئيس جنوب السودان- نحن نسيطر علي المدينة والمناطق المحيطة بها". وكانت المدينة شهدت توترات في بداية الشهر الماضي بسبب اشتباكات وقعت بين قوات تابعة للواء جونسون اولونق ومجموعة من الحرس التابع لحاكم الولاية سايمون كون فوج، علي خلفية مقتل نائب جونسون اولونق، اللواء جيمس بوقو، علي ايدي مسلحين مجهولين في منطقة (اكوكا) جنوب شرق ملكال مطلع شهر أبريل المنصرم، مما دعا الحكومة لاتهام اولونق بالتمرد برغم نفي الأخير لتلك الأحاديث لأكثر من مرة، واستدعائه إلى المثول أمام لجنة عسكرية في جوبا. وكانت السلطات الحكومية أرسلت تعزيزات عسكرية من الحرس الرئاسي لملكال الأسبوع الماضي، بهدف تجريد جونسون اولينق من السلاح بعد أن رفض الحضور إلى العاصمة جوبا لمقابلة القيادة العسكرية العليا للجيش. وكان اللواء جونسون أولينق أعلن انضمامه للحكومة في العام 2012، بعد أن كان قائدا لمليشيا محلية هدفها استعادة أراضي قبيلة الشلك التي تم نهبها من قبل قبيلة الدينكا بحسب زعمه، وبعد انضمامه تم تعيينه قائدا لمنطقة واو شلك تحت قيادة الفرقة الأولي بأعالي النيل. ومنذ منتصف ديسمبر 2013، تشهد دولة جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء عام 2011، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين ل"ريك مشار" النائب السابق للرئيس سلفا كير ميارديت، بعد أن اتهم الرئيس مشار بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه الأخير.