الخرطوم 9 أغسطس 2015 كشف مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، عن وصول 800 لاجئ من جنوب السودان إلى منطقة أبيي المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا، كما نقل المكتب عن السلطات المحلية بولاية وسط دارفور أن 38 ألف نازح في شمال جبل مرة يعيشون أوضاعا "مريعة". القادمون الجدد من جنوب السودان في قرية نييل قرب أبيي صورة من الأممالمتحدة وقالت نشرة ل "أوتشا"، تلقتها "سودان تربيون، الأحد، إنه جرى تسيير بعثة تقييم احتياجات مشتركة بين الوكالات إلى قرية "نييل" نحو 8 كلم شمال شرق بلدة أقوك جنوبي منطقة أبيي بغرض الاستجابة لسد احتياجات أهالي نزحوا من مقاطعة قوقرالد في ولاية واراب بدولة جنوب السودان. وعزت النشرة أسباب النزوح إلى الاشتباكات القبلية بين عشيرتي دينكا أبوك ودينكا نقوك والغارات المتبادلة بينهما لنهب الماشية خلال الشهرين الماضيين منذ التوقيع على اتفاقية سلام بين القبيلتين، وقالت إن "ارتفاع وتيرة التوترات في واراب، أدى إلى حركة السكان الحالية". وأكدت "اوتشا" أنه ووفقا لنتائج البعثة وصل نحو 800 نازح إلى أبيي منذ 11 يونيو الماضي، بالإضافة إلى توقع وصول المزيد خلال الأسابيع المقبلة. وأشارت إلى أن غالبية النازحين هم من النساء والأطفال، مع وجود عدد قليل من الرجال وكبار السن، ولم يتسن حتى الآن تحديد أعداد القُصَّر غير المصحوبين، موضحة أن "الحركة إلى أبيي تبدو ذات طبيعة مؤقتة، إلا أن هؤلاء الأهالي استبعدوا عملية العودة إلى ديارهم خلال موسم الأمطار الذي سيستمر على الأرجح حتى شهر نوفمبر". وطبقا لنشرة "أوتشا" لم تتمكن السلطات المحلية من تقديم أي طعام للقادمين، واعتمد النازحون بشكل أساسي على جمع الفاكهة البرية، وأوراق الأشجار الصالحة للأكل، كما لم تجر عملية مسح المنطقة من قبل القائمين على عمليات إزالة الألغام، ما يجعل عملية البحث عن الطعام البري في المنطقة محفوفةً بالمخاطر. وذكرت أنه لا يوجد سوى مرفق إيواء عام وحيد وصغير، لذا يقيم معظم الأشخاص في العراء تحت الأشجار حيث يتعرضون لظروف موسم الأمطار القاسية، كما لا يوجد سوى مصدر واحد للمياه لخدمة كل من المجتمع المضيف والنازحين، ما أدى فعلياً إلى أن تتسبب الطوابير الطويلة للحصول على الماء في نشوب النزاعات. وتابعت "نظرا لعدم وجود المراحيض، يقضي الأهالي حاجتهم في العراء، وتظل الملاريا والإسهالات، والظروف المعيشية والصحية للنازحين، التي تعتبر دون المعايير القياسية هي المشكلات الصحية الرئيسية التي تثير قلقا متزايدا، خاصةً مع وجود عدد كبير من الأطفال". ونبهت إلى وجود عيادة صحية، إلا إنه لا يوجد بها سوى مخزون محدود جدا من الدواء، وتشمل الاحتياجات العاجلة للنازحين المآوي المؤقتة، واللوازم المنزلية الضرورية، والناموسيات، والماء، والغذاء، والخدمات الصحية. وتوقعت النشرة اكتمال خطط إعادة توطين النازحين خلال هذا الاسبوع، حيث تعمل السلطات المحلية على استكشاف مساحة استضافة بديلة عند موقع "ماقار" للنازحين، والذي يبعد حوالي كيلومترين من قرية نييل، وبعد ذلك يمكن البدء في عملية توزيع إمدادات الإغاثة، فور ظهور نتائج عملية التسجيل. وطبقا للنشرة قدمت كنيسة "كاريتاس" بالمنطقة والمجتمع المضيف بعض الدعم الأولي، بما في ذلك 4 أكياس من الذرة، وعدد 80 من الدلاء البلاستيكية، و120 من أوعية حفظ المياه البلاستيكية، و65 بطانية، و15 حصيرة نوم، ومع ذلك فإن هناك حاجة إلى المزيد من الدعم. (أوتشا): وضع إنساني مريع في قرى بشمال جبل مرة إلى ذلك كشفت نشرة "أوتشا" نقلا عن مفوضية العون الإنساني الحكومية، والسلطات المحلية في ولاية وسط دارفور، أن الوضع الإنساني بالنسبة للنازحين في قرى فنقا السوق، وأبونقا، ونسكام، ومدينة روكرو التابعة جميعاً لمنطقة شمال جبل مرة "يظل مريعا". وأشار معتمد المحلية وفقا للنشرة إلى أن نحو 38 ألف نازح في هذه المناطق هم في حاجة إلى المآوي لحالات الطوارئ، واللوازم المنزلية، والمياه، والمرافق الصحية، فضلا عن الخدمات الصحية، والتعليمية. ووفقا للمفوضية، فقد فر هؤلاء الأهالي من منازلهم بين فبراير ومايو من العام الحالي، في أعقاب اشتباكات اندلعت بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة، ولم يتلقوا حتى الآن أي مساعدات إنسانية، بل فاقم موسم الأمطار الحالي من تدهور أوضاعهم المعيشية. وأشارت "أوتشا" إلى أنه لا توجد منشآت صحية عاملة في مناطق النزوح هذه، ما يجبر النازحين على البحث عن الخدمات الصحية في مدينتي الفاشر وطويلة، اللتان تبعدان حوالي 60 كلم. وأفادت أن فرق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال الأخيرة التي سيرت الى المنطقة، لم تتمكن من الوصول إلى الأطفال في هذه القرى بسبب القيود المفروضة على عملية إتاحة الوصول، كما تعطلت جميع المضخات اليدوية تقريبا، مما يضطر الأهالي لجلب المياه من مصادر غير آمنة مثل الأودية، إلى جانب عدم وجود مراحيض في مناطق النزوح. وقالت النشرة إن مفوضية العون الإنساني الحكومية تخطط لتوفير الرعاية الصحية والتعليم ووسائل العيش، فضلا عن المآوي في حالات الطوارئ، وتوزيع المستلزمات المنزلية على السكان المتأثرين من قرية فنقا السوق. وأشارت إلى أنه لم يكن هناك وجود لمنظمات الإغاثة في منطقة شمال جبل مرة منذ عام 2006، بسبب القيود المفروضة على عملية إتاحة الوصول بعد اندلاع القتال بين الحكومة والحركات المسلحة، حيث رفضت طلبات الإذن بزيارة المنطقة من قبل السلطات، إما بسبب انعدام الأمن، أو لسوء حالة الطرق. وكانت آخر زيارة لأي منظمة إنسانية إلى المحلية قد جرت في مايو الماضي، حيث وزعت جمعية الهلال الأحمر السوداني الملابس والسكر والطحين لنحو 800 من الأهالي المعرضين للمخاطر في قرية فنقا السوق، ومنذ ذلك الحين لم تستطع أي منظمة الوصول للمنطقة.