الخرطوم 12 يوليو 2016 أبدت قوى سياسية سودانية قلقها حيال أحداث العنف في دولة جنوب السودان، وناشدت الأطراف بضبط النفس وتحكيم صوت العقل، بينما بحث القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم مع مسؤولي الخارجية تطورات الأوضاع بجوبا. سلفا كير ومشار في مؤتمر صحفي بجوبا عقب اطلاق النار قرب قصر الرئاسة الجمعة 8 يوليو 2016 (وكالات) وتدور اشتباكات عنيفة في جوبا عاصمة جنوب السودان منذ يوم الجمعة الماضي امتدت آثارها لبعض الولايات، وسقط مئات القتلى إثر تجدد القتال في أحدث دولة بالعالم كانت تستعد للاحتفال بمرور خمس سنوات لاستقلالها عن السودان يوم 9 يوليو الحالي. والتقى وكيل وزارة الخارجية السودانية السفير عبد الغني النعيم يوم الثلاثاء القائم بالأعمال المؤقت لسفارة الولاياتالمتحدةبالخرطوم استيفن كوتسيس. وتطرق اللقاء لتطورات الأوضاع في دولة جنوب السودان وسبل التعاون بين السودان والولاياتالمتحدة لإعادة الاستقرار والأمن في الدولة الوليدة. وأمن القائم بالأعمال الأميركي على الدور الهام الذي يلعبه السودان ضمن مجموعة الدول المجاورة لجنوب السودان لتحقيق السلام والاستقرار فيه. من جانبه تأسف الحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان لما يجري في دولة جنوب السودان من قتال أودى بحياة المئات خلال الأيام الماضية. وتعهد بالعمل لأجل عودة الاستقرار للدولة الجارة. وقال رئيس دائرة جنوب السودان بالمؤتمر الوطني، في منبر إعلامي بالخرطوم، الثلاثاء، إن حزبه منفتح على كل القوى السياسية في جنوب السودان وسيعمل معها لأجل استقرار الأوضاع في جنوب السودان. وأفاد أن الموقف السياسي لحزبه يضع قضية جنوب السودان في قائمة الأولويات وسيعمل بكل جهد لعودة الاستقرار من أجل المواطن الذي سيكون أول المتضررين مما يجري من صراع. وذكر أن الخرطوم لعبت دوراً هاماً خلال في أديس أبابا بين الفقراء بجنوب السودان حتى تكللت المجودات بتوقيع اتفاقية السلام، مضيفاً أن الخرطوم كانت حريصة على حسم القضايا الخلافية بين الأطراف قبل التوقيع على الاتفاقية بيد أن المجتمع الدولي كان يضغط على الأطراف من أجل التوقيع بلا مراعاة للعقبات التي يمكن أن تنشأ. وأوضح أن السودان لعب دوراً كبيراً لتجاوز العقبات، لكن لم يتم تنفيذ كثير من بنود اتفاقية السلام بخلاف تعيين رياك مشار نائباً للرئيس. من جهتها أعربت حركة "الإصلاح الآن" عن قلقها لما يجري في جنوب السودان والتي كانت حصيلتها ازهاق أرواح عدد كبير من المواطنين العزل ومن طرفي النزاع خلال اليومين الماضيين. وقالت الحركة في بيان "إن النزاع المستمر أصبح مهددا لاستقرار وأمن البلاد ونزوح العباد هربا من رصاص أبناء الوطن الواحد وذوي القربى". وحثت جميع الأطراف الي تحكيم صوت العقل وإيقاف إراقة الدماء فورا والالتزام باتفاق السلام الموقع بينهم بما يحقق الأمن والاستقرار في دولة جنوب السودان. من جانبه قال حزب الامة القومي في بيان، الإثنين، إنه "يكثف تفاعله مع المشهد الدامي المتصاعد في جنوب السودان بعد تجدد الاقتتال في جوبا، مواصلاً بذل قصارى جهده على المستوى الرسمي والشعبي في سبيل وقف القتال وصنع السلام". تأسف الحزب للأحداث الجارية في جوبا والتي راح ضحيتها المئات من الأبرياء، مشيرا إلى أن "الحسم العسكري والاقتتال واستبعاد الحلول السياسية لن ينتج غير وضعا أشد تعقيداً واغراق الدولة الوليدة في أزمات متوالية، تعرض كيان الدولة لمخاطر مصيرية لن يكون افدحها وضعها في خانة الكيانات المتشظية المضطربة بل وسلبها سيادتها واستقلالها". وشدد على أن السبيل الى الاستقرار في جنوب السودان يبدأ بتطبيق الأطراف اتفاق السلام المبرم في أغسطس 2015، مع ضرورة ان يضع المجتمع الدولي المشتغل بالأزمة الجنوبية آليات ضابطة وفاعلة وصارمة لإلزام الجميع بما عليهم من التزامات، مع استيعاب المخاوف الموضوعية لدى الأطراف. وأطلق حزب الأمة نداءً إنسانياً إلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية والإقليمية للضغط على أطراف الاقتتال الداخلي بكل الوسائل المتاحة لتجنيب المدنيين عواقب العمليات "التدميرية الدموية" وتنظيم هدنة انسانية مؤقته واحترام الحريات وحقوق الانسان. السودانيون في جوبا بخير إلى ذلك قالت الحكومة السودانية، الثلاثاء، إنها تجري اتصالات مع بعثة الأممالمتحدة ومجموعة الترويكا وبعثات عدد من الدول في جنوب السودان إلى جانب أوغندا لإحكام التنسيق لاجلاء السودانيين إذا استدعى الأمر. ورأس نائب الرئيس حسبو عبد الرحمن بالقصر الرئاسي الاجتماع الخاص بمتابعة تطورات الأحداث بدولة الجنوب بحضور ممثلين عن الجهات ذات الصلة. وقال وزير الدولة بالخارجية عببد الله محمد عبيد الله في تصريحات صحفية إن الاجتماع بحث سبل اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المستجدات بدولة الجنوب في المرحلة الراهنة والمقبلة خاصة فيما يلي الرعايا السودانيين هناك وكيفية المحافظة على أرواحهم وممتلكاتهم وسبل اجلائهم إذا استدعى الأمر. وأضاف ان المعلومات المتوفرة حتى الآن تؤكد أن عدد السودانيين المسجلين الموجودين بمدينة جوبا يبلغ 750 شخصا وهم بخير وأمان مشيرا الى اتصالات تجريها الحكومة مع بعثة الأممالمتحدة ومجموعة الترويكا وبعثات عدد من الدول بجانب دولة أوغندا لإحكام التنسيق لاجلاء السودانيين بدولة الجنوب حال استدعى الأمر. وأبان وزير الدولة بالخارجية أن الاجتماع استعرض كيفية التعامل مع الأعداد الكبيرة من مواطني دولة الجنوب المتوقع تدفقها الى البلاد مشيرا الى ان هناك قرارا مسبقا بالتعامل معهم باعتبارهم أجانب. وقال إن الاجتماع أمن على أهمية عقد الاجتماع الثالث للمفوضية المشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاق الموقع بين الأطراف بدولة الجنوب الذي تستضيفه الخرطوم في 31 يوليو الحالي بمشاركة مجموعة الترويكا والشركاء الدوليين بالشراكة بين السودان والصين لافتا الى أن كل الشركاء أكدوا أهمية الاسراع في عقد الاجتماع.