الخرطوم/ الفاشر 29 ديسمبر 2016 اتهم قيادي في مجلس الصحوة الثوري الذي يقوده الزعيم القبلي موسى هلال، الحكومة المركزية في الخرطوم بعرقلة المصالحات القبلية بدارفور التي يعمل عليها المجلس منذ العام 2013. زعيم قبيلة المحاميد موسى هلال بالزي العسكري وقال القيادي في مجلس الصحوة الثوري هارون مديخير، ل "سودان تربيون" إن "الحكومة هي العائق أمام مشروع المصالحات القبلية الذي يقوم به المجلس منذ العام 2013.. الحكومة لا تريد هذا الموضوع أن يتقدم". وأكد أن التجارب السابقة للأحزاب في دارفور كانت كفيلة بالتفكير في تكوين حزب يضم كل أهل دارفور وأشار الى أن مجتمع دارفور كان يعيش في انصهار وانسجام لكن الأحزاب أفسدت حياتهم السياسية والاجتماعية بإغراءات المال والمناصب. وأوضح مديخير أن مجلس الصحوة الثوري يرى في حزب يعمل على تأسيسه مشروعا يجمع كل أهل دارفور، مؤكدا أن "الشعب الرواندي" خير دليل على الوحدة. وكان مجلس الصحوة قد أعلن في وقت سابق أنه سيتحول إلى حزب سياسي يخوض الانتخابات المقبلة، وسيبدأ نشاطا سياسيا المرحلة القادمة. وأقر مديخير بوجود تحديات للمشروع، قائلا: "ربما نواجه انتقادات قوية ومعاكسات خاصة وأن وحدة شعب دارفور ستكون خصماً على المركز ولكن بالعزيمة يمكننا تجاوز كل المراحل والضغائن التي حصلت في دارفور". وتابع "الأيام الماضية كنا في اجتماعات متواصلة مع القبائل في برنامج يهدف للعودة الطوعية من دون تدخل الحكومة"، منوها إلى أن نشاط المتفلتين تسبب في إثارة مخاوف النازحين واللاجئين العائدين، وزاد "المتفلتون يتحركون بسيارات الحكومة والسلطات لا تسألهم وأكثر من 10 ألف مواطن نزحوا من قراهم.. للأسف ما يجري الآن هو تفكيك لأهل دارفور". وطالب مديخير النخب من أبناء دارفور بتقديم تنازلات من أجل الأهل والعمل على تصحيح الأخطاء التي صاحبت أزمة دارفور. وتابع "رسالة للقيادات السياسية والنخب من أبناء دارفور جميعهم لقد كان دوركم سلبيا تجاه أهلكم.. ندعوكم جميعا لإقناع أهلكم بالتعايش السلمي" وأضاف "نحن كأبناء الإقليم في المركز لا بد لنا من وجود وحدة اجتماعية وسياسية في دارفور". ووجه مديخير نداءً لقادة الحركات في الخارج بضرورة النزول لأهلهم في دارفور والتوحد معهم، موضحا أن دارفور تفتقر للخدمات والتنمية لكن مشروعات المجلس "سترى النور قريباً". ورأى أن الحوار الوطني ليس مخرجا للأزمة واعتبره مجرد "مزايدات وكسب سياسي لإشغال السودانيين بالحوار". وقال ساخرا: "من بشريات الحوار رفع الأسعار وزيادة المعاناة في دارفور.. الشعب يعاني"، وأشار الى أن أولوياتهم المرحلة المقبلة المصالحات الاجتماعية ورتق النسيج الاجتماعي. ووصل رئيس مجلس الصحوة الثوري موسى هلال الى ولاية شمال دارفور في يوليو الماضي متجولا في فيافي الإقليم لإجراء مصالحات اجتماعية والتبشير بالتعايش السلمي داعياً المجتمع الدارفوري إلى التوحد ونبذ العنف والابتعاد عن الفتن لتحقيق التنمية والاستقرار في الإقليم الذي عانى ويلات الحرب لسنوات. وقال هلال في يوليو الماضي ل "سودان تربيون" إنه وصل شمال دارفور في زيارة اجتماعية وللترحم على الأموات الذين رحلوا عن الدنيا وتابع "من طبيعة الحياة البشرية التواصل والتراحم". وأشار الى تبنيه برنامجا اجتماعيا لتوحيد الناس مطالبا المجتمعات المحلية بدارفور بنبذ العنف والفتنة.