باريس 17 يناير 2017 رفضت الحركة الشعبية شمال، مجددا مقترحا أميركيا لإيصال المساعدات الانسانية الى مناطق النزاع المسلح في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وتمسكت بايجاد معبر خارجي لنقل الإعانات، ولم تفلح اجتماعات عقدها مسؤولون دوليون مع الحركة بباريس، الاثنين، في زحزحتها عن موقفها. المبعوث الأميركي إلى دولتي السودان وجنوب السودان دونالد بوث وعقد وفد من الحركة الشعبية اجتماعا مطولا في باريس،الإثنين، بمجموعة من المبعوثين الدوليين ناقش باستفاضة المقترح الأميركي، الذي وافقت عليه الحكومة السودانية في وقت سابق. وقال المتحدث باسم ملف السلام في الحركة الشعبية مبارك أردول في تعميم صحفي، الثلاثاء، إن وفد الحركة بقيادة ياسر عرمان، اجتمع بالمبعوثين الدوليين مرتين، أستغرق اللقاء الأول ساعتين ونصف الساعة وحضره المبعوث الأميركي وإثنين من مساعديه وأثنين آخرين من هيئة المعونة الأميركية والمبعوث الفرنسي ونظيره البريطاني علاوة على النرويجي ومسؤول إدارة السودان في الخارجية النرويجية. وتابع "تناول الاجتماع بالتفصيل رد الحركة الشعبية على المقترح الأميركي للوصول لاتفاق إنساني ووقف عدائيات.. وتمسك وفد الحركة الشعبية بموقفها". وتشير "سودان تربيون" الى ان واشنطن اقترحت أن تتولى وكالة المعونة الاميركية والمنظمات الانسانية نقل المساعدات والأدوية الى أي مطار سوداني داخلي لتتأكد السلطات السودانية من محتوى الشحنة من ثم نقلها للمتضررين في مناطق سيطرة الحركة بجنوب كردفان والنيل الازرق، وهو ما وافقت عليه الخرطوم. وكان مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالسودان، جفري آشلي، أعلن الاثنين في مؤتمر صحفي بالخرطوم، موافقة الحكومة السودانية على إدخال المساعدات للمنطقتين بواسطة المعونة الأميركية، وأفاد بأن الحركة الشعبية شمال، لا تزال ترفض ذلك. وأوضح آشلي أن الحكومة ترفض دخول المساعدات من الخارج لخوفها من إدخال الحركة الشعبية السلاح ضمن المساعدات، فيما ترفض الحركة نقل الحكومة للمساعدات لتخوفها من عدم وصول المساعدات لمستحقيها خصوصاً أن المساعدات المقترح نقلها من المعونة الامريكية هي عبارة عن أدوية. وقال "الولاياتالمتحدة ارادت أن تلعب دور الوسيط المضمون لإدخال المساعدات، وافقت الحكومة السودانية وسنتواصل مع الحركة الشعبية في ذلك". وتتمسك الحركة الشعبية برفضها لاستئناف المفاوضات السياسية مع الحكومة قبل حسم الملف الانساني. وتقول بأنها قدمت الكثير من التنازلات وانه حان الوقت لتقديم تنازلات من الطرف الآخر. واقترحت الحركة الشعبية خلال مفاوضاتها الاخيرة مع الحكومة السودانية أن يتم ادخال 20% من المساعدات عبر منفذ أصوصا الاثيوبي، لكن مفاوضي الخرطوم عارضوا المقترح. وقال آردول إن وفد الحركة الشعبية المجتمع مع المبعوثين في باريس طالب بأن يوافق نظام الخرطوم على معبر خارجي لا سيما إن مطالبة الحركة الشعبية بمعبر أصوصا وجدت قبولاً وتأييداً من الرئيس أمبيكي والآلية الأفريقية والمجتمع الدولي. وشدد وفد الحركة بحسب أردول على ضرورة أن يتمتع المقترح الأميركي بالديمومة لا سيما وإن هناك إدارة أميركية جديدة مقبلة. وناشدت الحركة الولاياتالمتحدة أن تربط في تعاملها مع الخرطوم بشكل ثابت أي تقدم في العلاقات الثنائية بينها بفتح المسارات الإنسانية بدون قيد أو شرط. يشار إلى أن قوى (نداء السودان) ستبدأ يوم الثلاثاء اجتماعاتها بعد تأخر وصول وفد حزب الأمة القومي من القاهرة بقيادة زعيم الحزب الصادق المهدي.