الخرطوم 4 مارس 2017 كشف سياسي بارز من جنوب السودان عن بذله مساعٍ لدى دول أوروبية ومجموعات ضغط إسرائيلية بالولايات المتحدة الأميركية لرفع العقوبات عن السودان، وشدد أن فرض العقوبات على الخرطوم أو جوبا سيضعف المنطقة بأثرها. رئيس مجلس إدارة مؤسسة السودان الجديد كستيلو قرنق رينق صورة ل (سودان تربيون) وروى رئيس مجلس إدارة مؤسسة السودان الجديد، كوستيلو قرنق ل "سودان تربيون" كيف انه أثار دهشة مسؤول الشؤون الأنسانية بوزارة الخارجية الألمانية في يوليو 2011 عندما طالبه في مكتبه بضرورة رفع العقوبات الإقتصادية عن السودان وتخفيف ديونه الخارجية وإسقاط مقاضاة المحكمة الجنائية ضد الرئيس عمر البشير. وأوضح قرنق الذي عمل مستشارا لرئيس جنوب السودان في وقت سابق، انه جدد طلبه عندما اجتمع إلى مسؤولين فرنسيين بقصر الأليزية في ذات الفترة. وأكد أنه أجرى أيضا محادثات جادة مع عدد من لوبيات الضغط الإسرائيلي الهامة بالولايات المتحدة، طلب فيها دعم موقف السودان، قائلا "في جميع الحالات لم تكن الاستجابة سالبة أو شديدة السلبية كما توقعت". وأفاد كوستيلو قرنق أنه تلقى في أغسطس 2011 دعوة من القصر الملكي بالمغرب وتركزت معظم المحادثات في الدار البيضاء حول كيفية مساعدة السودان للخروج من مصيدة العقوبات ليتمكن من مساعدة جنوب السودان حال احتاج إليه. وأشار إلى أنه وعد المغاربة بتغيير موقف جوبا المعترف بالبلساريو حال تعاونوا في قضية السودان مع مجموعات أخرى شاركت في تلك المحادثات، وزاد "لا يمكنني أن أذكر هنا جميع الأطراف لكن الأميركيين أيضا كانوا شركاء معنا.. في الواقع كنا نتحرك بفاعلية وسرعة وكانت المغرب النقطة المحورية للتحرك إلى أن جاء الربيع العربي وعرقل مهوجوداتنا". يذكر أن الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، وقع في يناير الماضي أمرا تنفيذيا برفع العقوبات ضد السودان بصورة مؤقتة ما يمكن الخرطوم من ممارسة التجارة والاستثمار عالميا. وقال قرنق أنه "على قناعة بأن الكثيرين يفضلون استخدام العقوبات كوسيلة لإضعاف وهزيمة وتركيع النظام السياسي السوداني الذي يمقتونه.. لكنهم يجهلون تماما أن إضعاف السودان أو جنوب السودان لذات الأهداف يضعف الجيران وذلك أن مفهوم تحقق الكثير من المصالح عبر الحوار عصي على فهمهم". وشدد أن الحكمة الإنسانية والتجارب التي صقلتها السنين فإن من مصلحة كامل الإقليم رفع العقوبات عن السودان "لأن هذه الخطوة تخدم السلام والأمن للجميع". وتابع "المجاعة الطاحنة والحرب الأهلية بجنوب السودان وما تلاها من هجرة مئات الآلاف من الجنوبيين إلى الشمال عبر الحدود أثبت صحة الحكمة القديمة القائلة (إنه ليس من الحكمة أن تتمنى لجيرانك السوء، حتى أولئك الذين كنت تخوض معهم حربا).. الجار المزدهر أكثر فائدة من جار تسحقه المجاعات وتدمره الحروب". وخلال الحرب العالمية الثانية لقى اكثر من 50 مليون شخص حتفهم نصفهم من الروس وكان علاج اوربا للحرب ما نطلق عليه الان الاتحاد الاوربى والقائم على حرية الحركة وحرية التجارة والتعاون بدلا من الاحتراب ورأى كوستيلو قرنق أن حرية الحركة والتجارة والتعاون بدلا من الاحتراب يصلح كمخرج من الحروب الحروب الأهلية في أفريقيا مثلما حدث في أوروبا، قائلا "إن مثل هذه التطورات تحتاج إلى قيادة واعية ونضج سياسي وليس قبلية كالتي تمارس الآن أو نظرة إقليمية ضيقة".