الفاشر 22 مايو 2017 حذرت بعثة حفظ السلام المشتركة في دارفور "يوناميد" من "نكسة فادحة" للاستقرار باقليم دارفور، في أعقاب المعارك التي اندلعت اليومين الماضيين بين قوات الحكومة السودانية والحركات المسلحة بولايتي شمال وشرق دارفور، في وقت أعلنت السلطات بشمال دارفور توقيف منسوبين لحركة تحرير السودان بقيادة مناوي في أحد الجبال بمحلية كلمندو. رئيس بعثة (يوناميد) جيريمايا مامابولو وقال الممثل الخاص المشترك ببعثة يوناميد، جيرمايا مامابولو "إن البعثة قلقةٌ جداً ازاء هذه التطورات". وأضاف: "هناك تقدم مٌحرز تجاه السلام والأمن في دارفور، وستكون نكسة فادحة أن ترى مثل هذه المكاسب تتعرض للخطر". وتابع مامابولو "تدعو يوناميد كل الأطراف المعنية بالقتال الأخير الى التحلي بضبط النفس وإتخاذ عملية السلام طريقاً لحل القضايا العالقة، وهذا هو السبيل الوحيد الذي يمكن أن يُلبي مصالح أهل دارفور". وذكرت يوناميد الأطراف بالالتزام بوقف اطلاق النار الأُحادي الذي قٌرر بحسن نية بُغية دفع عملية السلام قُدماً. وقالت البعثة، إن أفرادها حول مواقع الاشتباكات في حالة تأهبٍ قٌصوى. كما أوفدتِ البعثةُ دوريات تحقق وتقوم بجمع المعلومات بطرق أخرى من المناطق التي تحدثت التقارير عن نشوب معارك فيها. وفي غضون ذلك، أعلن مسؤولون بولاية شمال دارفور الإثنين القبض على عدد من عناصر حركة تحرير السودان التي يتزعمها مني أركو مناوي على مشارف جبال "عدولة" بمحلية كلمندو. وقال معتمد الطويشة 150 كلم جنوب شرق الفاشر أبوبكر آدم اسماعيل لين في تصريحات صحفية إن السلطات بمحليته قبضت على بعض عناصر حركة مناوي بعد فرارهم شرق جبال عدولة،كما أعلنت قوات الدفاع الشعبي بولاية شمال دارفور عن أسر ثمانية بينهم مقدم يتبعون لحركة مناوي بمنطقة "قصة جمت" بمحلية كلمندو. بدورها أعلنت حركة تحرير السودان في بيان مشترك مع المجلس الانتقالي لحركة تحرير السودان الاثنين تمكنها من تدمير متحرك للقوات الحكومية في منطقة عدولة مساء الأحد. وأضاف البيان "تمكنت قواتنا من تكبيد العدو خسائر فادحة فاقت 68 قتيلاً بما فيه قائد المتحرك وجرح أكثر من 80 من أفراده كما تم تدمير 23 مركبة واستلام على 8 لاندكروزر بكامل عتادها". ولم يصدر عن الجيش الحكومي أي تعليق ازاء هذه الأنباء. وأعلن والي ولاية شمال دارفور، عبد الواحد يوسف، الأحد، وصول تعزيزات من القوات المسلحة السودانية والأجهزة الأمنية الأخرى، إلى ولاية شمال دارفور لتعزيز الوجود العسكري وحراسة الحدود مع ليبيا. وأشار يوسف الى أن الفصائل المتمردة المسلحة التي دخلت إلى الولاية يوم السبت، خرجت إلى خارج الحدود، خاصة وأنها لا تملك قواعد عسكرية داخل البلاد، وأكد أن الولاية تشهد استقراراً في الأوضاع الأمنية. وطمأن والى شمال دارفور مواطني ولايتة خلال لقاءه بقيادات وفعاليات ولاية شمال دارفور بأن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع تفرض سيطرتها تماما على الأوضاع وقال "إنها صمام الأمان للوطن وترابه وان الاوضاع بشمال دارفور آمنة ومستقرة". وأعلن متحدث باسم الجيش السوداني، السبت، عن اندلاع قتال مع حركات مسلحة دخلت ولايتي شمال وشرق دارفور من دولتي ليبيا وجنوب السودان، وأضاف "دخلت كل من المجموعتين في وقت متزامن من ليبيا ودولة جنوب السودان لشمال وشرق دارفور، وتصدت لهم القوات المسلحة وقوات الدعم السريع".