نيروبي 27 يوليو 2017 هددت دول الترويكا (الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة والنرويج) والاتحاد الأوروبي بوقف دعمهم للأنشطة والمؤسسات المكلفة بتنفيذ اتفاق السلام الذي توسطت فيه منظمة "إيقاد" في أغسطس 2015. كير أثناء توقيعه على إتفاق السلام محاطا بقادة "إيقاد" 26 أغسطس 2015 (وكالات) وعقب اجتماع عقد بجوبا في 24 يوليو الحالي رحب وزراء خارجية "إيقاد" بدعم الترويكا والاتحاد الأوروبي لخطة إعادة تنشيط عملية السلام في جنوب السودان، ودعوا الحكومة إلى ضمان تنفيذ وقف إطلاق النار والمعارضة المسلحة على الالتزام بالمثل. ورحب الوزراء كذلك بالتزام الرئيس سلفا كير بالتعاون التام بعملية تنشيط الاتفاق، إلا أن الترويكا والاتحاد الأوروبي أعربا في مذكرة سرية إلى "إيقاد"، اطلعت عليها "سودان تربيون"، عن إحباطهما بشأن تنفيذ اتفاق السلام، مطالبين بإتخاذ خطوات ملموسة لتعديل الاتفاق وتعزيز الهيئات المكلفة بعملية الرصد المتابعة. وقالت دول الترويكا والاتحاد الأوروبي التي تمول أنشطة وآليات الإيقاد المكلفة بالسلام "لا يمكننا الاستمرار في دعم أنشطة ومؤسسات حل النزاع في جنوب السودان إلى أجل غير مسمى، إذا لم يتمكن من الإسهام في السلام بسبب عدم إدراج أطراف النزاع على نحو هادف. وتابعت "نحن نتطلع إلى عملية تنشيط سريعة وشاملة من شأنها أن تسمح لنا أن ننظر في الالتزام بموارد إضافية. إن اللجنة المشتركة للرصد والتقييم لها دور حيوي تلعبه في تحقيق الأهداف العاجلة التي حددناها أعلاه". وأصدرت الترويكا والاتحاد الأوروبي في 20 يوليو بيانا يدين الهجمات التي شنها الجيش الحكومي على مواقع الحركة الشعبية لتحرير السودان في منطقة باجاك بالقرب من الحدود الإثيوبية، جاء فيه "إن الهجوم علي باجاك يشكل انتهاكا واضحا لوقف اطلاق النار من جانب واحد الذي أعلنه الرئيس سلفا كير يوم 22 مايو ويثير الشكوك حول التزام الحكومة بالتوصل الى السلام من خلال الحوار الوطني". وفي المذكرة السرية طالبت دول الترويكا والاتحاد الأوروبي بتحديث الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في اتفاق السلام قائلين إنها "أصبحت لا تصلح حاليا بسبب تطور الصراع ولم تعد كافية". وقال شركاء السلام كذلك إنهم لا يدعمون إجراء انتخابات في عام 2018 كما هو منصوص عليه في اتفاق السلام مشيرين الى القتال المستمر والأزمة الإنسانية، وأكدوا أنه في ظل هذه الظروف فإن من المرجح أن تؤدي الانتخابات الى تعزيز الانقسامات وزيادة العنف. وأضافت المذكرة "أن منتدى تنشيط اتفاق السلام يجب أن يقدم جدولا زمنيا جديدا يسمح بوضع هذه الشروط، ونحن لا ندعم إجراء انتخابات في 2018 كما هو مبين في اتفاقية حل النزاع بجنوب السودان"، وطالبت المذكرة من "إيقاد" التنسيق الوثيق مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة. وبعد اجتماعهم في جوبا في 24 يوليو حث وزراء خارجية "إيقاد" أصحاب المصلحة بجنوب السودان على تبني أهداف المنتدى الرفيع المستوى المعني بالتنشيط من أجل تنفيذ اتفاق السلام.