في الاجتماع الذي دام لمدة 10 أيام حول إحلال السلام في جنوب السودان شدد القادة الدينيون الجنوبيون خلال الجولة الثانية لجلسة مفاوضات السلام لجنوب السودان في مقر اللجنة الإقتصادية الإفريقية التابعة للأمم المتحدة شددوا على ضرورة ممارسة ضبط النفس والغفران والمحبة والمصالحة لضمان تحقيق نتيجة ناجحة في دولة جنوب السودان ترمي إلى استعادة وقف دائم لإطلاق النار وتحقيق التنفيذ الكامل والشامل للجميع من خلال اتفاق القرار بشأن حل النزاع في جنوب السودان حسب ما جاء في وكالة الانباء الاثيوبية في السادس من شهر يناير . وانطلقت يوم الاثنين الماضي في اديس ابابا الجولة الثانية من محادثات ترعاها قوى إقليمية ودولية لإحياء اتفاق السلام بين الحكومة والمتمردين في دولة جنوب السودان ، بما يفضي إلى وقف دائم للأعمال القتالية. وتنعقد الجولة الثانية لمنتدى إحياء السلام بين أطراف الصراع بدولة جنوب السودان حتى 16 من الشهر الجاري، في مسعى لدفع أطراف الصراع المستمر منذ أواخر 2015 للعمل للالتزام باتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في أغسطس/ 2015. وتأتي هذه الجولة بعد أسابيع من انهيار وقف جديد لإطلاق النار تم التوصل إليه في ديسمبر/ الماضي بين حكومة الرئيس سلفاكير مياردت وعدد من الجماعات المعارضة المسلحة، كما أنها تنعقد في ظل ضغوط غربية على حكومة الرئيس سلفا كير، وهو ما تجلى قبل أيام في إعلان واشنطن فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى دولة جنوب السودان. والسؤال الذي يطرح نفسه ما مدى نجاح المنتدى الثاني ؟ وما هي الامال المعقودة لحل وارساء سلام دولة جنوب السودان ؟ وما هي شروط السلام في جنوب السودان من قبل الاتحاد الافريقي او الايقاد ؟ هل تم معاقبة الذين يحاولون ان يتاجروا بقضية دولة جنوب السودان وشعبها الذي عاني الامرين ؟!! اما ماذا ؟! ما هو الحل الذي سيقود مسيرة السلام في دولة جنوب السودان ؟! في المنتدى رفيع المستوى الذي ناقش استئناف وقف اطلاق النار بشكل دائم والتنفيذ الكامل لاتفاقية السلام ووضع جدول زمنى منقح وواقعى وتنفيذ جدول زمني للانتخابات الديمقراطية فى جنوب السودان. طالبت الدول المشاركة في منتدى إحياء اتفاقية السلام بجنوب السودان بمقر الاتحاد الإفريقي، بمعاقبة المخرِّبين الذين تؤدي تصرفاتهم إلى إعاقة التوصل إلى حلول سلمية تعيد الاستقرار والأمن إلى جنوب السودان. وقال رئيس مجلس وزراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) ورقنه جبهو في كلمته الافتتاحية للمنتدى الثاني لإعادة تنشيط المستوى الرفيع المستوى إن الأطراف في جنوب السودان يجب أن يفكروا في الأشخاص الذين يمثلونهم وليس الأفراد الذين يسعون جاهدين لتصفية السلطة. وأكد رئيس المجلس أن هذه هي الفرصة الأخيرة جدا للمضي قدما وتحقيق السلام في جنوب السودان. وقال إن جنوب السودان قد أتيحت له فرص عديدة لتغيير الاتجاه وفشل مرارا وتكرارا، مضيفا أن "هذه هي الفرصة الأخيرة بالنسبة لهم لقبول مسؤولياتهم واتخاذ الإجراءات اللازمة". ووفقا ل ورقينه، "لا يحدث اختراق في عملية السلام إلا نتيجة للتفكير أو فرصة، بل يتطلب تصميما وعملا شاقا، والأهم من ذلك كله الالتزام الحقيقي من جميع الأطراف". وأشار موسى فكي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى أن الاتحاد الأفريقي والدول الأعضاء فيه لم يعد بإمكانهم الانتظار لحرب جنوب السودان. وقال ان حوالى 1.2 مليون سودانى جنوبى، منهم 85 فى المائة من النساء والاطفال مشردون، "ان الوقت قد حان لاثبات وعودهم لشعبهم من جنوب السودان". واضاف ان الارادة السياسية القوية والمحددة والعمل وفقا للنتائج المتفق عليها والمتحققة لعملية السلام "وانه يجب اغلاق الفصل المحزن جدا فى جنوب السودان فى اى وقت". وأيد ممثل الترويكا كريس تروت بشدة قرار الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) باتخاذ إجراءات بشأن منتهكي اتفاق وقف الأعمال القتالية. واكد انه من الضرورى ان تمتثل جميع الاطراف لروح اتفاق وقف الاعمال العدائية ويرى ابراما وليم من جنوب السودان ان نجاح عملية السلام تكمن في الشروط التي وضعت من قبل الايقاد في تنفيزها علي ارض الواقع منها علي الأطراف استعادة وقف إطلاق النار الدائم، والتنفيذ الكامل لاتفاق السلام، ووضع جدول زمني منقح وواقعي وجدول زمني للتنفيذ من أجل الانتخابات الديمقراطية في نهاية الفترة الانتقالية وهي نفس الشروط التي يراها الاتحاد الافريقي من اجل احلال السلام الدائم . ومما لا شك فيه ان دور اثيوبيا واضح في ذلك وهي تعمل على ضرورة العمل من أجل إحلال السلام في جنوب السودان وهذا ما اكده الدكتور ورقنه جبهو وزير الخارجية الأثيوبي في كلمته الأفتتاحية الذي عقدته أعضاء بلدان منظمة إيقاد في مقر اللجنة الإقتصادية الإفريقية التابعة للأمم المتحدة على أهمية عمل الأحزاب السياسية في البلاد بالعزيمة لتحقيق السلام الشامل ، كما حث الأحزاب السياسية على إظهار الرغبة في السلام وحل المشاكل الموجودة بالحوار .ودعا ورقنه الأحزاب السياسية العمل بجد حول تنفيذ عملية السلام في جنوب السودان . وقد خاطب الجلسة الافتتاحية كل من رئيس الوزراء الإثيوبي "هيل ماريام دسالن" رئيس الدورة الحالية للإيقاد، رئيس مفوَّضية الاتحاد الأفريقي "موسى فكي"، وزير الخارجية الإثيوبي "د. ورقنه جبيهو" بجانب رئيس المجلس التنفيذي الوزاري للإيقاد، السيد "نيكولاس هايسوم" ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، السيد "فيستوس موقاي" رئيس مفوَّضية مراقبة وتقييم اتفاق السلام بجنوب السودان والسفير "إسماعيل وايس" مبعوث الإيقاد إلى جنوب السودان. كما قدَّمت مداخلات من ممثلي: الاتحاد الأوروبي، الترويكا، شركاء الإيقاد، الصين واليابان. وقال رئيس الوزراء الإثيوبي هيل ماريام دسالين، رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد)، إنه ينبغي التقيد التام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في ديسمبر الماضي، وأن عدم القيام بذلك أمر غير مقبول. وشدد على القول: «لا نستطيع أن نجلس مكتوفي الأيدي، ونشاهد خرق الاتفاق مستمراً بلا هوادة». وطالب الاتحاد الأفريقي، وهيئة إيقاد، والأمم المتحدة، جميعَ الأطراف المعنية بالاحترام والامتثال الكامل لاتفاقية وقف الأعمال العدائية، وحماية المدنيين، ووصول المساعدات الإنسانية، معبّرين عن استعدادهم لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة ضد الأفراد والجماعات التي تفسد عملية السلام في المنطقة. والسؤال الأخر اين الحل ولماذا لم يتم معاقبة الذين قاموا بقتل الابرياء في دولة جنوب السودان ؟! حيث شهدت فعاليات اليوم الختامي اكمال مراسم توقيع بقية الوفود، بجانب التوقيع على جدول التنفيذ قبل ان تغادر الوفود الى مقار اقامتها، لرفع اعمال جولة المنتدى. ويتوقع ان يعود الاطراف الى العاصمة اديس ابابا مجدداً في الاسبوع الاول من شهر فبراير لبدء جولة جديدة من التفاوض حول الحكم وتقسيم السلطة والثروة، وها نحن اليوم في شهر فبراير كما يقول السيد عماد الدين المحلل السياسي دون نتائج . وكان قد تظاهر نازحو جوبا عاصمة دولة جنوب السودان داخل معسكرات الحماية التابعة للامم المتحدة دعماً لاتفاق السلام بجنوب السودان، وقال نازح يدعى ماثيو دوال مايكل ان مسيرتهم تأتي تعبيراً عن سعادتهم باتفاق وقف الاعمال العدائية. والمؤسف حقا يقول السياسيين في القرن الإفريقي تبادلت الحكومة وفصائل المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان الاتهامات حول اندلاع المعارك في ولايتي أعالي النيل والوحدة صباح اول الجمعة بعد ساعات على توقيع اتفاق الهدنة بين الطرفين . وقال احدى المسؤولين الجنوبين لمجلس الأمن الدولي في اتصال عبر الفيديو من جوبا «لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي في وقت يوقّع قادة جنوب السودان اتفاقاً في يوم ويسمحون بانتهاكه من دون عقاب في اليوم التالي». وكان الاتحاد الافريقي قد أعلن الخميس أن الأطراف المتحاربة في دولة جنوب السودان وقعوا اتفاقا لوقف إطلاق النار عقب مباحثات السلام في أديس أبابا، على أن يسري "اعتبارا من الساعة 00:01 في الرابع والعشرين من ديسمبر/ 2017". ودعت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) إلى الجولة الأخيرة من محادثات السلام لإعادة تفعيل اتفاق السلام 2015 في جنوب السودان. وانهار اتفاق سلام الذي وقع في 2015 في يوليو/ 2016 عندما أجبرت معارك في العاصمة جوبا النائب الأول للرئيس على الهرب إلى المنفى. وقتل عشرات الآلاف في المعارك التي أجبرت أكثر من مليون مواطن على النزوح إلى أوغندا المجاورة وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وهو ما وصف بأنه أكبر أزمة لاجئين في القارة الأفريقية. وتستهدف المحادثات الجديدة وقفا دائما لإطلاق النار، ووضع جدول زمني للتنفيذ الكامل لاتفاق السلام، بما يمهد لإجراء انتخابات عقب الفترة الانتقالية التي يفترض أن يتم الاتفاق عليها في هذه الجولة. وساد التوتر انطلاق المحادثات يوم الاثنين ماضي ؛ إذ احتج وفد الحكومة على منحه 12 مقعدا مقابل مئة مقعد لجماعات المعارضة المسلحة، وهو ما دفع وزير خارجية إثيوبيا ورقنه جبيهو للتدخل في محاولة لإقناع وفد حكومة جوبا بدخول قاعة الاجتماعات حسب ما جاء في وكالات الانباء العالمية . وفي الجلسة الافتتاحية، دعا رئيس المفوضية الأفريقية موسى فكي لاغتنام هذه الفرصة لإنهاء الصراع الجاري في دولة جنوب السودان وتحقيق السلام فيها، وأكد أن الحل سياسي وليس عسكريا، مشددا على محاسبة كل من يعيق عملية السلام، وفي مقدمتهم معاقبة منتهكي اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في إطار الجولة الأولى من المنتدى في ديسمبر/ الماضي. كما قال وزير الخارجية الإثيوبي إن آلية رصد مراقبة اتفاق السلام رصدت عدة خروق لاتفاق وقف إطلاق النار، مضيفا أن ذلك يستوجب إجراءات حاسمة ضد كل من يعيق تنفيذ الاتفاق. ويشارك في هذه الجولة ممثلون لحكومة جنوب السودان وحركة التمرد المسلح، وحضرها رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ووزير الخارجية الإثيوبي، وممثلون لمنظمة الهيئة الحكومية للتنمية شرقي أفريقيا (إيقاد)، والأمم المتحدة، والصين، ودول الترويكا الخاصة بجنوب السودان (أميركا وبريطانيا والنرويج). واخيرا أن الصراع المستمر في جنوب السودان تسبب في مقتل عشرات الآلاف وتهجير 2.5 مليون خارج البلاد، في حين يواجه 1.5 مليون المجاعة بالداخل اذا لم يجد الدعم ألازم لحل هذه الأزمة ومعاقبة تجار الحرب في دولة جنوب السودان ..وبعض الدول التي لا تريد ان يعم السلام المنطقة فان الكارثة لا محالة كبيرة وخطيرة علينا ان نسرع قبل ان استفحال الامر !!. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.