الخرطوم 29 ديسمبر 2017 تحسم انتخابات نقابة المحامين السودانيين، يوم السبت، بعد أن أجلت اللجنة العليا للانتخابات انعقاد الجمعية العمومية، الجمعة، لعدم اكتمال النصاب، وأبدت قائمة المعارضة ثقتها في الفوز على حساب قائمة الحزب الحاكم. مجموعة من المحامين أمام وزارة العدل (سودان تربيون) إرشيف واضطرت لجنة انتخابات اتحاد المحامين، المكونة من قضاة، إلى تأجيل عقد الجمعية العمومية وعملية الإقتراع ليوم السبت، لعدم اكتمال النصاب، حيث لم يحضر إلى مكان الإنعقاد بقاعة الصداقة في الخرطوم سوى 70 محامي من جملة 18,736 ممن يحق لهم التصويت. ونشرت اللجنة القضائية العليا لانتخابات المحامين الكشوفات النهائية للمرشحين لعضوية المكتب التنفيذي والنقيب، واحتوى الكشف على قائمة التحالف الديمقراطي للمحامين المحسوبة على المعارضة وقائمة القوى الوطنية المحسوبة على المؤتمر الوطني الحاكم وحلفائه. كما ضمت الكشوفات 17 مرشحا مستقلا، وترشح 8 محامين لمنصب النقيب أبرزهم علي قيلوب عن قائمة المعارضة وعمر محمد الشريف عن قائمة الحزب الحاكم. وأكد عضو التحالف الديمقراطي للمحامين ساطع الحاج ل "سودان تربيون" ثقتهم في الفوز بنقابة المحامين واستعادتها بعد أن سيطر عليها الموالون للحكومة لفترة طويلة، وزاد "ليس أمامنا إلا خيارين.. النصر أو النصر". ويسيطر الإسلاميون منذ إنقلاب 30 يونيو 1989 على نقابة المحامين السودانيين، وتجرى يوم السبت انتخابات لدورة جديدة تمتد لأربع سنوات. وراهن ساطع على أن جزءً مقدرا من المحامين المسجلين ليس لهم انتماء سياسي سيكون خيارهم منح أصواتهم لقائمة التحالف. واعتبر عدم اكتمال النصاب في اليوم الأول أمرا عاديا، موضحا أن طوال السنوات الماضية دائما ما يكون اليوم الثاني هو الحاسم. وأشار إلى أنه رغم التحفظ على السجل والإجراءات التي صاحبت العملية الانتخابية مثل تبديل ترتيب قائمة المرشحين ونشر الكشوفات في يوم عطلة لأربع عشرين ساعة، فإن الفوز سيكون حليفا لقائمة المعارضة. وتضم قائمة التحالف الديمقراطي للمحامين حزب الأمة والأحزاب الاتحادية والناصريين والبعثيين والمؤتمر السوداني فضلا عن قيادات مستقلة. ونبهت اللجنة الإعلامية للتحالف العضوية إلى أن قائمة مرشحي التحالف الديمقراطي للمحامين تبدأ من الرقم (21) وحتى الرقم (40)، ابتداءً من جلال الدين محمد السيد وانتهاءً بحاتم أحمد محمد فضل الله خورشيد، أما مرشح التحالف لمنصب النقيب فهو علي محمد عثمان قيلوب. وقال التحالف في بيان لاحق، مساء الجمعة، أن الأجهزة الأمنية اعترضت حافلة تقل محامي التحالف الديمقراطي القادمين من الأبيض عند جبل أولياء جنوبي الخرطوم، قبل أن تفرج عنهم بعد استجوابهم. واعتبر البيان الخطوة "مواصلة لمسلسل الخروقات وتسخير الجهاز التنفيذي للدولة لمناصرة قائمة مرشحي المؤتمر الوطني في انتخابات النقابة. وقال "لن ترهبنا مثل هذه التصرفات.. سيواصل التحالف مسيرته لاسترداد المنبر النقابي للمحامين مهما كانت العوائق التي تضعها السلطات والأجهزة الرسمية في طريقه لإنقاذ قائمة المؤتمر الوطني من الغرق". من جهته قال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي كمال عمر إن اجتماعا سيعقد مساء الجمعة "للإعلان عن مفردات سياسية بعينها". وأعلن الحزب المشارك في حكومة الوفاق الوطني في وقت سابق مقاطعته لانتخابات المحامين، لكنه لوح بخيارات لم يفصح عنها. من جهته حرض زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي كل الذين آذاهم "فساد التمكين"، على أن يهرعوا سراً وعلانية لدعم قائمة التحالف الديمقراطي. وأشاد المهدي في رسالة للمحامين عنونها ب "المرافعة" بقرار حزب المؤتمر السوداني دعم قائمة التحالف "لخوض معركة إذا ربحت كانت خطوة في طريق النظام الجديد، وإذا لم تحقق النصر فإنها سوف تكون صرخة تعبوية من أجل الحريات العامة". وخاطب حزب المؤتمر الشعبي قائلا "لقد رفعتم شعار السلام والحريات. النظام لن يدفع استحقاقات السلام ولا حقوق الحريات، وسوف يستمر يرضعكم شطراً ميتاً فاسمحوا لأعضائكم من المحامين أن يتضامنوا مع زملائهم في تجمع التحرير والسلام". وحفز المؤتمر الوطني عضويته من المحامين بتنظيم ما أسماه "لقاء النصرة للمحامين الوطنيين" بأرض المعارض في بري شرقي الخرطوم، يوم الخميس، بحضور قيادات الحزب بالمركز وولاية الخرطوم. وأكد مرشح قائمة المحامين الوطنيين لمنصب النقيب عثمان الشريف خوض الانتخابات موحدين، مبيناً أن إنفاذ برنامجهم الانتخابي هو "عهد وميثاق لكل المحامين واجب النفاذ".