الخرطوم 8 يناير 2018 شكل والي ولاية كسلا، شرقي السودان، الإثنين، لجنة عليا للتعبئة والاستنفار بإقتراح من قوات الدفاع الشعبي، وتأتي الخطوة بعد ساعات من إعلان السودان إغلاق حدوده مع إريتريا المجاورة لكسلا. الآلاف من (الدعم السريع) في الفاشر لحفظ الأمن (سودان تربيون) وأعلن السودان السبت الماضي إغلاق حدوده الشرقية مع إريتريا، وسط حالة من الاستنفار الأمني الكبير، حيث وصلت ولاية كسلا تعزيزات ضخمة من الجيش وقوات الدعم السريع. وبحسب وكالة السودان للأنباء فإن اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار التي قرر والي كسلا آدم جماع تشكيلها، ستكون برئاسة وزير التربية والتعليم ووالي الولاية راعياً ومنسق الدفاع الشعبي عضواً ومقرراً وعضوية آخرين. وأكدت الوكالة الرسمية أن القرار جاء بعد الاطلاع على مقترح مقدم من منسق الدفاع الشعبي بالولاية "استجابة لمتطلبات المرحلة القادمة وتحدياتها وإشرافاً على النشاط التعبوي والجهادي لأهل الولاية". وأسست قوات الدفاع الشعبي في 5 نوفمبر 1989 بعد خمسة أشهر من استيلاء حزب الجبهة القومية الإسلامية بقيادة حسن الترابي على السلطة في السودان كقوات شعبية مسلحة خاضت الحرب في جنوب السودان جنبا إلى جنب مع الجيش، وتطلب قوى المعارضة حل هذه القوات. وحدد قرار الوالي مهام واختصاصات اللجنة في "الإشراف على برامج التعبئة والاستنفار بالولاية وتشكيل لجان على مستوى المحليات وتوفير الدعم اللازم للتعبئة والاستنفار وخلافة المجاهدين وحث المجتمع على المشاركة الفاعلة وترتيب قوافل الدعم الولائية". وكان النائب الأول للرئيس السوداني بكري حسن صالح أنهى في أواخر ديسمبر الماضي زيارة إلى أسمرا استغرقت يومين أجرى خلالها لقاءات مع القيادة الإريترية حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. إلى ذلك اعتبرت مصادر مطلعة التحركات العسكرية للسودان في الشرق مجرد إجراءات عادية مصاحبة لإعلان حالة الطوارئ التي أعلنها رئيس الجمهورية بولايتي كسلا وشمال كردفان لإسناد عملية النزع القسري للسلاح وتقنين السيارات غير المرخصة. وتزدهر على حدود السودان الشرقية عمليات تهريب السلع والإتجار بالبشر وتجارة المخدرات والأسلحة. لكن قناة الجزيرة الإخبارية كانت نقلت في وقت سابق أن تعزيزات عسكرية لقوات مصرية وصلت إلى قاعدة ساوا الإريترية، إلى جانب زيارة سرية قام بها الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إلى دولة الإمارات. وتوترت العلاقات بين الخرطوم والقاهرة لحد سحب السفير السوداني بغرض التشاور، على خلفية ملفات عالقة على رأسها النزاع الحدودي بين البلدين حول حلايب وتباعد المواقف حول سد النهضة الإثيوبي. وازدادت حدة التوتر بعد هجوم شرس من وسائل الإعلام المصرية على السودان بعد زيارة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للخرطوم وسواكن على البحر الأحمر أواخر ديسمبر الفائت.