الخرطوم 5 أبريل 2018 رفض حزب الأمة القومي، الاجراءات الجنائية التي حركها جهاز الأمن السوداني ضد رئيسه الصادق المهدي وبعض قادة تحالف "نداء السودان"، قائلاً إن استهداف المهدي "يعد استهدافا لمسيرة الشعب نحو التغيير الكامل". الصادق المهدي في مؤتمر صحفي بالخرطوم.. 18 مايو 2017 (سودان تربيون) واعتبر الحزب أن البلاغ كيدي وأتى عقب تصريحات للبشير هدد فيها باتخاذ اجراءات قانونية في مواجهة أحزاب "نداء السودان" مكرراً ذات الشيء في خطابه بالبرلمان مطلع أبريل الحالي، وعد ذلك إشارة لجهاز الأمن لرفع الدعوى. ودوَّنت نيابة أمن الدولة، بناءً على عريضة تقدم بها جهاز الأمن والمخابرات، الثلاثاء، بلاغاً جنائياً ضد الصادق المهدي، وآخرين من قادة "نداء السودان"، ووجهت لهم تهم تصل عقوبة بعضها الإعدام. وقال حزب الأمة القومي في بيان تلقته (سودان تربيون) الخميس، إن "الدعوى صيغت بتلفيق عدد من التهم الجنائية وتحت قانون مكافحة الإرهاب، وتشمل تهماً بإسقاط النظام بالقوة وتقويض النظام الدستوري والتجسس والاشتراك مع منظمات إرهابية". وأوضح أن "نداء السودان" تحالف سياسي مدني، بتأكيد كل وثائقه منذ تأسيسه وحتى آخر وثيقة "الإعلان الدستوري"، ويتخذ النضال السلمي والمقاومة "اللاعنفية" وسيلة لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والعدالة والديمقراطية. وأكد البيان أن "المهدي يعد أحد صمامات أمان وحدة وسلام وخلاص الوطن، بل هو برشامة ضد استخدام العنف والإرهاب معطياً للحل السلمي المتفاوض عليه أولوية قصوى". وأشار إلى أن الكثير ممن ذاقوا بأس النظام لا يستطيعون تفهم تعالي "المهدي" على الجراح الخاصة من أجل حقن دماء السودانيين، فيرميه بعضهم بالمهادنة، رغم أنه ظل المستهدف الأول ل "الانقلابيون"، وزاد "استهدافه هو استهداف لمسيرة الشعب نحو التغيير الكامل". وأكد حزب الأمة أن ما جرى في باريس خلال اجتماعات "نداء السودان" على خطة المستقبل والهيكلة، أفقدت النظام ما تبقى من عقله، وسعى مغتاظاً لمحاكمة قوى المعارضة في شخص رئيس المهدي. وأضاف "تلك آخر محطات الطغاة حين ينكشف عجزهم أمام صمود قوى الشعب الحيّة ذات الإرث التليد في مقاومة الاحتلال أيّا كان خارجياً أم داخلياً، وذات التاريخ المشهود فداء لأوطانها". "نحن نرفض تهديد رئيسنا وغيره من قادة النداء بالملاحقة القانونية، فطبيعة ومسيرة نداء السودان وموقفه السياسي هو أنه تحالف يستخدم الوسائل السلمية حصرياً، ولا يوجد أي أساس لإدانة أي من فصائله بالإرهاب". وأشار إلى أن الحركات المسلحة بالتحالف تؤكد أولوية الحل السلمي وتستجيب للحوار باستحقاقاته، ولم توجه لها أية جهة رقابية تهماً بالإرهاب لأنها الأبعد عن استهداف المدنيين كما أن النظام نفسه جلس إليها مفاوضاً عشرات المرات. وزاد "القاصي والداني يدرك يقينا بأن النظام يستنزف الوقت والجهد بمثل هذه المسرحيات حتى يبلغ انطباخات 2020، ولو كان ثمن ذلك ضياع الوطن وعوز المواطن". ومنذ أن انفضت اجتماعات (نداء السودان) بباريس قبل أسبوعين، هدد البشير بتحريك إجراءات قانونية ضد المتحالفين مع الحركات المسلحة، بالرغم من أن التحالف اعتمد الوسائل السياسية السلمية لإحداث التغيير عبر انتفاضة شعبية سلمية أو حوار باستحقاقاته. ويضم التحالف أحزابا سياسية على رأسها حزبي الأمة والمؤتمر السوداني إلى جانب حركات مسلحة تقاتلها الحكومة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.