الخرطوم 23 مايو 2018 رفض وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد، الأربعاء، الرد على تساؤلات نواب البرلمان بشأن استحقاقات الدبلوماسيين بالخارج التي أثارها الوزير السابق وأطاحت به من موقعه. الدرديري محمد أحمد وأعفى الرئيس السوداني عمر البشير منتصف أبريل وزير الخارجية إبراهيم غندور من منصبه بعد 24 ساعة فقط من خطاب أمام البرلمان تضجر فيه من عدم صرف البعثات الدبلوماسية رواتبها لشهور طويلة. وقال الدرديري لدى تقديمه أول بيان له أمام البرلمان منذ تقلده المنصب قبل أسبوعين، إن "الوزارة ستمد البرلمان بتقرير تفصيلي بشأن المسائل المالية خلال الفترة المقبلة، وستعرض التقارير على البرلمان في وقتها". وأفاد الدرديري أن "معالجات الأزمات الاقتصادية بالبلاد مرتبطة بقرارات سياسية". إلى ذلك أكد الوزير أن بلاده "لن تحصل على استحقاقاتها المالية لبرنامج وأجندة التنمية المستدامة ما لم تطبع علاقاتها السياسية مع الدول صاحبة القرار وكسب أصوات ايجابية من الدول للافراج عن تلك المستحقات"، مشيراً إلى استيفاء بلاده كافة شروط منظمة الهيبك لإعفاء الديون. وتابع "لكن عملية الإعفاء مرهونة بقرارات سياسية"، مؤكداً ضرورة سداد أجزاء من الديون تحسباً لتراكمها لحين الإعفاء. في سياق آخر طالب رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان الطيب مصطفى وزارة الخارجية بالعمل بمبدأ "أمسك لي وأقطع ليك والتخلي عن (الدروشة) في العلاقات الخارجية"، قائلا "لا يعقل أن نعاني من أزمة وقود ونحن على مرمى حجر من دول بترولية". وقال مصطفى خلال مداولات النواب على بيان أداء وزارة الخارجية للربع الأول من العام 2017 والربع الأول من العام 2018، "للأسف الوزراة لا تجيد تمزيق الأوراق التي في يدها ولا تجيد عصر الليمونة كما تفعل كثير من الدول في التعامل الخارجي". من جانبه قال النائب عوض الكريم بابكر إن الأزمة التي تمر بها البلاد تشكك في علاقاتها الخارجية، وطالب الوزارة بأن "تصر وشها" أمام بعض الدول، وأضاف "علاقاتنا ليست على ما يرام كما يصورها لنا الدبلوماسيون، لأننا لم نجد الصديق وقت الضيق". إلى ذلك قال وزير الخارجية، إن السودان يحضّر الآن للمرحلة الثانية من الحوار مع الولاياتالمتحدة الأميركية توطئة لتدشينها قريباً، وأشار إلى دور البلاد في قضايا الأمن والسلام الإقليمي ومحاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية ومكافحة الجرائم العابرة للحدود. وقال، في بيانه أمام البرلمان عن أداء الوزارة للنصف الثاني من العام 2017 والربع الأول من العام الجاري، إن السودان أصبح يعدّد وينوّع خياراته الدبلوماسية وعلاقاته الخارجية مع القوى الصاعدة ذات التأثير الاقتصادي والسياسي في العالم. وأشار الدرديري إلى تطوير علاقات البلاد مع "تركيا، روسيا، البرازيل، الهند، والصين" وعدد من الدول الآسيوية ودول الخليج، مؤكداً أن السودان يتوجه نحو الاندماج في الاقتصاد العالمي وجذب الاستثمارات. وأشار الوزير إلى السياسة الخارجية للبلاد بقيادة الدبلوماسية الرئاسية التي ترتكز على الإقليمين العربي والأفريقي، خاصة العلاقات مع دول الجوار لما تعنيه من حفظ الأمن القومي، مبيناً أن البعد الاقتصادي له أهمية قصوى في عمل الوزارة لإنفاذ مبادرة رئيس الجمهورية لتحقيق الأمن الغذائي العربي. وأضاف الدرديري أنه رغم الصراعات التي تشهدها المنطقة، سعي السودان لبناء علاقات ثنائية تقوم على أساس التعاون والتعايش والعمل الجماعي مع الدول. وأكد تقرير الخارجية احتواء التصعيد بين السودان ومصر وتعزيز حالة التهدئة بعد الزيارة التي أجراها الرئيس البشير لمصر في فبراير الماضي مبيناً أنه تم وضع مصفوفة لحل كل المشاكل العالقة بين البلدين.