الخرطوم/ نيالا 5 يونيو 2018 لقي 8 أشخاص مصرعهم وأصيب 7 آخرين بجروح خطيرة، إثر هجوم نفذته مسلحون على قرية "حجير تونو" للعودة الطوعية، 29 كلم جنوب شرق نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، وأكدت السلطات توقيف أحد الجناة ومطاردة بقية المسلحين. صور إرشيفية لقتلى الهجوم على شيوخ منواشي في قرية (حمادة) بجنوب دارفور "سودان تربيون" وقال شيخ المنطقة عيسى صالح فضالي ل (سودان تربيون) الثلاثاء إن مجموعة مسلحة من خمسة أفراد تمتطي الجمال، هاجموا في العاشرة من ليل الإثنين سوق القرية المكتظ بالمواطنين ما أدى الى وفاة ستة مواطنين في الحال بينما نقل تسعة مصابين الى مستشفى نيالا التعليمي لتلقي العلاج لكن إثنين منهم فارقوا الحياة. وأوضح فضالي أن الجناة لاذوا بالفرار في الاتجاه الجنوبي للمنطقة. وتجمهر عشرات المواطنين من ذوي الضحايا داخل مستشفى نيالا صباح الثلاثاء ما اضطر لجنة أمن الولاية لنشر دوريات شرطية وأمنية حول المستشفى تفاديا لحدوث إنفلات أمني. وأكد فضالي أن حكومة الولاية ولجنة أمنها لم تحرك قوات لملاحقة الجناة خاصة وأنهم يستغلون الجمال الأمر الذي يؤدي لضياع أثرهم ويعزز افلاتهم من العدالة. وأشار الى أن الحادث أربك الأوضاع الأمنية بصورة أشبه بسنوات الانفلات الأمني السابقة التي شهدتها المنطقة. وتابع "السلاح منتشر بأيدي المجرمين المعروفين للدولة رغم ادعاء حكومة الولاية نجاح حملة جمع السلاح وهو ادعاء يكذبه واقع الحال". وتشكل الهجمات على قرى العائدين من مخيمات النزوح أحد الأسباب الرئيسية التي تمنع النازحين من مغادرة المخيمات، ويشترط غالبيتهم ضمان توفر الأمن في قراهم الأصلية حيث تنشط مجموعات مسلحة في تنفير الراغبين في العودة بالاستيلاء على أراضيهم منعهم بقوة السلاح من الزراعة. وشجب المتحدث باسم الحركة الشعبية قيادة عقار، مبارك أردول، الاعتداء على القرية. واتهم في تصريح صحفي مليشيا تابعة للحكومة بتنفيذ الهجوم وأبدى أسفه لاستباحة الدماء بنحو ممنهج وشرس، وفق تعبيره. وأضاف "هذا النهج الذي يؤكد أنه فصل جديد من فصول تكرار الابادة الجماعية الثالثة في دارفور بعد أن جعلت الحكومة السلاح حكرا على مليشياتها وجردت منه البقية". وأعلن عزم الحركة على التحرك لايقاف وجسم هذا "العبث" واجراء اتصالات مع جهات حقوقية ودولية واقليمية لفضح "هذه الجريمة". بدورها ناشدت حركة تحرير السودان على لسان متحدثها الرسمي محمد عبد الرحمن الناير المجتمع الدولي للقيام بواجبه الأخلاقي والانساني في حماية المدنيين العزل. كما دعت الى توقيف الرئيس عمر البشير وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية التي تطلب مثوله منذ العام 2009 في ما يخص الانتهاكات التي شهدها إقليم دارفور. وأضاف الناير "عدم القبض عليه ومحاكمته يعني مزيد من الجرائم والدماء بحق المدنيين العزل". من جانبه أكد والي جنوب دارفور آدم الفكي عودة الهدوء الى منطقة حجير تونو بعد ما اسماه "مشاجرة" في السوق قتل على إثرها 8 أشخاص وجرح 6 آخرين. ولفت الفكي، في مؤتمر صحفي بنيالا الثلاثاء، إلى أن تفاصيل الحادث تعود الى دخول مجموعة مسلحة من 4 أشخاص الى السوق حيث حدث احتكاك بينهم وبائعة بالسوق تدخل على إثره أهل السوق ما أدى الى إطلاق نار من المجموعة وتوفي في الحال 6 أشخاض وإثنان توفيا لاحقا بعد نقلهما الى مستشفى نيالا بينما هناك 4 جرحى حالتهم مستقرة. وأشار الوالي الى القبض على أحد الجناة وجاري البحث عن الآخرين، ولفت الى تحرك لجنة أمن الولاية الى موقع الحادث وجلوسها مع سكان المنطقة والاستماع إليهم، مؤكدا أن الحادثة ليس لها علاقة بأي صراع قبلي، وزاد "حتى الذين قتلوا في الحادث كانوا من عدة قبائل". وأفاد أن حكومة الولاية قررت فتح قسم للشرطة ونشر فصيل من الجيش يضاف ل 20 سيارة من القوات المشتركة التي أرسلت للمنطقة، مشيرا الى أن الحادثة عرضية ليس لها علاقة بالعودة الطوعية وهي مستمرة باعتبارها مشروع لرئاسة الجمهورية. وبشأن شكوى المواطنين من تهديد حاملي السلاح لفت الفكي إلى أنهم غيروا خطة جمع السلاح من التحرك في مجموعات كبيرة الى التحرك في مجموعات صغيرة في شكل دائري لجهة أن الناس يخبئون السلاح تحت الأرض. وتابع "لدينا سيارات جاهزة تتحرك في أي زمن"، منوها الى وضع خطة متكاملة لحماية الموسم الزراعي.