أبدت وزارة الخارجية السودانية استياءها لتحذير الولاياتالمتحدة رعاياها من مخاطر إرهابية في السودان، وعدته تصرفا يجافي الموضوعية ويتجاهل التطورات الإيجابية على الأرض. مقر الخارجية السودانية وقالت وزارة الخارجية الأميركية في تحذير الإثنين "تواصل الجماعات الإرهابية التخطيط لشن هجمات في السودان، لا سيما الخرطوم. وقد يشن الإرهابيون هجمات دون سابق إنذار ويستهدفون منشآت حكومية أجنبية ومحلية ومناطق يرتادها الغربيون". ووفقاً لتحذير السفر، فإن "جرائم العنف مثل الاختطاف والسطو المسلح وغزو المنازل وسرقة السيارات، منتشرة بشكل خاص في إقليم دارفور، وغالبًا ما يتم استهداف الغربيين. ولا تزال التوترات مرتفعة بين حكومة السودان وقوات المعارضة ويستمر العنف على طول الحدود بين تشاد والسودان والمناطق التي تقع على الحدود مع جنوب السودان (بما في ذلك منطقة أبيي المتنازع عليها)، وتنشط جماعات المعارضة المسلحة في وسط دارفور وأجزاء من ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان". ودعت الخارجية السودانية نظيرتها الأميركية، لإعادة النظر في تحذير رعاياها من السفر إلى السودان، وأن تسعي لمواصلة دورها في دفع عملية الحوار الثنائي البناء رفيع المستوي من أجل تطبيع علاقات البلدين وخدمة مصالحهما العليا. وأفادت في تصريح لمتحدثها الرسمي قريب الله خضر الثلاثاء إن "إعلان التحذير في توقيت يشهد فيه السودان أجواء سياسيةً وأمنيةً إيجابيةً، حظيت مؤخرا بإشادة ودعم العديد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، على رأسها الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، أمر تعوزه المبررات الموضوعية ومجاف للواقع الإيجابي". وأشار الى السماح مؤخراً لوفد من السفارة الأميركية السفر إلى دارفور والتنقل بحرية بين جميع ولاياتها. وتابع " كما أن التحذير تجاهل الحقائق والواقع على الأرض في دارفور وفى ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، ويناقض تقارير الأممالمتحدة وآخرها تقرير المراجعة الاستراتيجية لبعثة يوناميد والذي أوصى بالاستمرار في تنفيذ استراتيجية خروج البعثة". وأكد المتحدث التزام السودان مع الشركاء الدوليين بمحاربة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي، ودعوته لهم إلى إثبات وتقوية التزاماتهم عبر آليات الحوار الاستراتيجي رفيع المستوي خدمةً لمصالح جميع الأطراف وترسيخاً للأمن والسلم الدوليين. وبرغم اعلان واشنطن قبل أشهر رفع العقوبات الاقتصادية المتطاولة عن السودان، الا إنها لازالت تصنفه من بين الدول الراعية للإرهاب وهو ما يعيق تقدم علاقات الخرطوم بدول العالم في ملفات عديدة ذات صلة بالجوانب الاقتصادية والسياسية والأمنية. وينتظر أن تبدأ مباحثات مباشرة بين الخرطوموواشنطن في النصف الثاني من هذا الشهر بزيارة منتظرة لوزير الخارجية السوداني الى أميركا حيث تنطلق جولة جديدة من التفاوض الرامي لمحو اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.