الخرطوم 19 أغسطس 2018 قال الصندوق القومي للإسكان والتعمير إنه جاهز لإنفاذ ما يليه من توجيهات الرئيس البشير بشأن مشروعات الخيار المحلي لمتضرري سد مروي التي ظلت معلقة 11 عاما، وذلك بعد غرق 23 طفلا ببحيرة السد شمالي السودان. سيدة على ضفة بحيرة سد مروي تنتظر انتشال جثامين أطفال غرقى (صورة من صفحة الناشط مصعب حسونة على فيسبوك) أغسطس 2018 وتسبب غرق التلاميذ بينهم أشقاء في ردود فعل واسعة إثر غرق قارب كان يقلهم من منطقة الكنيسة بالوحدة الإدارية بكبنة، حيث كانوا في طريقهم للدراسة، كما لقيت شابة في مقتبل العمر نحبها في ذات الحادث. وأعلن الأمين العام للصندوق القومي للإسكان والتعمير غلام الدين عثمان عن جاهزية الصندوق للتعاون والتنسيق مع كافة الجهات ذات الصلة لإنفاذ ما يليه من توجيهات لرئيس الجمهورية بخصوص الخيار المحلي لأهالي المناصير بمحلية البحيرة بولاية نهر النيل. وتعهد غلام الدين في تصريح لوكالة السودان للأنباء بالعمل مع الجهات المختصة لإنفاذ توجيهات الرئيس بشأن مشروعات الخيار المحلي وبخاصة التي تتعلق بالسكن بمحلية البحيرة. وكان البشير قد التزم لدى وصوله المنطقة المنكوبة يوم الجمعة بالموافقة على كل مشروعات الخيار المحلي مشيرا إلى صدور خطابات الضمان للبدء في تنفيذها. واقترح تسمية قرية الكنيسة باسم قرية "الشهداء" ووجه كذلك ببناء مدرسة نموذجية مختلطة في القرية تحمل اسم "شهداء البحيرة" تخليدا للأطفال ضحايا الحادث. ولقي الأطفال حتفهم غرقا على قارب درج على نقلهم إلى مدرستهم التي يحول "خور" دون وصولهم إليها عندما يمتلئ بالمياه في موسم الفيضان، ما يتطلب تشييد جسر بطول حوالي 150 مترا. ودائما ما شكى أصحاب الخيار المحلي من تباطوء الحكومة في الوفاء بالتزاماتها تجاه المشروعات الخاصة بتوطينهم حول بحيرة سد مروي. وتشير "سودان تربيون" إلى أن المناصير من أصحاب الخيار المحلي يطالبون بتوطينهم حول بحيرة سد مروي، ويرفضون التهجير إلى قرى شيَّدتها وحدة تنفيذ السدود في وادي المكابراب بعيدا عن البحيرة. وفي 2007 تم الاتفاق على تنفيذ مشروعات لتوطين الراغبين في الخيار المحلي حول بحيرة السد، لكن هذا الاتفاق لم ينفذ ما اضطر المتأثرين للاعتصام لأكثر من ثلاثة أشهر أمام مقر حكومة ولاية نهر النيل في الدامر. وتم رفع الاعتصام في مارس 2012 بعد توقيع اتفاق بين حكومة الولاية ومجلس المتأثرين، لكن هذا الاتفاق أيضا لم يرى النور. وافتتح سد مروي في مارس 2009 على يد الرئيس السوداني عمر البشير. وعند اكتمال السد واغلاق بواباته لتخزين المياه تسببت مياه البحيرة في تدمير نحو ألفي منزل وغمر 3 آلاف فدان من المزارع والمغروسات تعود للمتمسكين بالتوطن حول البحيرة.