الخرطوم 5 ديسمبر 2018 نفذ لاجئون سودانيون اعتصاما أمام مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العاصمة الغانية أكرا احتجاجا على أوضاعهم ورفض المفوضية منحهم أوراق اللجوء، وطالبوا الأممالمتحدة بسرعة التدخل لحل الأزمة. لاجئة سودانية تحمل طفلها في مخيم أمام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بعمان صورة من موقع "cnn" وقال أحد قيادة اللاجئين حب الدين محمد إن السودانيين الذين قدموا إلى غانا منذ أكثر من ست اعوام وعددهم حوالي (764) لاجئ بينهم اطفال ونساء رفضت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين منحهم بطاقات اللجوء. وأضاف "أنا حضرت إلى غانا في العام 2014 وعبرت حوالي ست دول ولكن عندما وصلت رفضت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة منحي بطاقة اللجوء ولذلك اعاني من مشاكل السكن والاعاشة والرعاية الصحية "، مشيراً إلى أن عدداً منهم لجأوا الى مسجد في المدينة ولكنهم يواجهون معاناة كبيرة. ونقلت صحيفة (الشرق الأوسط) عن لاجئ آخر يدعى محمد صلاح أنهم قرروا الدخول في اعتصام امام مكتب مفوضية اللاجئين منذ الأسبوع الماضي وتقدموا بمذكرة لمطالبهم. وأفاد إن اللاجئين ينحدرون من مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وهي مناطق تعاني من الحروب، وذكر أن أول عدد من السودانيين الذين وصلوا الى غانا كان في العام 2004 وتم منحهم حق اعادة التوطين في الولاياتالمتحدةوكندا وتوقف هذا البرنامج في العام 2009. وقال "لكن الآن نجد صعوبة وقسوة في الحياة لا نملك شيئاً ولا تقدم لنا المنظمة الأممية أي مساعدات والتي كانت تقدم للذين سبقونا تم ايقافها"، وأفاد أن الردود من المفوضية لا تتم بشكل رسمي عبر خطاب مكتوب ودائما ما تكون شفاهية. ولفت الى رفض طلبات 25 لاجئا سودانيا قبل ستة أشهر، وتابع "ولكن عندما اجتمعنا مع موظفي المفوضية أنكروا أنهم رفضوا الطلبات المقدمة لهم على الرغم من اننا أبرزنا خطابات الرفض". وقال محمد إن المفوضية تتعامل بتمييز ضدهم في رفض قبول حقهم في اللجوء فيما تمنحه إلى للاجئين سوريين عددهم 300 لاجئ وصلوا من مصر وآخرين يحملون الجنسية السودانية. وأضاف "هذا حقهم فهم أيضا يعانون من حروب في بلادهم كما نعاني نحن في بلادنا، بل أن حروبنا سبقتهم بسنوات ولكن المفوضية لديها تمييز". وأوضح أن اللاجئين السوريين منحوا حق اللجوء خلال ستة أشهر وتم اعادة توطين عدد كبير منهم في كندا وأروبا والولاياتالمتحدة، وقال "لا أعرف ما الفرق بيننا والسوريين حتى يتم هذا التمييز بين اللاجئين وبهذه الطريقة غير الإنسانية"، مشيراً إلى وفاة احدهم قبل أشهر نتيجة عدم توفير العلاج من قبل المفوضية، وتابع "لدينا كثير من المرضى ولا نجد لهم أموال للعلاج". وقال حب الدين إن ممثلين من مجموعتهم عقدوا اجتماعاً مع المسؤولين في المفوضية الجمعة وسيعقدون اجتماعا آخر يوم الثلاثاء لحل الازمة وتنفيذ المطالب التي تقدموا بها وهي ثمانية منها توفير السكن والغذاء والتعليم للأطفال والرعاية الصحية خاصة أن هناك نساء حوامل. وذكر أن "هذه عقوبات ضدنا من الأممالمتحدة التي يفترض أن تقوم برعايتنا وحمايتنا وفق مواثيقها وحقوق اللاجئين"، وقال "نحن هربنا من بلادنا وواجهنا المخاطر حتى نصل إلى هذه الدولة ولكن وجدنا انفسنا في مشكلة اكبر ومعاناة وليس لدينا جهة نتوجه اليها ولا يمكننا العودة الى السودان بسبب الحروب". وأكد اللاجئ محمد نور أن السلطات في غانا تتعاون معهم بشكل أفضل، وقال إن الاعتصام لم يحدث فيه شغب أو تظاهرات أو تخريب ولم يغلقوا الشارع الرئيسي أمام المفوضية. وأضاف "نظمنا انفسنا بشكل جيد ونجد الاحترام من السلطات في غانا"، مشيراً إلى أن موظفي المفوضية أبلغوا الشرطة للقيام بتفريقنا بالقوة ولكن لم يحدث أي شيء من قوات الشرطة، وقال "تفهم الضابط المسؤول وقفتنا واعتصامنا وعاد أدراجه وصرف قواته وواصلنا الاعتصام حتى الآن على الرغم من هطول الأمطار الغزيرة فوق رؤوسنا دون أغطية ومعنا أطفال ونساء حوامل ومرضى". وتبعد دولة غانا آلاف الأميال عن السودان، وعبر اللاجئون دول تشاد والكاميرون والنيجر للوصول إلى أكرا نتيجة الحروب التي تشهدها مناطق دارفور منذ العام 2003، ثم الحرب التي اندلعت في منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان في العام 2011، وعبر لاجئون سودانيون آخرون ومعظمهم من دارفور البحار للوصول إلى أوروبا.