اتهم مسؤول في حزب المؤتمر الوطني صاحب الأغلبية الحاكمة في السودان، قوى سياسية بالعمل على التخريب وإثارة الفتنة وتقويض الأمن والاستقرار، وذلك في أعقاب اندلاع موجة احتجاجات عنيفة بمدن عطبرة وبورتسودان ولحقت بها ليلا الدامر والمتمة وأحرقت فيها مباني الحزب. متظاهرون أشعلوا مقر (الوطني) في عطبرة .. صورة بثها ناشطون على (فيس بوك) 19 ديسمبر 2018 وقال رئيس قطاع الإعلام في حزب المؤتمر الوطني إبراهيم الصديق في تصريح نقلته وكالة السودان للأنباء ليل الأربعاء ان حق التعبير عن المواقف والآراء مكفول بنص الدستور، لكن التخريب غير مقبول ومرفوض. وأضاف " ما جرى في عطبرة من بعض المتظاهرين لا يتسق مع مفهوم التظاهرات السلمية ووصفه بمحاولة لزعزعة الأمن والاستقرار". وشهدت عطبرة الواقعة شمال السودان مظاهرات عنيفة منذ الصباح وخرجت المدينة عن بكرة أبيها غضبا على رفع سعر الخبز الى ثلاثة جنيهات، وعمد المحتجون الى إحراق دار المؤتمر الوطني كما أشعلوا النار في مباني المحلية بعد انسحاب القوات التي كانت مكلفة بحمايتها. وقال الصديق "من المؤسف ان تأتى هذه الأحداث من فئة محدودة سعت لإشعال الفتنة بتدبير من حزب عقائدي عجوز هدفه الأساسي ان يعيش الوطن في حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي". وتمثل عطبرة تاريخيا إحدى معاقل الحزب الشيوعي السوداني حيث عرف الحزب هناك بنشاطه العميق وسط النقابات خاصة في السكة حديد. ولفت إبراهيم الى أن تلك الاحتجاجات اندلعت في الوقت الذي بدأت فيه الأزمة في الطريق الى الانفراج، وأن بعض الأزمات معترف بها وتجري ترتيبات وتدابير واسعة لمعالجتها. وأردف " ما تم لو كان مظاهرة سلمية كان يمكن ان يكون مقبولا ولكن هناك عمليات حرق وتدمير غير مقبولة بأي شكل من الأشكال". وأوضح رئيس قطاع الاعلام ان الأجهزة الأمنية والشرطية تعاملت بمهنية عالية وضبط نفس وهدوء لتفويت الفرصة على الذين يسعون للخراب. وتابع " هذه التصرفات تعتبر محاولة لإحداث خلخلة أمنية، وهذا أمر يستوجب التوقف عنده". الى ذلك خرجت مظاهرات مسائية في مدينة الدامر القريبة من عطبرة وأحرق المحتجون هناك أيضا دار المؤتمر الوطني، وشارك في الاحتجاجات طلاب السكن الداخلي لكن قوات الشرطة تصدت لهم ووقعت مواجهات عنيفة بين الطرفين حسبما أفاد ناشطون. وفي المتمة أدت المواجهات التي لازالت متصلة بين القوات الأمنية والمتظاهرين الى إصابة طالب في رأسه كما جرى اعتقال تسعة من منسوبي كلية القانون.