انتقدت الحكومة السودانية بشدة دول (الترويكا)، وقالت إنها لا تقبل أي تهديدات مبطنة، وذلك ردا على البيان الذي أصدرته هذه الدول الثلاثاء، وعبرت فيه عن صدمتها لقتل محتجين أثناء المظاهرات السلمية في عدة مدن ودعت الحكومة للتحقيق حولها ومحاكمة المسؤولين عنها. مقر الخارجية السودانية ووصف تصريح للمتحدث باسم وزارة الخارجية بابكر الصديق، الأربعاء بيان المجموعة التي تضم (أميركا، بريطانيا، النرويج، كندا) بالمتحامل وأنه يجافي الموضوعية والوقائع. وشدد على رفضهم ما جاء في البيان من "تهديد مبطن" وأكد في ذات الوقت حرص وزارة الخارجية على التعاطي الإيجابي مع دول (الترويكا) عبر آليات الحوار المتفق عليها. وتابع " تعيد الوزارة التأكيد على استقلالية القرار السوداني وحماية سيادة البلاد، ورفض التدخل في الشؤون الخاصة". وكانت دول الترويكا أشارت الى أن الإجراءات والقرارات التي ستتخذها الخرطوم خلال الأسابيع المقبلة سيكون لها تأثير على تعامل حكومات (الترويكا) وغيرها من الدول مع السودان في الأشهر والسنوات المقبلة. ونوه الصديق الى أن الأرواح التي فقدت لمواطنين سودانيين "ظلت الحكومة تحرص على حمايتهم، وحفظ دمائهم، انطلاقا من مسؤولياتها القانونية والسياسية والأخلاقية". فكان قرار الرئيس بتشكيل لجنة للتحقيق في حالات الوفاة برئاسة وزير العدل. وتابع " ولا تحتاج حكومة السودان لوصاية أو مواعظ من سفارات الدول المعنية في هذا الخصوص". ولفت المسؤول السوداني الى أن الموضوعية كانت تقتضي الإشارة إلى أعمال العنف التي صاحبت بعض الاحتجاجات، مثل الاعتداء على المرافق الحكومية والحزبية إضافة إلى نهب البنوك والمتاجر والممتلكات الخاصة. وتابع " كما لم يتعرض البيان لحقيقة أن حالات الوفاة كانت في سياق أحداث العنف التي صاحبت بعض الاحتجاجات، وأن من بين الضحايا أفراد من القوات النظامية، وأنه في حالة التظاهرات التي لم يصاحبها أعمال عنف واعتداءات على الشرطة، رغم كونها غير قانونية، لم تكن هناك وفيات".