نفذت السلطات الأمنية السودانية الثلاثاء حملة اعتقالات جديدة في مواجهة سياسيين ومهنيين وناشطين، كما فضت بالقوة وقفات احتجاجية صامتة نظمتها مجموعات مهنية مختلفة للتنديد بمقتل أحد المحتجزين لدى جهاز الأمن السوداني شرقى البلاد مطلع هذا الأسبوع. أسماء محمود محمد طه ونظم محامون وأساتذة جامعات وأطباء ومعلمون وقفات احتجاجية في مواقع متفرقة بالعاصمة الخرطوم لدعوة من "تجمع المهنيين السودانيين". وأفادت معلومات متطابقة أن قوات أمنية اقتادت كل من القيادية بالحزب الجمهوري أسماء محمود محمد طه، والامينة العامة لحزب الأمة سارة نقد الله وكبرى كريمات زعيم حزب الأمة ام سلمة الصادق المهدي وأخريات أثناء مشاركتهن ضمن كيان المجموعات النسوية السياسية والمدنية (منسم)، في وقفة احتجاجية أمام مبنى الأممالمتحدةبالخرطوم. واعتقلت قوة أخرى المحامي المعروف نبيل أديب بمعية عدد من المحامين عقب فضها وقفة مماثلة أمام المحكمة العليا، وكانت اقتادت في وقت سابق المحامي كمال الجزولي ومحامون آخرون شاركوا في اجتماع بأحد أحياء العاصمة لبحث قضايا المعتقلين. وأطلقت الشرطة كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع في محيط جامعة الخرطوم مع ظهور عدد من الخريجين كانوا يزمعون الاحتشاد أمام الجامعة للتعبير عن الاحتجاج. وحمل جنود العصى وسارعوا صوب المتجمعين لضربهم مما اضطرهم للتفرق. من جهة أخرى نفذت مجموعة من الأطباء وقفات احتجاجية في عدد من المستشفيات من بالخرطوم، كما أغلقت صيدليات أبوابها إيذانا بدخولها في اضراب عن العمل. ورفع الأطباء المحتجون لافتات تندد بالعنف في مواجهة المتظاهرين. وشهدت عدد من المدارس الثانوية في العاصمة احتجاجا للمعلمين رفضا لمقتل زميلهم الذي كان معتقلا لدى السلطات الأمنية في منطقة خشم القربة بولاية كسلا. وكان تجمع الهنيين دعا الفئات المهنية للخروج الثلاثاء "تنديداً بممارسات النظام اللاإنسانية ضد المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم المكفولة بالدستور". وتأسس تجمع المهنيين في نهاية العام 2013 من نقابات للأطباء والصيادلة والبياطرة والمهندسين والمدرسين والمحامين والصحفيين وأساتذة الجامعات، وهي كيانات نقابية موازية ومعارضة للنقابات الرسمية الناشطة في المؤسسات الحكومية. وتم الإعلان عن التجمع رسميا في أغسطس 2018 لكن قياداته لم تظهر للعلن لدواعي أمنية، حيث اعتقلت السلطات أحد شباب التجمع وهو محمد ناجي الأصم فور الإعلان عن نفسه. وتحظى دعوات التجمع بتجاوب واسع من الشارع السوداني، حيث تمكن من تنظيم أكثر من ثلاث مواكب حاشدة في كل من الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، للمطابة بتنحي النظام، كما دعا لحشد جديد الخميس المقبل.