كشفت لجنة تحقيق مختصة، في السودان ،الخميس عن نتائج التحقيق حول وفاة المعلم أحمد الخير، الذي فارق الحياة بعد ساعات من اعتقاله على يد قوات أمنية بشرق البلاد، وأفادت أن الرجل مات بسبب التعذيب، في وقت طالب المؤتمر الشعبي أحد أبرز الحلفاء في الحكومة بإقالة والي كسلا ومدير الشرطة هناك. أعضاء لجنة التحقيق لحظة القسم بالقصر الجمهوري ..الأربعاء 16 يناير 2019 وفجر حادث مقتل المعلم الشاب ردود أفعال عنيفة وسط الشارع السوداني وتحول الى قضية رأي عام في أعقاب تأكيد ذويه تعرضه لتعذيب شديد، وهو ما أنكره بيان لجهاز الأمن السوداني مؤكدا أن الخير تعرض لوعكة نتجت عن تناوله طعاما من أحد المحال بمعية آخرين، ومع ذلك شكل جهاز الأمن لجنة تحقيق وصلت مدينة كسلا الأربعاء وباشرت مهامها الخميس. وكانت السلطات الأمنية اقتادت أحمد الخير عوض الكريم وهو أحد كوادر المؤتمر الشعبي من منزله بمدينة (خشم القربة) الخميس الماضي، على خلفية مشاركته في احتجاجات تطالب بإسقاط النظام، وتم إعلان وفاته يوم السبت. وقال رئيس اللجنة العليا للإشراف على التحقيقات بشأن الأحداث الأخيرة عامر محمد إبراهيم في مؤتمر صحفي الخميس، إن النيابة العامة تسلمت التقرير النهائي حول الحادثة واثبت "وجود إصابات قوية في شكل كدمات منتشرة على الظهر وخلفية العضدين والكلية اليمنى والفخذ الأيمن ومنتصف الساقين نتجت بسبب الإصابة بآلة حادة أو آلة صلبة نتج عنه مضاعفات قوية أدت للوفاة". وأشار الى أن التقرير أكد عدم وجود أي آثار لاعتداء جنسي. وأوضح عامر أنه بعد استلام التقرير الأول من المشرحة، تم أخذ عينة من الدم والكلية وأرسلت إلى المعامل الجنائية في الخرطوم، وتسلموا النتائج وحققوا مع الطبيب الشرعي. وأفاد أن نتيجة المعمل الجنائي لم تُثبت وجود سموم أو مخدرات. ونوه إلى أن النيابة العامة خاطبت مدير جهاز الأمن في ولاية كسلا لمده بأسماء الذين حققوا مع أحمد الخير والذين أحضروه إلى الولاية، تمهيدا لاتخاذ الإجراءات اللازمة. (الشعبي) يدعو لإقالة الي كسلا من جهته طالب الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي المشارك في حكومة البشير بإقالة ومحاسبة والي كسلا آدم جماع ومدير شرطة الولاية بعد تصريحهما النافي لتعرض الخير للتعذيب. وقال ادريس سليمان في مؤتمر صحفي الخميس أن أحد المتهمين في القضية، لاذ بالفرار وطالب باعتقال "وحدة أمن خشم القربة" والتحقيق معها والمسؤولين عنهم في الولاية بجانب 35 من الضباط والأفراد قال سليمان إنهم جاءوا من كسلا وقاموا بارتكاب الجريمة الشنيعة المشهودة والمثبتة، حسب تعبيره. ووجه سليمان رسالة إلى مدير جهاز الأمن والنائب العام قائلاً: " إن لم نشهد تحقيقاً عدليا وقانونياً نزيها وعادلاً وشفافاً في هذه الجريمة سوف نصعد مستوى المسؤولية". وأضاف مخاطباً مدير جهاز الأمن " أنت أمام مسؤولية إن لم يتحدد المجرمين بصورة قاطعة وواضحة فسوف يطول ويطال الامر آخرين ". ووسط هتافات من الحضور تنديداً بالحادث، افتتح إدريس سليمان المؤتمر الصحفي للحزب " نخاطبكم اليوم محتسبين عند الله تعالى شهيداً هو الأستاذ احمد الخير عوض الكريم عضو المؤتمر الشعبي المعلم بمدرسة (ستيت) الثانوية بخشم القربة الذي فاضت روحه الى بارئها وهي تشكو ظلم الظالمين وجور الجائرين تحت التعذيب المريع والضرب الفظيع الذي شمل كل أجزاء جسده مع السحل والجر على الشوك على الأرض والتجويع والعطش، ولم يوقف عنه الضرب بكل الوسائل والأدوات حتى بعد أن صعدت روحه الطاهرة إلى جوار ربها راضية مرضية بإذن الله ". وأضاف " اغتيل غدراً وخيانة وبوحشية فاقت كل تصور، إذ سيق من منزله سالماً معافى، وسُلم لأسرته جثة هامدة وليس في جسمه موضعاً سالماً من الضرب والتعذيب الذي كابده طيلة يومي الخميس والجمعة 31 يناير و1 فبراير عام 2019".