الخرطوم 18 أغسطس 2019 – حظيت خطوة نقل السلطة في السودان الى حكومة مدنية بترحيب وارتياح دولي واسعين، وسط تعهدات من غالب دول العالم بتقديم العون والسند للحكومة الوليدة التي سيتم إعلانها رسميا أواخر هذا الشهر واعتبر الاتحاد الأوروبي، الأحد، التوقيع على وثائق الفترة الانتقالية في السودان، "علامة فارقة مهمة للسودان في طريقه نحو السلام والديمقراطية والازدهار". وقال في بيان صدر من بروكسل تلقته "سودان تربيون"، إن "إبرام هذا الاتفاق هو نتيجة مفاوضات طويلة بين جميع الأطراف، بمشاركة قوية من الاتحاد الإفريقي والوساطة الإثيوبية، وتمثل علامة فارقة مهمة للسودان في طريقه نحو السلام والديمقراطية والازدهار". وأوضح أن الاتحاد شارك في حفل التوقيع على الوثائق المتعلقة بالسلطة المدنية الانتقالية في السودان كتعبير عن الدعم السياسي القوي. وأضاف، "يرجع الفضل في ذلك إلى شعب السودان، خاصة النساء والشباب، الذين وقفوا بثبات ولكن بسلام لإسماع صوتهم، وينبغي أن تستمر تطلعاتهم في توجيه جميع من سيتولون مسؤولية إدارة المرحلة الانتقالية". وتابع، "يجب على جميع الأطراف السودانية ذات الصلة أن تتكاتف وتنفذ بحسن نية الاتفاقية كما هي.. إنهم بحاجة إلى إظهار الوحدة من أجل بدء عملية المصالحة السياسية والإصلاح اللازمة، ويجب معالجة جميع القضايا العالقة بالوسائل السلمية". وأعلن الاتحاد الأوروبي تطلعه إلى الدخول في مناقشات مع الحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون بشأن أولوياتها السياسية والاجتماعية الاقتصادية وعلى الدعم الذي يمكن أن يقدمه الاتحاد الأوروبي في هذا السياق. من جهته هنأ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطوينو غوتيريش، الشعب السوداني، بمناسبة التوقيع على الوثائق المتعلقة بالسلطة المندية الانتقالية في البلاد، وأشاد بدور الاتحاد الإفريقي وإثيوبيا في التوسط في المحادثات التي قادها السودانيون بأنفسهم. وتطلع الأمين العام، حسب بيان صادر عن المتحدث الرسمي باسمه، اطلعت "سودان تربيون"، إلى التعامل مع مؤسسات الحكم الانتقالية ودعمها، وجدد التزام الأممالمتحدة بمساعدة عملية الانتقال في سعيها لتحقيق تطلعات شعب السودان الطويلة الأمد في الديمقراطية والسلام. وأكد الأمين العام، طبقا للبيان، على أهمية تمهيد الطريق لتحقيق الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي للسودان، ووضع البلد على طريق التنمية المستدامة بما يعود بالنفع على مجتمع السودان الحي والمتنوع. من جهتها هنأت وزارة الخارجية الأميركية، الأطراف السودانية، بمناسبة التوقيع النهائي على وثائق الفترة الانتقالية. وقالت المتحدثة باسم الوزراة مورغان أورتاغوس، في بيان تلقته "سودان تربيون" إن الولاياتالمتحدة تعرب عن امتنانها لتوقيع الوثيقة التي ستمهد لتأسيس حكومة مدنية انتقالية في البلاد. كما أشادت بجهود الوساطة التي قام بها الاتحاد الأفريقي وحكومة إثيوبيا لتوقيع هذه الاتفاقية. واعتبرت أورتاغوس أن توقيع وثيقة الإعلان الدستوري بين قوى إعلان الحرية والتغيير، والمجلس العسكري الانتقالي، يعد خطوة مهمة نحو المستقبل. وتابعت: "الولاياتالمتحدة تتطلع إلى أداء اليمين الدستورية للمجلس السيادي في 19 أغسطس وتعيين رئيس وزراء في 20 أغسطس، واشنطن ستواصل دعم للشعب السوداني في سعيه لحكومة تحمي حقوق جميع المواطنين وتجري انتخابات حرة ونزيهة". وأمس وقع كل من المجلس العسكري الانتقالي الحاكم وقوى "إعلان الحرية والتغيير" على وثيقتي "الإعلان الدستوري" و"الإعلان السياسي" بشأن هياكل وتقاسم السلطة في الفترة الانتقالية. واتفقت قوى التغيير والمجلس العسكري على جدول زمني لمرحلة انتقالية من 39 شهرا يتقاسمان خلالها السلطة، وتنتهي بإجراء انتخابات. وتضم هياكل السلطة 3 مجالس، هي: مجلس السيادة، مجلس الوزراء والمجلس التشريعي. ويتكون مجلس السيادة من 11 عضوا، هم 5 مدنيين ترشحهم قوى التغيير، و5 عسكريين يرشحهم المجلس العسكري، إضافة إلى عضو مدني آخر يتفق عليه الطرفان. ومن المقرر تعيين مجلس السيادة وحل المجلس العسكري الانتقالي، الأحد، على أن يؤدي مجلس السيادة، الإثنين، اليمين أمام رئيس القضاء.