شهدت جامعة الزعيم الأزهري بالخرطوم بحري، الأحد مواجهات دامية بين طلاب الاتجاه الإسلامي والمجموعات المؤيدة لقوى "الحرية والتغيير" أدت لسقوط جرحى. وتبادل الطرفان الاتهامات ببدء الهجوم والاستعانة بعناصر من خارج الجامعة للمشاركة في الصراع. ويخشى مراقبون من أن تكون هذه الحادثة نواة لمواجهات شبيهة في الجامعات السودانية التي ستفتح أبوابها تباعا خلال الأيام المقبلة للمرة الأولى منذ الاطاحة بنظام الرئيس عمر البشير. وأفادت مصادر متطابقة "سودان تربيون" أن منتسبي التيار الإسلامي سعوا لتنظيم مخاطبة وسط الطلاب لكنهم قوبلوا باعتراض عدد كبير من مناصري بقية التنظيمات وهتفوا أمامهم مرددين شعارات تطالبهم بالخروج من الجامعة. وأشارت الى أن مجموعة الإسلاميين غادرت المكان قبل أن تعود من جديد برفقة عدد آخر اقتحموا جميعا حرم الجامعة ووقعت الاشتباكات العنيفة التي أدت لسقوط جرحى من الطرفين لكن المصابين وسط طلاب التحالف السياسي كان الأكبر. وقال متحدث باسم لجنة العمل الميداني في تحالف "الحرية والتغيير" إن لجنة المقاومة بالخرطوم بحري أخطرت الشرطة منذ مساء السبت عزم مجموعات مسلحة تتبع للنظام المعزول تنفيذ هجوم على الطلاب بجامعة الأزهري الأحد، لكن الشرطة لم تتعامل مع الامر بجدية. وأفاد شريف محمد عثمان في مؤتمر صحفي بدار الحزب الشيوعي الأحد أن مليشيات موالية لحزب المؤتمر الوطني هاجمت الطلاب باستخدام أسلحة بيضاء "سيخ وسواطير" ما أدى لإصابة 27 طالبا على نحو متفاوت. كما أشار الى ان المجموعة التي هاجمت الطلاب استخدمت كذلك عبوات من الغاز المسيل للدموع بما يستوجب التحقيق حول مصدرها في الحصول عليه. وطالب عثمان وزير الداخلية بمحاسبة المتورطين في التباطؤ وعدم التعامل مع الأحداث بجدية منعا لتكرار الحادثة. وفي المقابل أوضح تنظيم الطلاب الإسلاميين الوطنيين في بيان إن كوادره في جامعة الازهري تعرضت ل "اعتداءات وحشية" وممارسات اقصائية قادتها عناصر من الجامعات الأخرى ولجان المقاومة بأحياء بحري ضد كوادر الحركة الإسلامية. وأوضح البيان أن منسوبي التيار الإسلامي "دخلوا الجامعة عزلا لا يحملون سوى أقلام ودفاتر المحاضرات مع بداية مخاطبتهم التي أعلنوا عنها منذ ثلاث أيام لدعوة الطلاب والتنظيمات السياسية الى الاستقرار الأكاديمي". وأشار تنظيم الإسلاميين الى أن "الأجسام الهلامية" المنضوية تحت راية قوى الحرية والتغيير لا تملك عضوية على مستوى الجامعة وخير دليل استعانتهم بما يسمى لجان المقاومة بالأحياء لنسف الاستقرار الأكاديمي. ودان التنظيم الاعتداء على كوادره وقال "إنه يحتفظ بحق الرد كاملا غير منقوص"، كما حمل قوى التغيير بأجسامها المختلفة المسؤولية حيال أحداث العنف وحثهم على تطبيق شعار "حرية، سلام، عدالة". بدوره أعلن تحالف القوى السياسية بجامعة الزعيم الأزهري حظر نشاط المنتسبين الى المؤتمر الوطني "حظرا بلا عودة". ووصفهم في بيان بأنهم "قاتلي الأبرياء ومنتهكي حقوق الطلاب"، كما اتهم قوات الأمن والشرطة بالتواطؤ معهم طوال 30 عاما والتساوي معهم في "الجرم والبشاعة".