وصل وفد قيادي من حركة تحرير السودان- قيادة مناوي، السبت، إلى العاصمة الخرطوم، للمرة الأولى منذ 14 عاما. وحركة تحرير السودان بزعامة مناوي أركو مناوي هي أحد الحركات التي تقاتل الحكومة في دارفور منذ 2003، كما انها من بين التنظيمات المنضوية تحت مظلة "الجبهة الثورية". وقال مساعد رئيس الحركة لشؤون الشباب والطلاب، جمعة الوكيل، رئيس الوفد، في مؤتمر صحفي بمطار الخرطوم، إن "حركته تدعم مطالب تسليم المتهمين في جرائم حرب دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية". وشدَّد على دعم الحركة لعملية السلام مع الحكومة السودانية. وأضاف، "جئنا إلى البلاد من أجل دعم حكومة الثورة لأنها مضت خطوة إلى الأمام". من جانبه، قال عضو المجلس السيادي، محمد الحسين التعايشي، إن "الحكومة ألغت قوائم الحظر وأحكام الإعدام التي تمنع قيادات الحركات المسلحة والمعارضين السياسيين لنظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، من الوصول إلى الخرطوم". وأوضح أن "السودان مفتوح لكل أبنائه من غير شروط أو استثناء من أجل تحقيق شعارات الثورة، والحكومة ملتزمة بواجباتها القانونية والدستورية لحماية حق الآخرين في التعبير والعمل من أجل أفكارهم ورؤاهم". وأشار إلى أن وصول وفد حركة تحرير السودان إلى الخرطوم، يأتي كجزء من التزامات الحكومة والجبهة الثورية ومكوناتها بالاتفاقيات الموقعة. ورحب المتحدث باسم قوى "الحرية والتغيير" وجدي صالح بوصول وفد حركة تحرير السودان البلاد. وقال في تصريح بمطار الخرطوم إن "وجود إخوتنا في حركة الكفاح المسلح بيننا في السودان اليوم يؤكد أننا سنجني ثمرات الثورة ويعتبر حدثا تاريخيا لم يحدث في تاريخ البلاد". وأضاف قائلا: "نرحب بوفد حركة جيش تحرير السودان ونتمنى في الأيام المقبلة أن نستقبل الأخ القائد أركو مني في وطنه ووسط أهله. ونحن في قوى الحرية والتغيير سعداء أن نلتئم داخل هذا الوطن وهذه أولى خطوات السلام الذي سنعيشه واقعا بيننا في الأيام المقبلة". من جانبه رحب التوم هجو القيادي بالجبهة الثورية بوفد حركة جيش تحرير السودان وقال: "إن حضور الوفد إلى البلاد تأكيد لتلبية الثورة لمطالب جماهيرها بالداخل والخارج وإنها تدعم حكومة الثورة حتى يتحقق السلام الذي نبشر به وتستطيع الحكومة تقديم كافة الخدمات للمواطن وتعمل على تنفيذ البنى التحتية". وأعلنت الحركة الأربعاء الماضي، عزمها للمرة الأولى منذ 14 عاما، إرسال وفد رفيع إلى الخرطوم، للتواصل مع المجلس السيادي والحكومة الانتقالية. وأوضح البيان أن هذه الخطوة تأتي "رغبة من الحركة في الالتحام مع قواعدها وجماهيرها بالداخل، ومد جسور التواصل مع كافة القوى السياسية السودانية وقوى الثورة، والمجلس السيادي والحكومة الانتقالية، وذلك لدعم أهداف الثورة وقضايا السلام العادل، وتعزيز فرص استقرار السودان". ووفد حركة تحرير السودان، الذي يضم قيادات بالحركة كانت مقيمة بالولايات المتحدة ودول أوروبية، أول وفد من الحركات المتمردة يصل الخرطوم بصورة رسمية، عقب توقيع اتفاق جوبا بين الجبهة الثورية والحكومة السودانية، الإثنين الماضي. ومن المتوقع وصول قيادات من حركة العدل والمساواة، إلى السودان، خلال الأيام القادمة. ووقعت الحكومة الانتقالية، وفصائل "الجبهة الثورية"، الإثنين الماضي إعلانا سياسيا، ووثيقة لوقف إطلاق النار، وتضمن الاتفاق التفاهم على إجراءات تمهيدية لخلق مناخ موات للانخراط في مفاوضات رسمية بحلول 21 نوفمبر المقبل.