دعا رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، الخميس، إلى بناء مشروع قومي يستصحب كافة التحديات بولاية البحر الأحمر شرقي البلاد، وينهي الاقتتال القبلي. وتجئ هذه الدعوة بعد يومين من اشتباكات دامية بمدينة بورتسودان، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، وفرض على إثرها حظر التجوال. وشدَّد حمدوك، الذي وصل بورتسودان الخميس وترأس اجتماع حكومة البحر الأحمر، بحضور الوالي اللواء ركن حافظ التاج، وعدد من الوزراء، على ضرورة التعامل مع ولاية البحر الأحمر بشكل استراتيجي، باعتبارها بوابة السودان الرئيسية. وأضاف، "لا بد من مشروع قومي يستصحب كل تحديات الولاية حتى تعمل الحكومة المركزية على معالجتها". من جهته أشار والي البحر الأحمر إلى مواجهته في الولاية بنقص الخدمات، خاصة غياب التنمية وتفشي البطالة وسط الشباب، واعتبرها من الأسباب الرئيسية وراء حدوث بعض الاحتكاكات القبلية بالولاية بين الفينة والأخرى. بدوره قال القيادي بقوى الحرية والتغيير، إبراهيم الشيخ، إن القيادات السياسية في البلاد عجزت عن إدارة التنوع، وعدم قبول الآخر، ما أفرز الصراعات القبلية والحروب في البلاد. ودعا الأحزاب والقوى السياسية، للعب دور أساسي خلال المرحلة القادمة في خلق الوعي وإشاعته وسط الناس، وتعزيز ثقافة التعايش السلمي، وقبول الآخر واحترام التنوع. وقتل شخصان وأصيب نحو 24 آخرين في اشتباكات دامية وقعت الثلاثاء. ودخل منتسبون لقبيلتي "الهدندوة" و"البني عامر" في احتكاكات عنيفة عقب مخاطبة جماهيرية لرئيس الجبهة الشعبية نائب رئيس الجبهة الثورية الأمين داؤود الذي وصل البلاد الأسبوع قبل الماضي بعد سنوات قضاها في الخارج معارضا لنظام الرئيس المعزول عمر البشير. ولدى عودته أدلى الأمين وهو من قبيلة البني عامر، بتصريحات وصف فيها البجا بأنهم أقلية، مما أثار حفيظة القبيلة. وحمل والي البحر الأحمر المكلف حافظ التاج مكي، القيادي الأمين داؤود مسؤولية الانفلات الأمني قائلا إنه أخل باتفاق أبرماه سويا بتأجيل الحشد الجماهيري إلى حين إكمال الترتيبات الأمنية.