قال الهلال الأحمر السوداني الخميس، إن 48 شخصاً على الأقل لقوا مصرعهم، فيما أصيب أكثر من 200 في القتال القبلي في دارفور. ووفقاً لبيان صادر عن الهلال الأحمر فإن الاشتباكات المسلحة اندلعت ليل الأحد في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، واستمرت حتى يوم الإثنين واحترقت خلالها عدة منازل. وبحسب البيان فإن" 48 شخصا على الأقل قتلوا، ونقلت جثثهم إلى مشرحة في المدينة، فيما جرح 241 شخصاً، بينهم 19 في حالة حرجة، نقلوا الى الخرطوم للعلاج". وقال الهلال الأحمر إن "الوضع هادئ هذا الصباح"، مضيفاً أن عدة منازل احترقت. وفرضت الحكومة المركزية حظراً للتجول في غرب دارفور يوم الإثنين، كما ابتدرت تحقيقاً حول الأحداث، بينما زار وفد من كبار المسؤولين المنطقة. ونشرت الحكومة قوات في الجنينة لاستعادة النظام. وقال سكان من الجنينة تحدثوا إلى وكالة فرانس برس عبر الهاتف إن قوات الأمن تقوم بدوريات في الطرق الرئيسية في المدينة، مؤكدين أن القتال قد خفت حدته. وحسب وسائل إعلام سودانية، اندلع القتال بعد خلاف بين شخصين. وقالت امرأة عبر الهاتف إنها فرت من مخيم كريندينق للنازحين، بالقرب من الجنينة بعد أن أشعل المهاجمون النار في الخيام هناك. وقالت لوكالة فرانس برس: "تم إحراق خيامنا. وهناك جثث تتناثر على الأرض". وأثارت المصادمات الأخيرة مظاهرات حاشدة في الخرطوم، حيث سار المتظاهرون إلى مكتب رئيس الوزراء ووزارة العدل يحملون لافتات تدعو إلى "إنهاء المذابح في مخيمات النازحين" ومعاقبة الجناة. وحمل المتظاهرون الأعلام الوطنية، ولافتات تطالب بضرورة وقف العنف القبلي، وتحقيق السلام في دارفور. وردد المتظاهرون شعارات وهم في طريقهم إلى وزارة العدل، "يا عنصري ومغرور .. كل البلد دارفور"، "لا للعنف .. نعم السلام". ووصل رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، وقيادات في المجلس السيادي وأجهزة الأمن إلى مدينة الجنينة، الأربعاء، لاحتواء أعمال العنف الدامية. وتسلم حمدوك فور وصوله، مذكرة من لجان معسكرات النازحين ولجان المقاومة بمدينة الجنينة، تطالب بضرورة جمع السلاح وفرض هيبة الدولة. كما تعهد نائب رئيس المجلس السيادي، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بمعاقبة الجناة، وعدم الإفلات من العقاب.