الخرطوم 8 يناير 2020 – دعا وزير الري والموارد المائية السوداني، ياسر عباس، الأربعاء، إلى إكمال الحوار والمداولات الهادفة حول أوجه الخلاف في عملية الملء والتشغيل السنوي لسد النهضة، وقال عباس خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماعات الوزارية الفنية للدول الثلاث، في حضور ممثلين من وزارة الخزانة الاميركية والبنك الدولي، إن الفرص لا تزال سانحة ومتعددة للتعاون بين السودان وإثيوبيا ومصر، في مجالات مشاريع التنمية المختلفة كالطاقة، والزراعة، والملاحة. وطبقا لبيان صادر عن وزارة الري تلقته "سودان تربيون"، فإن الاجتماع ناقش في يومه الأول مقترحات الدول الثلاث الخاصة بموجهات ملء وتشغيل السد، والتي حظيت بقدر كبير من الحوار، والذي يستمر غدا بغية الوصول لوفاق حول المواضيع ذات الصلة. الجدير بالذكر أن المقترح الذي قدمه السودان للملء والتشغيل بُنى على المقترح السابق الذي طرح في اجتماع القاهرة في الثاني من ديسمبر الماضي، وبتفصيل أكثر في اجتماع الخرطوم في 21 ديسمبر، وتم إضافة بعض التعديلات في المقترح خلال اجتماع أديس الحالي. ويعتبر هذا الاجتماع الرابع والأخير من سلسلة الاجتماعات التي أقرها وزراء المياه والخارجية في واشنطن في السادس من نوفمبر الماضي. من جهته عرب وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبد العاطي، عن تطلع بلاده في الوصول إلى "مسودة اتفاق" لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي. وقال عبد العاطي، "نأمل في التوصل إلى اتفاق شامل وتعاوني ذو منفعة متبادلة فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة، ومثل هذا الاتفاق يجب أن يحمي دول المصب من الأضرار الجسيمة التي يمكن أن يسببها سد النهضة". وشدد الوزير المصري على ضرورة أن "يتكامل سد النهضة في عملية إدارة مشتركة مع السد العالي في أسوان، بهدف الحفاظ على مرونة المنظومة المائية لمواجهة الظروف القاسية التي قد تنشأ عن ملء وتشغيل سد النهضة". وتابع، "نحتاج أيضا إلى الاتفاق على تدابير تخفيف الجفاف بناءً على التنسيق والتعاون بين سد النهضة والسد العالي، وهو ما يعد ضروريا بالنظر إلى حقيقة أن مصر تعاني بالفعل من نقص كبير في المياه يصل إلى 21 مليار متر مكعب في السنة". وأكد أن "هناك فرصة حقيقية لتحقيق تقدم في الاجتماع الرابع والأخير من أجل التغلب على هذه الاختلافات، ونأمل في الخروج بمسودة اتفاقية لملء وتشغيل سد النهضة". وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية الإثيوبية "فانا"، في نسختها باللغة الإنجليزية، انطلاق الاجتماع بين إثيوبيا والسودان ومصر في العاصمة أديس أبابا، لبحث ملء وتشغيل سد النهضة". وقالت الهيئة، " من المتوقع أن تتوصل الدول الثلاث إلى اتفاق بشأن القضايا التي لم يتم الاتفاق عليها خلال اجتماع أديس أبابا ". وأشارت إلى أن "الدول الثلاث ستجتمع أيضًا في واشنطن لإنهاء اتفاقهم، وإذا لم يتم التوصل لاتفاق سيتم الاستناد إلى المادة 10 من إعلان المبادئ بين الدول الثلاثة بشأن السد لعام 2015". وتعطي المادة الحق للأطراف المعنية في طلب الوساطة وهو مطلب مصري متكرر، أو إحالة الأمر للرؤساء لبحث أي خلاف. والاجتماع الذي انطلق الأربعاء ينعقد على مدى يومين على مستوى وزراء الري في الدول الثلاث بمشاركة ممثلين من البنك الدولي والولايات المتحدة بصفتهم مراقبين للاجتماعات، وفق إعلام محلي مصري. ومن المقرر أن تجتمع الدول الثلاث بواشنطن في 13 يناير الجاري، لتقييم مباحثات الاجتماعات الأربعة. وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55 مليار متر مكعب، فيما يحصل السودان على 18.5 مليار. وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، والهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء في الأساس.