غادر وزير الري والموارد المائية السوداني، السبت، إلى العاصمة واشنطن للمشاركة في اجتماع سد النهضة، لوزراء خارجية ومياه الدول الثلاث (السودان، مصر، وإثيوبيا)، بحضور مراقبين من أمريكا والبنك الدولي. وقال بيان صادر عن وزارة الري، تلقته "سودان تربيون"، فإن اجتماع واشنطن، الإثنين، يجئ تنفيذا لخطة العمل المتعلقة بتقييم المسار التفاوضي للاجتماعيين السابقين بكل من أديس أباباوالقاهرة. ويعقد الوزير على هامش الاجتماع تنويرا للجالية السودانية غدا الأحد، بمنبر التجاني الطيب للحوار الديمقراطي، بواشنطن حول موقف السودان من السد الإثيوبي. وعقد الوزير قبل مغادرته، لقاءا لقيادات الوزارة ووزراء ووكلاء ومهندسين الري السابقين، لاطلاعهم على موقف السودان التفاوضي بشأن ملف سد النهضة. وشرح الوزير، للمشاركين وفقا للبيان، جهود الوزارة من دراسات فنية، تتعلق بالآثار المرتبة على السودان من قيام السد والآثار المتوقعة إيجابية كانت أم سلبية. كما استعرض سيناريوهات المقترحات التي قدمها وفد السودان بشأن التشغيل والملء والتي تحفظ حقوق السودان المائية وتراعي اهتمامات دولتي إثيوبيا ومصر. وأكد الوزير اهتمام السودان بضمان الوصول إلى اتفاق يستلهم قوانين المياه الدولية التى تراعي الاستغلال المنصف والعادل دون إلحاق ضرر بالآخر. كما تطرق لما بذله السودان في مرحلة الدراسات الفنية والتوصيات فيما يلي سلامة السد، والتي وجدت تجاوبا والتزاما من الطرف الإثيوبي في جانب التشييد. وفي 2 ديسمبر الجاري، شهدت القاهرة ثاني اجتماعات وزراء مياه مصر والسودان وإثيوبيا؛ لمناقشة مقترحات ملء وتشغيل "سد النهضة"، بحضور مسؤولين من الولاياتالمتحدة والبنك الدولي. وناقش الاجتماع، الذي استمر يومين، المقترحات الفنية التي بدأت في أديس أبابا قبل أسبوعين ضمن خارطة الطريق التي جرى الاتفاق عليها في واشنطن مطلع نوفمبر الماضي، للوصول إلى اتفاق بحلول 15 يناير 2020. ويعد الاجتماع هو الثاني من أصل 4 أخرى على مستوى وزاري، بهدف الوصول إلى اتفاق لحل أزمة سد النهضة بحلول 15 يناير 2020، حسب مخرجات اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث بواشنطن، الذي عقد الشهر الماضي. وفي 16 نوفمبر الماضي، عقد وزراء مياه مصر والسودان وإثيوبيا؛ اجتماعا في أديس أبابا، ضمن لمناقشة مقترحات ملء وتشغيل سد النهضة، بحضور مسؤولين من الولاياتالمتحدة والبنك الدولي. ومن المقرر أن تستضيف الخرطوم الاجتماع الثالث لوزراء المياه أواخر ديسمبر الجاري، وفق بيان سابق لوزارة الري السودانية. وتتعثر مفاوضات إثيوبية مصرية بشأن سد النهضة، الذي تقوم بتشييده أديس آبابا منذ 2011، على النيل الأزرق، قرب الحدود الإثيوبية مع السودان. وفي منتصف نوفمبر الماضي، أعلنت إثيوبيا "اكتمال مشروع بناء سد السرج، أحد مشاريع سد النهضة الإثيوبي الكبير، مؤكدة أنه سد احتياطي له، ويعد علامة فارقة في المشروع بأكمله"، حسب وكالة الأنباء الإثيوبية. ووفق معلومات سابقة، لدى سد النهضة ملحق مكمل يمتد على طول 5 كم، ويبلغ ارتفاعه نحو 50 م، فيما يقام السد الأساسي، محل المفاوضات الفنية، على مساحة 1800 كم المربع. وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55 مليار متر مكعب، فيما يحصل السودان على 18.5 مليارا. وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء في الأساس.